السعودية في 37 يوما تستورد 2.2 مليون رأس من الأنعام استعدادا للهدي والأضاحي

أهالي القصيم يتوجهون لذبح الإبل بدل الأغنام لتخفيف التكلفة.. وفي جدة الأسعار «نار»

سعودية في أسواق الماشية في العاصمة الرياض لاختيار وشراء أضحيتها (تصوير: خالد الخميس)
TT

أعلنت أمس وزارة الزراعة أن أعداد الماشية الواردة للمملكة عبر المحاجر التابعة لها خلال الـ37 يوما الماضية بلغت أكثر من 2.2 مليون رأس من الأغنام مقارنة بـ2.09 مليون رأس العام الماضي، وبلغ إجمالي عدد الإبل الواردة للفترة نفسها أكثر من 10 آلاف رأس مقارنة بالعام الماضي حيث بلغت 8872 رأسا، بينما بلغ إجمالي عدد الأبقار الواردة للعام الحالي 1360 رأسا من الأبقار مقارنة بـ140 رأسا العام الماضي.

إلى ذلك، بدأت موجة تعيشها منطقة القصيم بتوجه البعض للمشاركة في الأضحية بذبح الإبل بدل الأغنام لخفض تكاليف الشراء خاصة في ما يتعلق بالوصايا التي يتحملها بعض أرباب الأسر عن أقرباء لهم متوفين حيث يصل البعض منها إلى 14 أضحية.

وقال مشعل المكيرش، وهو أحد كبار تجار واستيراد المواشي في السعودية، إنه من الممكن إشراك سبعة أشخاص في ذبح جزور بدلا من 7 أغنام، وهو ما سيقلل التكلفة وذبح مزيد من الأغنام، وبين المكيرش أن سعر الجزور المجزئ عن الأضحية يصل إلى 7 آلاف ريال وبالتالي سيكون نصيب الواحد من المبلغ ألف ريال فقط، بينما يكلف ذبح الأغنام قرابة 14 ألف ريال، وهذا مبلغ كبير، مشيرا إلى أن البنك الإسلامي يذبح أكثر من 1.6 مليون رأس ما بين أضحية وهدي، وهذا رقم كبير.

وحذر المكيرش من الاستمرار في ذبح الإناث من الأغنام، مشيرا إلى أن ذلك هدر كبير للثروة الحيوانية في البلاد، مضيفا أنه منذ 8 سنوات وعلى الرغم من التحذير لكن شهدت المواسم السابقة ذبحا لإناث الأغنام بشكل كبير، خصوصا لأنواع «النعيمي»، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار.

من جهة أخرى، يواجه العديد من السعوديين مشاكل للوصايا بذبح الأضاحي، وخاصة في ما يتعلق بالأقارب المتوفين والتي قد تصل إلى نحو 10 أضاح، وهو الأمر الذي يؤدي إلى زيادة العبء والتكلفة خاصة أن بعض الأسر تضطر إلى تنفيذ تلك الوصايا بتقديم أضحية عن الميت وتتوارثها الأبناء بالوصية.

وبحسب خالد الدغيم، فإنه يذبح 3 أضحيات عن أموات وكذلك واحدة عنه، مشيرا إلى أن بعض الأسر تصل أعداد الأغنام التي تذبحها لأكثر من 14 رأسا ما بين وصايا أموات وكذلك أضاح عن الوالدين، على الجانب الآخر تواصلت عروض كبيرة من الأضاحي في مدينة بريدة عبر دخول مزيد من الأغنام من مختلف المناطق الشمالية للسعودية، وكذلك حفر الباطن، وأشار متعاملون في مدينة الأنعام أن توسط منطقة القصيم كان مصدرا مهما للأضاحي حيث يتم تداول يوميا أكثر من 8 آلاف أضحية في ساحات مدينة الأنعام.

على صعيد آخر، تزايد الإقبال الكبير من قبل أهالي محافظة جدة وما حولها على ارتياد أسواق بيع المواشي لشراء الأضاحي واستطاعت الأغنام باختلاف أنواعها من «الحري» و«النعيمي» و«النجدي» و«السواكني» أن تحقق الأولوية في اقتنائها من قبل الزبائن وفقا لما أورده تجار الماشية من أصحاب الحظائر والموردين والتي تتراوح أسعارها من 1200 إلى 2200 على حسب حجم الخروف ونوعه.

ورصدت وكالة الأنباء السعودية أمس هذه الحركة الشرائية متعرفة على الأنواع المختلفة من الأغنام وأسعارها من المستثمرين في قطاع المواشي ومشاعر الزبائن وهم يتهافتون على شراء الأضاحي مع قرب عيد الأضحى المبارك، حيث أشار نائب رئيس لجنة تجار المواشي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة فهد بن سيبان السلمي، إلى أن محافظة جدة في مقدمة محافظات منطقة مكة المكرمة التي شهدت أسواق المواشي بها منذ وقت مبكر من عيد الأضحى المبارك حركة شرائية كبيرة.

وركز السلمي على أهمية منطقة مكة المكرمة في توريد المواشي لبقية مناطق المملكة، حيث تصدر أكثر من مليوني رأس من الأغنام والعجول والأبقار لبقية المناطق، في حين يتم استهلاك 3 ملايين في منطقة مكة المكرمة، وخاصة أن موسم بيع المواشي يبدأ من أول شعبان حتى نهاية محرم من العام المقبل، لافتا إلى أن جميع مناطق المملكة تستهلك في موسم الحج أكثر من 5 ملايين رأس من الأغنام والأبقار والعجول والإبل.

وكشف أن جميع أنواع المواشي متوفرة في جميع مناطق المملكة بشكل عام وجدة على وجه الخصوص التي تكثر فيها الحظائر ومربو الماشية والتي منها الأغنام الأكثر اقتناء للأضحية حيث يحبذ أهلها نوع «الحري»، إلى جانب أن هناك أنواعا أخرى من الأغنام ترد إلى أسواق المواشي بمحافظة جدة تنقل عبر شاحنات كبيرة ومتوسطة لتغطية الطلب في محافظة كجدة تتسم بالكثافة السكانية الكبيرة مما يتطلب وجود أعداد كبيرة من الأضاحي التي يحتاجها الأهالي.

وأورد أن أسعار شراء الأغنام تتراوح خارج محافظة جدة من 900 إلى 1100 ريال، وداخل جدة تتراوح من 1200 إلى 1500 ريال، وقد تصل إلى 2200 لارتفاع تكلفة النقل وأجور العمالة ومصروفات شراء احتياجات المواشي من البرسيم والشعير، حيث أصبحت تربية المواشي مكلفة وبالتالي زادت أسعارها خلال السنوات الثلاث الماضية، إلى جانب أن العرض يقل والطلب يتزايد.