«مدني جدة» يحذر مصنعا للغاز مقاما داخل النطاق العمراني

مدير عام «الغاز» لـ «الشرق الأوسط»: الانتقال يحتاج إلى قرار وزاري.. والتكاليف تفوق الـ200 مليون ريال

موقع المصنع الواقع جنوب محافظة جدة يشكل خطرا على سكان الحي (تصوير: عبد الله آل محسن)
TT

وجهت إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة تحذيرا لمصنع الغاز الواقع في النطاق العمراني جنوب المحافظة بالانتقال إلى موقع بديل لمنع المخاطر التي يشكلها بقاء المصنع في أحياء مكتظة بالسكان.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» المقدم سعيد سرحاني، المتحدث الرسمي لإدارة الدفاع المدني في جدة، أن الإدارة وجهت تحذيرات إلى مصنع الغاز بتسريع الخروج من الموقع الحالي حفاظا على سلامة السكان، مشيرا إلى أن إدارة الدفاع المدني تعمل منذ وقت سابق مع جهات حكومية ذات علاقة حيال أي مواقع تشكل خطرا على حياة السكان، ولم يكن الأمر مقتصرا على حادث انفجار ناقلة الغاز الذي حدث في الرياض، مشيرا إلى أنه يجري العمل على نقل أي من المواقع التي تشكل خطرا على السكان إلى خارج النطاق العمراني.

وأشار سرحاني إلى أن إدارة الدفاع المدني تطبق إجراءات وأنظمة السلامة وفق المعايير الدولية المعتمدة، وتتابع من خلال فرق ميدانية تطبيقها سواء في المحلات التجارية أو محلات الغاز التي تبيع في مناطق السكان ويتم تطبيق العقوبات على المخالفين. وقال المقدم سرحاني إن إدارته سبق أن قامت بدراسة موقع شركة الغاز الحالي وتحديد كل المخاطر في حال الحوادث، وجرى إعداد دراسة بهذا الخصوص بهدف تفاديها مستقبلا بشكل احترازي ووقائي، وتم رفعها إلى الجهات المختصة. أمام ذلك، تواجه الجهات المختصة مطالب عدد من المواطنين بضرورة إعادة تقييم الوضع في ما يخص الغاز، ومن ذلك مشروع تمديد الغاز إلى المنازل، وسرعة التنفيذ من خلال شركة الغاز، كما طالبوا بإجراءات تتعلق بسير شاحنات نقل الغاز في الطرق الرئيسية داخل المدن متخوفين مما ينجم عنه إهمال هذا القطاع الحيوي والمهم للسكان، مقدمين اقتراحات بتوفير مواقع لبيع وتسويق الغاز بعيدا عن المنازل، خاصة أن العديد من محلات بيع الغاز أصبحت في الوقت الحالي تقبع وسط الأحياء السكنية، بسبب الزحف العمراني وعدم وجود التخطيط المستقبلي لإقامة مثل هذه المشاريع.

من جانبه، أكد محمد الشبنان، الرئيس التنفيذي لشركة الغاز الأهلية، لـ«الشرق الأوسط»، أن تحذيرات إدارة الدفاع المدني في الانتقال لموقع بديل مقبولة وواقعية، إلا أن عملية إنشاء المصنع جاءت بناء على قرار مجلس الوزراء صدر في عام 1400هـ، وبناء عليه فإن الانتقال يحتاج إلى قرار آخر، مشيرا إلى ارتفاع عملية الانتقال ماليا، وأنها تحتاج مزيدا من الوقت والدراسة، وقدّر التكاليف أوليا بـ200 مليون ريال.

وقال الشبنان «هذا المصنع يخدم المواطنين، وأقيم في منطقة خالية من السكان تم الحصول عليها من (العين العزيزة)، إذ كانت تعتبر بعيدة وآمنة، لكن الزحف السكاني العشوائي تسبب في اقتراب السكان من المصنع».

وأكد حرص الشركة على سلامة العاملين والسكان المجاورين، وتبذل الشركة كل السبل لعدم حدوث أي أخطاء في التشغيل وذلك من خلال تطبيق أعلى معايير السلامة.. وعلى سبيل المثال فإن المصنع لم يسجل خلال 30 عاما أي حوادث تذكر سوى بعض الحالات التشغيلية التي تتم السيطرة عليها من خلال أنظمة المراقبة التي توفرها الشركة.

وكانت إدارة الدفاع المدني في جدة أقرت جملة توصيات تشمل دراسة إيجاد موقع بديل لشركة التصنيع والغاز الأهلية تتوافر فيه جميع اشتراطات الأمن والسلامة وتوفير تلك الاشتراطات في موقع الشركة القائم حاليا، إلى جانب دراسة تحديد وضع المدارس المجاورة لموقع الشركة وإعداد خطة لمواجهة الطوارئ.

ويأتي تحرك إدارة الدفاع المدني الأخير بعد ازدياد حدة المخاوف لدى الكثير من سكان الأحياء في جدة بعد حادث انفجار شاحنة الغاز في الرياض الأسبوع الماضي، خصوصا الأحياء التي تقع في جنوب المدينة، مثل حي «كيلو 14» الذي يواجه سكانه الخطر جراء وجودهم بالقرب من مصنع غاز، الأمر الذي دفع بهم إلى طلب من الجهات المعنية لإبعاد هذا الخطر المحدق بهم.