أمهات أطفال التوحد يطالبن بمزيد من الدعم والرعاية والإرشاد محليا

رفعن مطالباتهن من خلال الملتقى الأول لهن بجامعة الأميرة نورة في الرياض

كشف ملتقى أمهات الأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد عن مدى الحاجة لمزيد من نشر الوعي بين الأمهات من قبل المتخصصين بالسعودية («الشرق الأوسط»)
TT

سيل من الأسئلة والمطالبات رفعه عدد من الأمهات السعوديات في إطار البحث عن خدمات صحية ورعائية لأبنائهن المصابين بطيف التوحد، خلال الملتقى الأول لأمهات الأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد، الذي نظمه قسم التربية الخاصة بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالعاصمة السعودية الرياض يوم الأربعاء الماضي، تحت شعار «في عالمهم سنكون»، وهو الملتقى الأول من نوعه الذي تقدمه الجامعة كمبادرة طلابية، حيث تم إعداده والتنظيم له بجهود طالبات قسم التربية الخاصة بالجامعة.

وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة دينا مصطفى، أستاذة التربية الخاصة المساعدة بقسم التربية الخاصة بجامعة نورة، أن تساؤلات الأمهات كانت تدور حول كيفية التعامل مع أطفال التوحد أثناء فترة البلوغ، وكيفية تقليل السلوكيات غير المرغوبة اجتماعيا من قبل أولئك الأطفال، موضحة أن كم الأسئلة التي وردت من الأمهات يكشف عن مدى الحاجة الفعلية لبذل المزيد من الملتقيات لنشر الوعي ورفع معدلات التثقيف حول المرض بين الأمهات.

وكان الملتقى الأول لأمهات الأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد، عقد ضمن أعماله ندوة نقاش جمعت الأمهات بعدد من المختصات والأكاديميات للتحاور حول الصعوبات التي تواجههن وكيفية التغلب عليها، بالإضافة إلى عقد ما يزيد على 13 ركنا للأطفال ذوي التوحد بهدف تنمية معارفهم وتعليمهم سلوكيات إيجابية، بينما تولت طالبات قسم التربية الإشراف على الأطفال خلال وجودهم بالملتقى.

وأشارت مصطفى إلى أن العديد من الأمهات أبدين مطالبتهن باستضافة مسؤولين في وزارة التربية والتعليم لمناقشة قضية دمج أبنائهن بمدارس التعليم العام، بالإضافة إلى المطالبة باستضافة مسؤولين من وزارة الصحة لمناقشتهم حول قضية علاج أبنائهن، مشيرة إلى أن العديد منهن طالبن بزيادة الإعانة المادية من الدولة لطفل التوحد، وتوفير مراكز تخدم أطفالهن في التعليم وغيره، على أن يتم استحداث جهة حكومية تتولى مسؤولية رعاية الأطفال ذوي التوحد بالبلاد.

من جانبها، أكدت الأستاذة حنان السرحان وكيلة قسم التربية الخاصة، على استفادة القسم من تجارب الأمهات من خلال الاطلاع على خبراتهن في التعامل اليومي مع حالات أطفالهن ذوي التوحد، مؤكدة في الوقت ذاته على أن القسم حرص على تقديم المعلومة وتعزيز المعرفة لدى الأمهات من خلال الإجابة عن تساؤلاتهن حول التعامل مع الضغوط والصعوبات التي تواجههن اجتماعيا مع حالات أبنائهن.

وبينت السرحان أن هناك توجها بقسم التربية لعقد الملتقى في دورة ثانية بناء على مطالبات الأمهات، ولتقديم المزيد من الخبرات والمعلومات بتوسع أكبر، ولفتت إلى أن الملتقى استفاد من تعرفه على مشاكل الأمهات لتكون أساسا للبرامج والأنشطة التي سيقدمها القسم في الدورة المقبلة للملتقى.

وعلى صعيد ذي صلة، شاركت بالملتقى الأميرة سميرة الفيصل رئيسة مجلس إدارة جمعية أسر التوحد الخيرية، عبر عرض لتجاربها مع أطفال التوحد، ونقل خبرات لفن التعامل مع الأطفال من ذوي التوحد للأمهات، وأرشدت الأمهات لمراكز تقديم الرعاية والخدمات التي يمكن للأمهات الاستفادة منها محليا، بالإضافة إلى تعريف بجملة من الخدمات والبرامج الرعائية التي تقدمها جمعيتها الخيرية في هذا الصدد.

يشار إلى أن ملتقى «في عالمهم سنكون»، شهد تفاعلا كبيرا من طالبات قسم التربية الخاصة - مسار التوحد، حيث قامت العديد من الطالبات بتولي مسؤولية الإشراف والتنظيم للأركان بالملتقى، بينما عمد عدد من الطالبات لتولي مهام الإشراف على مجموعات الأطفال وتعريفهم بالأركان الموجودة داخل مقر الملتقى، ومشاركة الأمهات في رعاية الأطفال ذوي التوحد.