مختصون يحذرون من ذبح خروف العيد أمام الأطفال

مشاهدة الأطفال لذبح الأضحية عادة وليست سنة

صورة لبعض الأضاحي في طريقها للذبح
TT

ارتبط الخروف عند الصغار بصورة الحيوان الأليف، الأقرب لعالم الطفولة وبطل الحكايات وقصص ما قبل النوم؛ إلا أن المخيلة التي صنعت هذه الصورة الجميلة للخرفان الصغيرة، وخلقت هذه الألفة، تمكنت من تحويل عيد الأضحى إلى مأتم عزاء عند الصغار، بسبب مشاهدة كثير منهم للخروف أثناء ذبحه، الأمر الذي حمل مختصين على التحذير من الأضرار النفسية التي تلحق بالأطفال نتيجة تلك المشاهدات، والانعكاسات السلبية التي تؤثر على شخصيتهم، ما قد يتسبب في تكوين عقد نفسية قد تصل إلى كره الشخص الذي قام بعملية الذبح، خاصة إن كان تربطهم به صلة قربى. وقد يصل الأمر لدرجة الجزع من أكل اللحوم الحمراء.

من جهته حذر الدكتور علوي عطرجي استشاري علم النفس من وضع الأطفال في مواجهة مع الأب نتيجة ذبح الخروف؛ مبينا أن «هذا الفعل سيولد لدى الطفل رابطا سلبيا بمجرد مشاهدة الأب، باعتباره غريما، كونه تسبب في ذبح كائن وديع ومسل من دون وجه حق».

وأوضح عطرجي أن مشاهدة الأطفال للخروف وهو يذبح، تحمل كثيرا من الآثار والانعكاسات السلبية، منها الكوابيس التي يتعرض لها الأطفال أثناء النوم، نتيجة منظر الذبح والدم الناجم عنه؛ إضافة إلى جزعه من تناول اللحوم، التي قد تستمر معه مدى الحياة.

مشيرا إلى وجود كثير من البالغين ممن لديهم عزوف عن تناول اللحوم الحمراء، بسبب تلك المشاهد. واعتبر الخطورة في مشاهدة ذبح الخروف عند أطفال ما دون العاشرة، تكمن في عدم وجود جانب الإدراك عند نسبة كبيرة منهم، نظرا لصغر السن، رغم أن مسألة الإدراك لدى الأطفال نسبية، وتدخل عوامل كثيرة في نموها تختلف من طفل لآخر.

من جهة أخرى ترى الدكتورة غادة منصوري اختصاصية علم النفس التربوي أن عوامل مثل التدرج في الخبرة، من خلال زيارة الطفل أماكن بيع اللحوم، وشرح وربط الحيوانات الحية والتي حللها الله لإطعام الإنسان، ومن ثم مشاهدة عملية الذبح بشكل مبسط عبر وسائل إعلام جيدة مثل الفيديو - الصور، يمكنها أن تقلل الأثر النفسي السلبي عن الطفل. الأمر الذي يمكنه من فهم الحكمة من مشروعية الأضحية، وبالتالي القدرة على استيعاب المعاني المجردة الخاصة بالموقف.

وشددت منصوري على أهمية احترام رغبة الطفل، في حضور مثل هذه المشاهد من عدمها؛ الأمر الذي يقلل من الخوف وتحقيق ما سمته «المسؤولية الذاتية للنتائج». ورغم اعتقاد الكثير من الآباء؛ بأن حضور مشهد ذبح الأضحية سنة نبوية؛ فإن الدكتور عبد الله فراج الشريف المفكر الإسلامي، يؤكد أنه لا يوجد أي نص في الشرع، أو رواية تثبت ذلك، وأن ما ورد في القرآن والسنة «أن افتداء إسماعيل عليه السلام بكبش عظيم، ليس دلالة على أنه شاهد ذبح الكبش».

مضيفا: «لا يوجد في الشرع ما يشير إلى ضرورة، مشاهدة الأبناء ذبح الأضحية؛ بل هي مما جرت عليه العادة فقط في مجتمعاتنا»، مؤكدا على أن مشاهدة الذبح ليس في مصلحة الطفل؛ مشيرا إلى رغبة بعض الأسر في تعليم أبنائهم أمور تتعلق بذبح البهائم، وما يتعلق بها من أمور اعتادت عليها العرب، أمر لا بأس بها بشرط أن يكون بعد سن العاشرة مع مراعاة طبيعة الطفل النفسية والشخصية.