العمل في موسم الحج عادة سنوية يحرص عليها شباب مكة

TT

يوفر موسم الحج دخلا سنويا لشباب مكة دون غيرهم، إذ يتسنى لهم العمل في مجالات مختلفة بالفنادق، والمشاعر من خلال نقل الحجاج والبضائع بسياراتهم الخاصة، إلى جانب ما يتعلمونه من ثقافات ولغات مختلفة، لذا فقد اعتبر سكان مكة أن الحج هو موسم الجني.

فما أن يهل شهر ذو القعدة حتى تتحول مكة المكرمة إلى خلية من ورش العمل استعدادا لاستقبال حجاج بيت الله الكريم خلال شهر الحج، الأمر الذي خلق في شبان مكة منذ عشرات السنين ثقافة الكسب والعمل والتعلم، من خلال استثمار العمل في موسم الحج.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أحمد برقاوي (26 عاما) أنه يعمل منذ أكثر من 15 عاما في خدمة الحجاج واستغلال الموسم من أجل جني المال، ويؤكد أن الشاب يستطيع أن يجمع خلال موسم الحج مبالغ مالية تتراوح بين 20 ألف ريال إلى 50 ألف ريال، وفقا لطبيعة العمل ومكانه، لافتا إلى أن مكة بلد خير في كل المواسم.

وفي السياق نفسه، أوضح أيمن بكير وهو من العاملين في الحج أن العمل في موسم الحج يعتبر مكسبا كبيرا للشباب مكة، فإلى جانب الأرباح المادية هناك أيضا مكاسب ثقافية واجتماعية تتمثل في اللغات والتعرف على عادات وتقاليد الشعوب، وقال: «يعتبر موسم الحج موسما ثقافيا تعليميا يستفيد منه شباب مكة وأهلها من خلال اختلاطهم بالحجاج».

وأضاف: «تعلمت كثيرا من مبادئ اللغات كاللغة الإندونيسية والتركية من خلال الاحتكاك مع الحجاج»، لافتا إلى أنه يحرص على استثمار هذا الموسم والاستفادة منه قدر الإمكان.

وبين أن بعض الشباب يحرصون على اختيار حجاج كل عام من دول مختلفة، دولة مختلفة عن العام السابق كي يتعلم ويكتسب خبرات مختلفة عن العام الذي يسبقه.

ويؤكد بكير أن البعض لا يحرص على المال بقدر ما يحرص على التعلم، بل إن البعض منهم كون صداقات امتدت لسنوات طويلة مع بعض الحجاج وتطور الأمر إلى زيارات فيما بين الطرفين، لافتا إلى أنه موسم خير ورحمة وتعارف.

ووفقا لإحصائية غير رسمية يمثل شبان مكة أكثر من نصف التعداد في المدينة نفسها ويعكف الشبان على استثمار شهر الحج من خلال العمل بأعمال مختلفة وتقدر الأرباح السنوية التي يجنيها الشبان خلال موسم الحج بأكثر من 200 مليون ريال، بحسب الاستثمارات وطبيعة الشركات المقدمة للعمل.