أهالي جدة اعتمروا صائمين.. وموائد المسجد الحرام زينت إفطارهم أمس

أصبح التواعد بين أفراد العائلة على تناول طعام إفطار عرفة

يعمد الكثير من أهل المدن القريبة من مكة إلى الاعتمار يوم عرفة وهم صائمون والإفطار في الحرم والعودة مساء
TT

لا يكاد حجاج بيت الله الحرام ينهون أنساك طواف القدوم أو سعي الحج في المسجد الحرام ويتجهون إلى عرفات، إلا ويستقبل البيت العتيق ثلة أخرى من المؤمنين ممن لم ينالوا شرف الحج، يأتون ليؤدوا شعيرة العمرة، مستغلين فضل الزمان.

عرف كثيرا أن المسجد الحرام في يوم عرفة وفي وقت انشغال الحجيج في مكة، وانشغال أهالي العاصمة المقدسة بخدمتهم، يمتلئ بالعاكفين والطائفين والركع السجود من أهالي جدة، نساء ورجالا وأطفالا، حتى أصبح التواعد بين أفراد العائلة على تناول طعام إفطار عرفة الذي يكفر صيامه سنتين معتادا بينهم.

ولا غرابة في ذلك، إذ لا يطوي أبعد الراغبين في ذلك من أهالي جدة في اتجاهه نحو بيت الله الحرام أكثر من 100 كيلومتر أي ما لا يزيد عن الساعة بالسيارة، ويذكر بندر دان وهو أحد سائقي سيارات الأجرة في جدة أنه لا يجد سنويا في مثل هذا الوقت مجالا لقضاء يوم عرفة إلا في توصيل العائلات والأصدقاء إلى مكة المكرمة نهارا ومنها ليلا.

ويقول دان في معرض حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر أولئك الناس يحجزون أحد مقاعده الثمانية منذ وقت مبكر من ذي الحجة، مما يسهم في ارتفاع أسعار الإركاب في تلك المناسبة الفضيلة، بين كل من يعملون في الأجرة خاصة في ظل انشغال أصحاب الحافلات في أعمال الحج بين المشاعر.

وأكد بندر أنه كان يلحظ أن عددا من أهالي جدة يمتنعون عن أداء العمرة ظنا منهم أن السلطات ستوقفهم على الطريق قبل الوصول إلى مكة المكرمة معتقدة أنهم من الحجاج غير المصرح لهم.

من جهته أكد محمد بن محسن بانقيطة، المهندس الكيميائي بأحد المصانع في جدة أنه وبمرافقة أهله تارة وأصدقائه أخرى، يؤدي مناسك العمرة في يوم عرفة وتناول طعام الإفطار في الحرم، طمعا في جمع فضيلة المكان بفضيلة الزمان.

وأضاف «يكون المسجد الحرام شبه خال في يوم عرفة، إذ يفترض على حجاج بيت الله الحرام أن يكونوا في صعيد عرفات ذلك اليوم، وهذا الأمر يتيح الفرصة لنا للاستمتاع بالأجواء الروحانية للحرم وتقبيل الحجر الأسود، الأمر الذي يستحيل أو يصعب في أوقات أخرى على مدار العام».

وسرد بانقيطة قصة طريفة مع إفطار يوم عرفة، إذ عزم ومجموعة من أقاربه قبل أعوام تناول الإفطار بعد صيام عرفة في المسجد الحرام، وقال «أخذت أنا والدتي للحاق بأقاربي الذين وصلوا في وقت مبكر بعد الظهر، لكنني تأخرت ولحقت بهم بعد ذلك حتى حان موعد أذان العصر وانقضت الصلاة وهو الوقت الذي يمنع فيه أي محرم من الدخول لمكة المكرمة».

وأضاف: «تم إيقافي ووالدتي في إحدى نقاط التفتيش، وألزمنا بإبقاء السيارة في مواقف خاصة للسيارات على مشارف مكة والعودة إلى جدة من دونها واسترجاعها في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، أي بعد أربعة أيام، لكن وبعد ساعة ونصف الساعة، وحينما تأكد المسؤولون أن اتجاهنا سيكون إلى الحرم لا إلى عرفة، سُمِح لنا بإكمال طريقنا إلى مكة المكرمة».

واصطف أمس الكثير من المعتمرين في الحرم الشريف وقت أذان المغرب معتمرين وصائمين مستغلين عدم زحمة الحرم من الحجاج لوقوفهم في عرفة يوم أمس حتى أذان المغرب ليعودوا إلى منازلهم في جدة استعداد ليوم العيد وذبح الأضاحي.