المرأة المكية تتخلى قسرا عن مهنة الطوافة بأمر العمل الجماعي

على الرغم من دورها المهم المتمثل في تقديم الخدمة للمرأة الحاجة

TT

أكدت مجموعة من النساء اللاتي يعملن في مهنة الطوافة، أن تحولها من فردية إلى جماعية، أدى إلى إقصاء النساء عن العمل في هذه المهنة، على الرغم من دورها المهم المتمثل في تقديم الخدمة للمرأة الحاجة على وجه الخصوص.

وبينت هدى محمد، التي تعمل في أحد اللجان النسائية التطوعية لخدمة الحجيج لـ«الشرق الأوسط»، أن أهمية دور المطوفات يتمثل في العناية بحاجات بيت الله الحرام من خلال توعيتهن بأمور الحج والمناسك لا سيما اللاتي يؤدين هذه المناسك للمرة الأولى.

وأضافت: «تعتبر الجولات الميدانية التي تقوم بها المطوفات للإشراف على مساكن الحجاج للتأكد من مدى سلامتها أولا ونظافتها وجاهزيتها هي من أهم أعمالنا»، مشيرة إلى وجود تنسيق مسبق مع الداعيات لإلقاء محاضرات وندوات أغلبها توعوية للحاجات من مختلف الجنسيات.

من جهتها، بين الدكتورة وفاء منذر مشرفة البرامج النسائية الموسمية في مؤسسة جنوب شرقي أسيا، أن هذه المهنة توارثها أجيال المجتمع المكي جيلا بعد الآخر، وقالت: «لا أحد يستطيع أن ينكر دور المرأة المكية في مساعدة والدها أو أخيها وزوجها في هذه المهنة القديمة».

وقالت: «أنا من النساء اللواتي مارسن مهنة خدمة ضيوف الرحمن مع جدي، بدءا من استقبال الحجاج، وإعداد الوجبات لهم، والصعود على عرفات ومنى، إضافة إلى تقديم الهدايا التذكارية لهم».

وبينت أن هذه الخدمات كانت تقدمها في السابق جميع الأسر المكية، وقالت: «يعتبر هذا الدور الأساسي ومهمة سكان مكة في موسم الحج منذ أجيال». ولكن النقلة النوعية التي جاءت بعد قرار وزارة الحج القاضي بانتقال مهنة الطوافة من فردية إلى مؤسسية تحت مظلة الوزارة غيب هذا الدور الذي كانت تقدمه المرأة المكية.

واعتبرت منذر أن هذا القرار على الرغم من إقصائه لعمل المرأة، فإنه إيجابي»، وقالت: «المؤسسات لها نظام وآليات عمل وخطط تشغيلية تستطيع أن تستوعب أعداد الحجاج المتزايدة ومتطلباتهم، التي لن تستطيع الأسرة تقديمها للحجاج خاصة مع التطور العمراني والنقلة النوعية التي حدثت في مكة المكرمة والمدينة المنورة».

وأضافت: «في السابق، كانت الأسرة الواحدة تقدم خدماتها لعدد بسيط من الحجاج لا يتجاوز الألف حاج، ولكن الآن بات عداد الحجاج يتجاوز المليوني ولا تستطيع الأسر المكية أن تقدم خدماتها لكل هذه الأعداد، لذا لا بد من أن يصبح العمل مؤسسيا».

وأشارت مشرفة البرامج النسائية الموسمية في مؤسسة جنوب شرقي آسيا إلى أن مهنة الطوافة أصبحت اليوم مهنة ذكورية بنسبة 95 في المائة، وفقا للأسباب التي ذكرتها، إلا أن ذلك لا يمنع أن يكون للمرأة دور في هذا الموسم.

وطالبت بأن يكون هناك برامج نسائية مشتركة بين المؤسسات تحت مظلة الوزارة يتسع فيها المجال ويستوعب وجود عدد كبير من المطوفات اللاتي لديهن أفكار وخبرات، وذلك من خلال إنشاء مركز كبير يجمع مؤسسات أرباب الطوائف ويتمثل عمله في تقديم الخبرة الثقافية والاجتماعية والصحية إضافة إلى نشر الثقافة.

وبينت أن عمل المطوفات الآن ضمن مؤسسات الطوافة يتمحور في تقديم برامج ثقافية واجتماعية وتوعوية وصحية، لافتة إلى وجود مندوبات من جميع مؤسسات الطوافة الـ6 في مستشفيات العاصمة المقدسة، يقمن بالإشراف والمتابعة لضيفات الرحمن المنومات في المستشفى، إلى أن يتم تسليمهن إلى مقر سكنهن.

وأوضحت منذر أن هناك خطة لبرنامج عمل مركزي خاص بالمطوفات في موسم الحج سيتم تنفيذه قريبا، بعد الموافقة عليه، سيعمل على توفير عدد كبير من الوظائف لهن في مكان واحد، دون الحاجة إلى النزول ميدانيا، من خلال اجتماع لمؤسسات الـ6 في هذا المركز، ويتم من خلاله تبادل الخبرات والثقافات بين هذه المؤسسات التي تضم مختلف الجنسيات واللغات.

وحول البرامج التي يقدمها مركز جنوب شرقي آسيا لفتت إلى وجود برنامج التواصل الإلكتروني لضيوف الرحمن، المشتق من التعاملات الإلكترونية في المؤسسة، تعتمد فكرته على وجود رقم مجاني في الأسورة التي يرتديها كل حاج يكتب علية المعلومات والبيانات اللازمة لتواصله مع موظفي المؤسسة.