غرفة الرياض تشرح أساليب الغش في الأضاحي وتوصي بالحذر

متعاملون في أسواق الماشية: تأخير الشراء يخفض أسعارها

TT

«من غشنا فليس منا» لم تراعَ هذه الحكمة ولم يلقَ لها بال، بل وُضعت في بعض المحال التجارية، التي في الغالب هي من يتعامل بذلك التدليس الذي تنوعت أساليبه في السلع الاستهلاكية مرورا بالأغنام في موسم عيد الأضحى المبارك الذي يُشرع فيه ذبح الأضحية من الماشية، إما أن تكون من الإبل أو البقر أو الضأن أو الماعز، بل تعددت طرقه بغرض الكسب الوفير دون عناء إضافي.

عدد من تجار المواشي اختار أفضل الطرق وأسهلها للوصل إلى السرعة في جعل الأغنام تزدان في المظهر، وتوهم المشتري أنها ذات اللحم الوفير, بالماء الدفيء مع مسحوق للتنظيف فرو الماشية، وتبدو بشكل آخر، والماء مضاف إليه ملح يستخدم لتسمين الماشية، ويعتبر أصحاب الخبرة أنه مضر بالصحة البهيمة وكذلك الإنسان، بسبب زيادة الوزن دون فائدة.

ويقول سلطان المطيري أحد المتعاملين في سوق الأغنام متحدثا لـ«الشرق الأوسط»: «الغش دخيل علينا، وغالبا ما يستخدم من قبل العمالة حتى يضع الفائدة التي يبيع فيها الماشية في جيبه»، مطالبا كل من يبحث عن شراء أضاح أو ذبائح بأن يحاول أن يأخذ معه ذا خبرة في المواشي حتى لا يكون فريسة لأساليب الغش.

ويضيف المطيري: «هناك بعض تجار المواشي يحاولون إيهام المشتري من خلال وضع علامات تدل على أن الخروف ربي في الصحراء، حتى تكون الرغبة في الشراء كبيرة، لكن تكتشف هذا النوع من الغش بعد الذبح».

من جهته، يوضح محمد أبو علي، أحد بائعي المواشي في سوق شرق الرياض، أن أغلب المشترين يصدقون بعض البائعين وهم يعرفون أنهم يدلسون، بسبب انشغال البعض، وعدم الرغبة في البحث وتحسس الأضحية، مؤكدا أن أغلب عمليات الشراء عن طريق النظر دون الترجل من السيارة.

ويؤكد أبو علي أن أغلب أغنام السوق هزيل وأسعاره فوق الخيال، ولا توجد رقابة، إذ إن السوق حرة، والكل يشتري بنظر، إذا إن بيع الأغنام لا يمكن حصره في ثمن واحد.

«الشرق الأوسط» كان لها زيارة لسوق المواشي شرق الرياض، استقبلها البائعون من كل حدب وصوب وكأنهم يعلمون بقدومنا، ليعرضوا علينا بضاعتهم، ليظفر أحد منهم بزبون يشتري ولو رأسا واحدا من الماشية، لكن حينما علموا أننا أتينا لعمل تقرير عن وضع السوق تركونا وذهبوا من حيث أتوا. ورصدت «الشرق الأوسط» عملية نصب أهمها طلي شعر الخروف بالحناء حتى يوهم المشتري بأنه بري المصدر، ويقول عبد الله المحمد أحد مرتادي سوق الأغنام لشراء أضحيته لـ«الشرق الأوسط»: «ترددت كثيرا على السوق منذ دخول العشر الأواخر، إلا أن السوق تزداد عدد الأضاحي، ويقل الطيب منها، وإن كان هناك أغنام طيبة، فإن أسعارا قد تصل إلى 2200 ريال للرأس الواحد، وهذا كثير».

ويبين المحمد أن «هناك من ينصح بأن لا أشتري الأضحية إلا بعد غروب شمس يوم عرفة، حتى يكون البائعون قد خفضوا أسعار البيع أقل مما كان عليه، بغرض التصفية، حتى يستطيع أن يكمل العيد مع أسرته، وأنا أعتبرها فكرة جيدة وسأطبقها هذا العام، وإن شاء الله أجد الفرق».

وللغش أساليب لم تخطر ببال المشتري، أهما طريقة تخمير الشعير في حوض ماء لمدة ليلة أو أكثر حتى يتشبع بالماء، ومن ثم يُقدم للماشية ليغنيها عن البرسيم ويسد شهيتها عن الأكل.

وهناك طرق يستخدمها البائع في عرض الخروف على الزبون، يتم رفع رأس الخروف حتى يندفع الجهاز الهضمي إلى الخلف حتى تتجمع الشحوم ليعطيها مظهرا يجذب الزبون، كما يستخدم بعض البائعين أسلوب الضرب للماشية التي تعاني من مرض، حتى يظهر عليها النشاط.

وكانت إدارة خدمة المجتمع بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض قد أصدرت كتيبا بعنوان «طرق وأساليب الغش في بيع الأضاحي والأغنام»، ويهدف الكتيب لإرشاد المستهلكين أو الراغبين بشراء المواشي بشكل عام والأضاحي بشكل خاص إلى كيفية التعامل مع هذه السوق التي تشهد إقبالا مضاعفا مع اقتراب موسم الأضاحي.

ويندرج الكتيب الذي أعده قسم توعية المستهلك ضمن سلسلة كتيبات توعوية أصدرها القسم، وتعنى بطرح كل ما يهم المستهلك في استهلاكه واستخدامه اليومي لما حوله من سلع ومنتجات وخدمات، وتقدم له الإرشادات والنصائح تجاه تعامله معها، ضمن رسالة إعلامية مزودة بالصور والأشكال والرسومات الإيضاحية.