طالبت اللجنة الوطنية للحج والعمرة بمنع بيع التذاكر على رحلات الحج لغير شركات الحج المرخص لها، مؤكدة أن هذا الإجراء سيقطع الطريق أمام تجار السوق السوداء للطيران، وينهي معاناة التكدس للحجاج في المطارات وأبان أسامة فيلالي، رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن اللجنة قامت بعدة لقاءات مباشرة مع «الخطوط الجوية السعودية» لعلاج مشاكل كثيرة تحدث مباشرة مع مشاكل تكدس الحجاج في المطارات، ومعالجة مشاكل التذاكر السوداء التي تبرز إبان عودة الحجيج وانتهاء مناسكهم.
وقال فيلالي إنه تمت مناقشة لمن تمنح التذاكر، والأحقية تكون لمن، مشيرا إلى أن آلية منح التذاكر تمت بلورتها مع مواعيد الرحلات، وتم على أثر ذلك عقد ورش عمل متواصلة، لمعالجة وضع جدول زمني للرحلات من الآن لحجاج الداخل مع تحديد الطاقة الاستيعابية، ومراعاة مشكلة تداخل التاريخ الميلادي والهجري يوم الوقفة ورؤية الهلال.
وأضاف فيلالي أنه تمت مناقشة كيفية القضاء على السوق السوداء لطائرات فترة الحج، ومشكلة تأخر موعد إقلاع الرحلات عن موعدها الأساسي وما يترتب على ذلك بالنسبة إلى الرحلات التي يتم ترحيلها، وعدم تعويض المتضررين عن ذلك، والمطالبة بزيادة عدد الطائرات بهدف استيعاب الزيادة الدائمة والطلب المتزايد على الرحلات الداخلية من جميع مناطق السعودية لكي يتناسب ذلك مع عدد الشركات، وتحديد قدرة كل منطقة من مناطق المملكة على استيعاب الطائرات الإضافية، وصلاحية المطارات، وآلية توزيع الطائرات على شركات الحج المستفيدة.
وقال فيلالي إن من أهم مطالب اللجنة الوطنية عدم بيع أي تذكرة على رحلات الحج لغير شركات الحج المرخص لها في المنطقة التي ستباع فيها التذاكر، مدللا على ذلك بأن أي الشركة مقرها الرياض وفروعها في مكة وجدة، فلا يحق لها شراء التذاكر للمنطقة الشرقية، وهذا إجراء يمنع حالات التكدس قطعيا.
وزاد بالقول «تحديد عدد المقاعد لتلك الشركات في البيع يمنع السوق السوداء، وهذا إجراء يقطع الطريق أمام أي شخص من خارج المنطقة يستحوذ على مقاعد معينة ويقوم بإنزالها للسوق السوداء، فتبدأ حينها الأزمة».
وقال أسامة فيلالي إن اللجنة الثلاثية المكونة مقررة من وزير الداخلية في النظام الأساسي لحجاج الداخل، مكونة من ثلاثة أعضاء هم من وزارة الداخلية ووزارة الحج وعضو من وزارة الحج، وعضو من وزارة التجارة، وتتلخص مهامها في أي شكوى مقدمة ضد شركات ومؤسسات حجاج الداخل من الحجاج أو أي طرف آخر. وأفاد فيلالي بأنه لا يحق لأي شركة حسم درجات مباشرة تحت أي مخالفات، من أي شركة حج قبل الرجوع إلى اللجنة الثلاثية، والقانون واضح وصريح، بأن أي مخالفة لأي شركة أو مؤسسة ينبغي أن تنضوي تحت عمل اللجنة الثلاثية المشكلة لتقوم بالتحقيق وإصدار الحكم في هذا الصدد.
وأفاد رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة بأنه تمت مخالفة 15 شركة سابقة، قامت الإدارة العامة للدفاع المدني برصدها، مبينا أن من شأن عمل اللجنة الثلاثية معرفة أماكن الخلل وتعزيز طرق حلها دونما حسم نقاط بشكل مباشر.
ومما أسهم في تكريس عمليات التكدس وأزمة الحجوزات هي مشكلة قيام بعض المعتمرين بمخالفة البرنامج المقدم لهم من شركات الحج والعمرة والحجز على الرحلات الداخلية بـ«الخطوط السعودية» إلى مدن المملكة من دون الرجوع إلى شركات العمرة، مما يسهل هروب المعتمرين إلى مدن المملكة المختلفة وتخلفهم فيها، علما بأن النظام لا يسمح بتنقل المعتمر في غير مدن «مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، وينبع»، وتسجيل مخالفات من قبل وزارة الحج على الشركات. واتفق الحاضرون على مناقشة هذه الإشكالية مع مدير عام جوازات المطار، وتوعية وتثقيف المعتمرين قبل مجيئهم بالمدن المسموح لهم بالسفر إليها.