«نهائي آسيا» يتحول إلى أداة لتقييم السياحة السعودية في كوريا

شركات سياحية تقدم عروضا مخفضة لجماهير النادي الأهلي

تنتظر شركات السياحة عودة جماهير الأهلي إلى جدة لتقييم كوريا كوجهة سياحية («الشرق الأوسط»)
TT

تحولت المباراة النهائية للبطولة الآسيوية التي تجمع بين النادي الأهلي السعودي ونادي أولسان الكوري اليوم، من مجرد لقاء كروي إلى أداة ترويجية للسياحة السعودية في كوريا، حيث تنتظر شركات السياحة والسفر عودة الجماهير السعودية للاستفادة من آرائهم في تقييم كوريا كإحدى الوجهات السياحية للسعوديين.

وبمحض الصدفة، وجدت شركة متخصصة في السياحة والسفر نفسها أمام تقديم عروض سياحية مخفضة لكوريا، خلال المباراة النهائية للبطولة الآسيوية، إذ انطلقت شرارة تلك العروض بقدوم أحد أصدقاء مالك الشركة، بعد تأهل النادي الأهلي للنهائي، ليخبره بأنه حصل على عرض تبلغ قيمته 7 آلاف ريال لمدة 3 ليال من أجل حضور المباراة.

وما كان من مالك الشركة إلا أن استرجع معلوماته ليكتشف إمكانيته في تقديم العرض نفسه بسعر لا يتجاوز 4900 ريال، الأمر الذي دفع بصديقه إلى استخدام المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر ذلك العرض مرفقا برقم هاتف المسؤول في الشركة.

ناصر طشة مدير التنقلات في الشركة، أفاد بأن هذا العرض المقدم من شركته يشمل تذاكر الطيران والملعب والإقامة في الفندق والمواصلات من وإلى الملعب، فضلا عن مراسم الاستقبال والتوديع، مؤكدا في الوقت نفسه أن ذلك العرض لا يعود على الشركة بأي عوائد مالية مربحة.

وقال ناصر طشة في حديث: «تم تحديد عدد المستفيدين من هذا العرض الذي يتعلق بثلاث ليال والبالغ 35 فردا، إلا أن الشركة تلقت أكثر من 200 طلب في غضون ساعة واحدة فقط من انتشار الإعلان، فضلا عن تأمين حجوزات لاعبي النادي الأهلي بالنسبة للفندق، وأعضاء شرف النادي ورابطة المشجعين أيضا».

في حين ذكرت تقوى عبد العزيز مشرفة الفندقة بالشركة، أن خط سير رحلات الراغبين في السفر إلى كوريا لحضور المباراة سيكون من جدة إلى الدوحة القطرية أو أبوظبي أو دبي في الإمارات ثم إلى سيول الكورية.

وقالت تقوى عبد العزيز: «تم اختيار مدينة سيول التي تبعد عن (أولسان) قرابة ساعة لأن الأخيرة المزمع قيام المباراة على أرضها لا تصلح كمدينة سياحية باعتبارها شبه قرية»، لافتة إلى أن نحو فندقين من فنادق سيول امتلآ بالكامل حتى الآن.

من جهتها، أكدت فاطمة محمد مساعدة مشرفة الفندقة بالشركة، أن الإدارة لم تكن تتلقى أكثر من ثلاثة طلبات كحد أقصى للسفر إلى كوريا كوجهة سياحية في السنة الواحدة، غير أن بسبب هذا اللقاء الكروي تجاوز عدد الراغبين بذلك حتى الآن المئات.

وتقول فاطمة محمد: «ننتظر عودة الجماهير من كوريا لتقييم البلد كوجهة سياحية ومدى الترويج لها، خصوصا أن معظم المسافرين الآن يزورونها للمرة الأولى».

الآراء حول إمكانية ملاءمة عادات كوريا للسعوديين تباينت بشكل كبير؛ ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن طبيعة الحياة الكورية قد تكون صعبة لزائريها العرب بشكل عام، تؤكد الهنوف بن جبير إحدى زائرات البلد أنها وجدت أجواء وصفتها بـ«الرائعة».

وتقول الهنوف في حديثها: «كوريا جميلة وجذابة، خصوصا أنها تجمع بين الطبيعة والتقنيات المتطورة، فضلا عن امتلاكها لتاريخ وحضارات ليست بالسهلة، غير أن عدم اكتشافها حتى الآن من قبل السعوديين حال دون التعرف عليها بالشكل الحقيقي».

وتشير إلى أنها في السابق كانت لا تفرق بين طقوس دول شرق آسيا بشكل عام، إلا أن زيارتها لكوريا جعلتها تميّز طقوسها الخاصة والمختلفة نوعا ما عن بقية دول المنطقة الأخرى.

وزادت: «احترام الكوريين للزائرين واضح جدا، لا سيما أنهم لا يرون العرب كثيرا في بلدهم، وعلى الرغم من قلة نسبة المسلمين هناك، فإننا كنا نصلي في أي مكان، ولم نتعرض لمضايقات أو عنصرية، فضلا أن بيننا المحجبات والمنقبات أيضا، اللاتي استمتعن بأوقاتهن دون منغصات».

أما عزيزة، المرشدة السياحية في إندونيسيا، التي اعتادت زيارة كوريا مع الوفود السياحية، قالت: «إن كوريا تعد بلدا سياحية رائعة، إلا أن طبيعة الأطعمة والمأكولات الموجودة هناك قد تكون صعبة على السعوديين، ولا يستطيعون التأقلم معها».