خادمات وسائقون مخالفون يحترفون التسلل إلى مشعر عرفات

«الجوازات» تستنفر اليوم لضبط مداخل ومخارج عرفة

TT

رفعت الجهات المختصة في السعودية عمليات المراقبة لمنافذ مكة المكرمة مع حلول يوم الحج الأكبر (عرفة) اليوم (الخميس)، للإطاحة بالعمالة المخالفة لنظام الإقامة، والتي تقوم بالتسلل للمشاعر المقدسة، مستخدمة الطرق الجبلية للدخول إلى مكة.

ويبدو أن عددا من العمالة الآسيوية لديها القدرة على تفويج أعداد من بين جلدتهم إلى المشاعر المقدسة، قبل يوم عرفة بنحو عشرة أيام، من خلال الاتفاق المسبق مع الناقلين لهم وتزويدهم بمبالغ مالية تختلف من ناقل إلى آخر.

وهنا يوضح العقيد بدر المالكي الناطق الإعلامي في «الجوازات» أن هناك ثلاث جهات حكومية تعمل على مدار 24 ساعة لمنع دخول المتسللين إلى الحج، من خلال العمل في المراكز المحيطة بمكة المكرمة.

وأشار الناطق الإعلامي إلى أن «الجوازات» قامت بإلقاء القبض على العديد من الحالات، ابتداء من أول شهر ذي الحجة وحتى الآن، وسيتم استكمال الإجراءات النظامية بحقهم، وإحالتهم إلى الجهات المختصة لتطبيق العقوبة اللازمة، محذرا الموطنين والمقيمين في البلاد نظاميا، والمخالفين لأنظمة الإقامة، ولا يحملون تصريحا بالحج، من التسلل إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، ملوحا بقائمة العقوبات التي تنتظر من سيقوم بذلك.

وفي ظل هذه الإجراءات المشددة لمنع المخالفين لنظام الحج من التسلل إلى مكة المكرمة، هناك العديد من الحالات التي تتمكن من دخول المشاعر، كما يصف حمزة الذي يعمل سائقا لدى إحدى الأسر السعودية، طريقة تسلله للوصول إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بالقول «ابتداء من أول يوم من أيام شهر ذي الحجة، وحتى اليوم السادس من الشهر ذاته، يذهب السائقون والخادمات من جميع الجاليات المخالفة لنظام الإقامة، إلى أحد المواقف العمومية التي تقل إلى مكة المكرمة، بعد الاتفاق مع أحد السائقين لنقلنا إلى أقرب منطقة من مكة المكرمة مقابل 250 ريالا، ويجمع السائق في هذا اليوم ما يقارب أربعة أشخاص».

وبين حمزة أن السائق الذي يحمل المخالفين في مركبته، يذهب بهم إلى نقطة معينة بالقرب من محطة «الشميسي»، إحدى نقاط التفتيش على مداخل مكة المكرمة، ومن ثم تترجل العمالة، برفقة قائد المركبة، للسير بين جبال مكة المكرمة، حتى يصلوا إلى داخل مكة المكرمة، بهدف الاختفاء عن رجال التفتيش.

من جهة أخرى، بينت فاطمة، إحدى الخادمات اللاتي يعملن في السعودية منذ 15 سنة، أنها سنويا تذهب إلى مكة المكرمة برفقة أحد الأشخاص، حيث يقوم بتهريبهن من بين جبال مكة المكرمة، بعد جمع عدد مناسب من الخادمات اللاتي يرغبن في العمل داخل مخيمات الحجاج، مقابل أجر مادي يصل في الـ10 أيام إلى 4000 ريال.

وأكدت فاطمة أنها تعمل على مدار السنة في خدمة إحدى الأسر السعودية، مقابل أجر مادي قيمته 1800 ريال، إلا أنها في موسم الحج تطلب إجازة، تزيد على الأسبوعين، تحت ذريعة نيتها القيام بأداء مناسك الحج، تقوم فيها بالذهاب إلى مكة المكرمة والعمل في المخيمات مقابل 400 ريال في اليوم الواحد.

وتقول أشواق البكري، إحدى ربات البيوت، التي تعمل لديها خادمة منذ أربع سنوات، إن «الخادمة التي تعمل لدي أتت إليّ العام الماضي وهذا العام أيضا في بداية أيام الحج، لطلب إجازة لمدة أسبوعين، لأنها ستعمل في خدمة الحجاج في المخيمات، بمبلغ مادي كبير، يصل في اليوم الواحد إلى 350 ريالا، وطلبت مني الموافقة على طلب الإجازة، مع تقديمها وعودا بالعودة إلى خدمة منزلي بعد انتهاء موسم الحج».

وأشارت إلى أن واقع تسرب العمالة المخالفة إلى داخل مكة، أمر لا يمكن إنكاره، مبينة أن الحيل التي يلجأون إليها قوية، على الرغم من حالة الاستنفار التي تعلنها جميع الجهات الحكومية في مكة المكرمة، لتأمين أفضل خدمة لحجاج بيت الله الحرام.