«الخاطبات» على تويتر.. متخصصات في الـ«مسيار» وحساباتهن شبيهة بـ«المزاد»

يعتمدن على إعادة تغريدات الفتيات لاستقطاب الـ«عرسان»

تغريدات الفتيات بمواصفاتهن عبر صفحات الخاطبات في تويتر تزيد من أعداد المتابعين لهن («الشرق الأوسط»)
TT

حتى التوفيق بين «رأسين» في الحلال، بات متوفرا عبر جنبات «تويتر» بعد أن حجزت فيه أعداد كبيرة من الـ«خاطبات» حسابات خاصة بهن، يقمن من خلالها باستقبال طلبات الشباب والبحث عما يناسبها من مواصفات الفتيات الراغبات بالزواج.

صفحات الخاطبات الـ«تويترية» باتت تشبه إلى حد كبير المزاد، فمن خلالها تقوم الشابة بالتغريد فيها بمواصفاتها في محاولة منها للوصول إلى المعجبين بها «مبدئيا» من المتابعين لحساب الخاطبة التي غالبا ما تذيل ملفها التعريفي برقم هاتفها النقال مكتوب بجانبه «للتواصل عبر الـ(واتس أب) فقط».

وما يزيد أعداد المعجبين أيضا، نظام إعادة التغريدات وانتشارها بسرعة كبيرة في وقت قياسي، حيث عادة ما يقوم متابعو حسابات الخاطبات بإعادة تغريدات الفتيات، مما يفتح بابا واسعا أمام الكل والجميع للتقصي والسؤال ومحاولة التواصل أيضا.

إحدى الخاطبات الموجودات على «تويتر»، ترى أن هذا الموقع سهل عليها عملها الذي كان يتمثل سابقا في جمع صور الفتيات وعرضها مباشرة على المتقدم إليها، مشيرة إلى أن الطريقة التقليدية في عمل الـ«خاطبة» قد تجلب الكثير من المشاكل الأسرية والاجتماعية.

وتقول هذه الخاطبة التي فضلت عدم ذكر اسمها خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «مهمتي تتضمن استقبال مواصفات الفتيات عن طريق التغريدات على صفحتي، فأقوم بإعادة التغريد بها ومن يرغب في خطبة أي واحدة منهن يتواصل معي عبر الرسائل الخاصة، وفي حال التأكد من جديته أنسق للطرفين لقاء واحدا يتم من خلاله تزويد الخاطب بأرقام التواصل مع عائلة المخطوبة».

وأفادت بأن معظم الزيجات التي أثبتت نجاحها من خلال عملها كخاطبة على موقع «تويتر» تندرج تحت مسمى زواج الـ«مسيار»، غير أنها رفضت الإفصاح عن عدد هذه الزيجات مكتفية بقول: «كثيرة جدا ولا تحضرني، خاصة أنني أمارس مهنتي بشكلها الجديد منذ نحو عامين وستة أشهر».

في حين تؤكد خاطبة أخرى موجودة على «تويتر» والتي تقوم بعملها دون مقابل، أن مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام أثبتت نجاحها مقارنة بالمواقع الإلكترونية المخصصة للزواج، ولا سيما أن الأولى تتيح مجال التواصل المباشر بين الطرفين – بحسب قولها.

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن تغريدات الفتيات على صفحات الخاطبات في (تويتر) تعد عاملا رئيسيا في زيادة عدد المتابعين لهن، وبالتالي تكون أمام الفتاة حرية الاختيار من بين الراغبين في الارتباط بها».

وفي سؤال حول احتمالية عدم جدية الأطراف المعنية في إنهاء علاقاتهم بالزواج، علقت بالقول: «إنما الأعمال بالنيات، ودوري ينتهي بمجرد تواصل الطرفين مع بعضهما البعض».

ولكنها استدركت قائلة: «قد تجد الفتاة حرجا من التغريد بصفاتها على صفحتها الشخصية، إلا أن ذلك الخجل ربما يزول حينما تفعل ذلك في صفحات الخاطبات، وفي مجمل الأحوال فإن الزواج مكتوب من عند الله عز وجل وما نحن سوى أسباب يسخرها الخالق لعباده».

وجود صفحات مخصصة للخاطبات على «تويتر» أحدث تباينا في آراء مستخدمي الموقع، حيث ذكرت لـ«الشرق الأوسط» غيداء العبدالسلام أن لتلك الحسابات إيجابيات تتمثل في إتاحة المجال للارتباط عن اقتناع خصوصا لمن لا يمتلكن حرية الالتقاء بالجنس الآخر في حياتهن الواقعية نتيجة ما وصفته بـ«التعقيدات الاجتماعية».

بينما ينتقد صالح الحمادي كافة وسائل الزواج الإلكترونية، معتبرا إياها وسيلة من وسائل زيادة عدد العلاقات غير الشرعية في المجتمعات العربية بشكل عام، خاصة أنها متاحة أمام الجميع بمختلف فئاتهم العمرية.

ويقول الحمادي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «غالبا ما يستخدم الشباب والفتيات مثل تلك الوسائل من أجل التعرف على بعضهم البعض وتكوين علاقات لا تنتهي إلا بالفشل، ولا سيما أن هناك من يعيشون في بيئة اجتماعية مغلقة ولا يجدون طريقا لمجاراة الحياة سوى عن طريق شبكة الإنترنت».

وزاد: «إن صفحات الخاطبات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي لا تتسم بالجدية، عدا عن أنها تحوي طرقا مبتذلة لعرض مواصفات الفتيات أمام آلاف المستخدمين، ومن غير المعقول أن يقبل الرجل الزواج بفتاة ربما يكون قد سبقه إليها غيره ولو بمجرد تخيلها».