الأمطار تقص شريط اختبار «الدفاع المدني» في موسم الحج

تطبيق خطط الطوارئ لتصريف مياه الأمطار والسيول

أمطار غزيرة شهدتها مكة المكرمة أمس في جميع جنبات وأحياء العاصمة المقدسة (تصوير: أحمد حشاد)
TT

قطعت الإدارة العامة للدفاع المدني في العاصمة المقدسة الطريق في تجاوز أول اختبار ميداني للتعامل مع السيول وكميات الأمطار الغزيرة التي شهدتها مكة المكرمة، أمس، من خلال تطبيقها خطة خاصة بالطوارئ لتصريف مياه سيول الأمطار. وبحسب المقدم سعد المنتشري، المتحدث الرسمي للدفاع المدني في العاصمة المقدسة، فإن مكة المكرمة قد شهدت هطول أمطار غزيرة، تحرك على أثرها الدفاع المدني، طبقا لخطة الطوارئ التي يعمل بها، ولم تسجل في ثنايا تلك الأمطار أي حالات خطرة عدا تجمع بعض مياه الأمطار وقد تم التعامل معها بشكل جيد.

من جانب آخر، علق فهد المالكي، خبير السلامة البيئية، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «غزارة الأمطار تواصلت في العاصمة المقدسة لمدة زادت على الساعتين، ابتدأت بمنطقة الشرائع (شمال شرقي العاصمة) وتركزت في جميع جنبات وأحياء العاصمة المقدسة»، معتبرا أنها أتت خلافا لتوقعات لجهات الأرصاد باستمرار درجات الحرارة وارتفاعها.

وذكر المالكي أن «هطول الأمطار والسيول جاء في وقت ملائم، بسبب تزايد كميات الغبار التي أتت على العاصمة المقدسة، حيث استطاعت تلك السيول إيقاف ذلك الغبار، لينعم الله على الحجاج والمعتمرين».

وزاد خبير السلامة البيئية قائلا: «استطاعت أمانة العاصمة المقدسة بالتعاون مع الإدارة العامة للدفاع المدني، بتهيئة البنية التحتية بشكل متكامل، تحسبا لأي أخطار محتملة قد تلحق الضرر بضيوف الرحمن»، معتبرا أن «الجهات ذات العلاقة عملت على مدار الـ5 سنوات الماضية على التعامل بمهنية عالية في قيادة الأزمات، استنادا إلى تعليمات حكومية عليا حرصت على راحة الحجاج والمعتمرين والمواطنين».

وكانت أمانة العاصمة المقدسة قد أنهت إنجاز عدد من مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول في مكة المكرمة بتكلفة أكثر من 90 مليون دولار، حيث أنهت أمانة العاصمة المقدسة والإدارة العامة للمشاريع المركزية في وزارة الشؤون البلدية والقروية عددا من المخططات والمناطق التي كانت تهددها السيول بإنشاء شبكة تصريف عالية الجودة.

وقد شهدت المنطقة موجة من الأمطار الغزيرة التي شملت عدة أحياء، بينما توقفت الحركة المرورية في عدد من الطرق، حيث أفاد خالد المطرفي، الأستاذ المتخصص في علوم الأرصاد بأن «الإشكاليات التي حدثت في الأعوام الماضية من عدم وجود خطط ناجحة لإدارة السيول التي تحدث أثناء الحج كانت سببا رئيسيا في إعداد خطط ناجحة للتعامل مع الحالات الطارئة للأمطار والسيول وحالات الطقس بشكل عام التي تحدث في الأماكن المقدسة»، مضيفا أن حالات الطقس تحدث بشكل سريع وقد تكون هناك تغيرات تطرأ على المنطقة بشكل أو بآخر.

وأضاف المطرفي أن «الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تصدر تقريرا مناخيا تفصيليا موسعا يبين حالة الطقس في المشاعر المقدسة قبل موسم الحج بفترة كافية، ومعرفة طبيعة الأمور المناخية التي سادت المنطقة منذ فترة طويلة، وما هي التوقعات التي نتوقعها وإعلام الجهات الرسمية والمختصة والإعلام والجمهور والحجاج ووضع الاحتياطات اللازمة للتعامل أثناء وجود عواصف رعدية ممطرة أو أمطار أو عواصف ترابية».

وكانت وحدات الدفاع المدني في مشعر عرفات نجحت في تجربة فرضية أجريت في المشاعر من إخلاء آلاف الحجاج الذين تعرضت مخيماتهم لمداهمة افتراضية من السيول أثناء وقوفهم بالمشاعر المقدسة، ونقلهم إلى معسكرات الإيواء في المشاعر.

وقامت قوات الدفاع المدني خلال الفرضية التدريبية التي تم تنفيذها أول من أمس بإشراف قيادة الدفاع المدني في عرفة بإخلاء المصابين والمتضررين في موقع الحادث إلى نقاط الفرز الطبي، واستخدام عدد كبير من الحافلات لنقل الحجاج من المربعات التي داهمتها السيول إلى مواقع آمنة داخل عرفة.