سلطان بن سلمان: طموحنا ما زال قائما لوصول المواطن السعودي إلى الفضاء

قال لـ «الشرق الأوسط»: الرحلات المكوكية محجوزة.. ولدينا فرص قريبة

الأمير سلطان بن سلمان خلال تكريمه د. عزام الدخيل الرئيس التنفيذي لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق» الراعي الرسمي للمؤتمر (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

لم يخفِ الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، كونه أول رائد فضاء عربي، طموحه الشديد لوصول المواطن السعودي إلى الفضاء، مبينا وجود شبه اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية خلال رحلته قبل 27 عاما بحضور الرئيس ريغن، مبينا أنه بعد هذا الاتفاق بـ6 أشهر حصلت حادثة انفجار المكوك «شلنجر» وعندها توقفت الرحلات لمدة 3 سنوات، وفي ظل هذه الظروف تغيرت كل المسارات.

وأضاف الأمير سلطان بن سلمان الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» خلال مؤتمر صحافي عقد في العاصمة الرياض للإعلان عن تفاصيل المؤتمر الدولي لتقنية الفضاء والطيران الذي سيعقد غدا الاثنين في العاصمة الرياض، أن الرحلات الوحيدة والمتبقية أصبحت محجوزة لمدة عشر سنوات قادمة، مؤكدا وجود فرص قريبة بهذا الخصوص، ومطالبا في الوقت نفسه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالتحرك الجاد لإرسال علماء فضاء سعوديين في القريب العاجل.

ودعما لرؤية الأمير سلطان بن سلمان، تداخل في حينه الأمير الدكتور تركي بن سعود نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، مؤكدا أن العمل جار مع وزارة التربية والتعليم من خلال وضع برنامج متخصص لإجراء أبحاث على المحطة الفضائية يجريها طلبة سعوديون مؤهلون، وسوف يتم العمل على ذلك خلال العام القادم، معتبرا ذلك من مراحل تأهيل الشباب في مجال الفضاء ومشاركتهم في هذا المضمار الحيوي، مفيدا بأن السعودية تستطيع أن تشارك في الرحلات الفضائية مع وجود برنامج علمي وفائدة علمية ملموسة من تلك الرحلات.

وقال الأمير سلطان بن سلمان رئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر وعضو جمعية مستكشفي الفضاء: «الدولة تمتلك اليوم أكثر أنظمة الاتصالات تطورا في منطقتنا، وهي اليوم من أكبر أسواق تقنية الاتصالات، وهذه الدولة الطموحة لم تدخر وسعا، ولم تأل جهدا في توفير كل ما يخدم البحث العلمي وما يفيد العلماء، وما يجعلهم يرتقون أعلى المراتب لما يخدم الرسالة السامية لهذا البلد، واليوم نرى خادم الحرمين الشريفين هو من يدفع بهذا الوطن نحو الأفق الأعلى وآفاق جديدة في مجال العلوم ومجالات التقنية بكل أشكالها، ومنها تقنية الفضاء».

وزاد: «هناك أكثر من 135 مبتعثا في مجال العلوم والتكنولوجيا يدرسون في مختلف دول العالم، إلى جانب 25 جامعة حكومية، و9 جامعات خاصة، حيث تم تخصيص ما يزيد على 25 في المائة من ميزانية الدولة لإحداث نقلة نوعية في التعليم بمختلف مراحله، وتمكينه من مواجهة التحديات والفرص المتاحة في القرن الحادي والعشرين».

وأضاف: «حين نتطرق إلى منجزات المملكة في مجال تقنية الفضاء لا بد أن نشير إلى أن خادم الحرمين الشريفين يؤمن بالانفتاح على العلم وعلى الثقافات الأخرى، والأدلة كثيرة ومتتابعة، أحدها ذكرته في مقدمتي لكتاب اسمه (كوكب وطن) الذي سوف يعاد إطلاقه يوم الاثنين المقبل بدعم وتقدير من (الشركة السعودية للأبحاث والنشر)، وهو يحكي قصة رحلة الفضاء بالكامل، ويحكي قصصا كثيرة، ومنها قصة مشاركة المملكة في رحلة الفضاء الأولى، وخفايا وأسرار لم يعرفها الناس من قبل».

من جانبه أكد رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل، أن تنظيم المدينة لهذا المؤتمر يأتي في إطار اهتمامها بتقنية الفضاء وتعزيز دور المملكة في ذلك، مشيرا إلى أن المؤتمر سيخصص جلسة عن جهود المملكة والمدينة وبرامجها المختلفة في تقنية الفضاء، ومشيرا إلى أن المدينة سخرت كل إمكاناتها لإنجاح هذا المؤتمر وبثه من خلال مواقع الإنترنت للاستفادة منه بالقدر المأمول، لا سيما مع مشاركة عدد كبير من رواد الفضاء من 18 دولة.

وتهدف فعاليات المؤتمر السعودي الدولي لتقنية الفضاء والطيران 2012م، التي يشارك بها عدد من رواد الفضاء والعلماء والخبراء المختصين بهذا المجال من مختلف بلدان العالم، إلى الجمع بين الخبرات المتفردة بين رواد الفضاء وكبار الخبراء في هذا المجال، ومناقشة آخر التطورات والأبحاث في مجال تقنيات الفضاء والطيران، وكذلك إتاحة الفرصة لتجمع فريد من رواد الفضاء والباحثين والعلماء وصانعي السياسات، بمناسبة الملتقى الدولي الـ25 لجمعية مستكشفي الفضاء.