«صخرة عنترة» تجدد قصص الحب بنقوش عصرية

طالتها يد التشويه.. و«السياحة» تؤهلها من جديد

جانب من الكتابات التي طالت الصخرة (الشرق الأوسط)
TT

تجدد صخرة عنترة بمنطقة الجواء (وسط السعودية) قصة الحب، التي ألهبت الشعر العربي بمعلقات عنترة بن شداد، حيث لم تثنه الحرب عن الحب، فيما تحمل الصخرة أسماء متحابين من العصر الحديث ودون البعض اسمه واسم محبوبته على الصخرة الشهيرة.

وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار أعادت تأهيل موقع صخرة عنترة ضمن منظومة المواقع الأثرية بمنطقة القصيم، بينما تسجل مواقع كثيرة في منطقة القصيم قصة عنترة بن شداد في روايات مختلفة، حيث تقع أطلال قصر عنترة إلى الشمال من الصخرة بمنطقة قصيباء.

وتقبع أطلال القصر الشهيرة في الجال الغربي لقصيباء على ارتفاع يصل إلى 100 متر في تضاريس صعبة، وتقع أسفل القصر عين شهيرة في منطقة لا تزال تحمل اسم العنتريات، وتمتد أمام القلعة ساحة كبيرة وتعد ميدانا للحرب والسباق.

ويفتخر محمد العبد الله العلي الذي يعيش عقده العاشر أنه مجاور لهذا الموقع منذ نحو 70 عاما، يربي البعير والشاة إلى جانب النخل، ويطل بشكل يومي في منزله الكائن أسفل أطلال قصر عنترة، على أطلال عنترة، ويستذكر بعض أبياته وأساطير تدور حول تلك الشخصية.

ويقول العلي إن عنترة يجمع صفة المحارب الشجاع الذي لا يرحم الأعداء ولكنه بنفس الوقت محب لين الجانب فقصائده تجمع الحرب والحب بنفس الوقت.

وزاد: «رأيت من كل الأقطار والبلدان من يزور هذا الموقع حتى ممن لا يعرفون عنترة فالبناء فريد بقي منه عدة صخور في موقع صعب للغاية».

وتحمل صخرة عنترة الواقعة في الجنوب الغربي من أطلال القصر نقوشا قديمة وحديثة نقشت فيها أسماء المتزوجين حديثا في إشارة لمعاني الحب في الصخرة، فيما طالت يد التشويه جوانب الصخرة بشكل كبير حيث تعددت الألوان وتشابكت في تشويه للصخرة العملاقة الواقعة على الطريق السريع الرابط بين القصيم وحائل.

وأشار عبد الرحمن الصبيحي، وهو متخصص في التاريخ إلى أن الصخرة التاريخية تتعرض لتشويه من مراهقين يكتبون على جنبات الصخرة، التي ضلت رمزا للحب والمحبين، وقال: «الصخرة ليست من الصخور الجرانيتية؛ فهي تتخلص مما يكتب عليها ولا يدوم طويلا عدا بعض النقوش التي نقشت عليها، فبعض النقوش قديمة جدا وتعود لعصور سابقة، وهناك نقوش حديثة نقشها البعض خلال السنوات الماضية وتحمل بعض النقوش أسماء رجال ونساء في علامات تدل على الحب والعشق».