إشاعات العمالة المنزلية تربك أمن الأسر

تعليم عسير يوفر 800 حضانة في مدارس المنطقة

TT

هيأت حوادث العمالة المنزلية مؤخرا في السعودية قاعدة لإطلاق الشائعات عبر إرسالها خلال مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي وتداول بعض القصص التي مر عليها زمن طويل. وليس ذلك فقط بل إن بعض الأحداث العالمية أعيد تصنيعها وصياغتها لتدرج ضمن قضايا الخدم في السعودية.

عوض العيسى، مستشار وباحث اجتماعي، قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن قضايا الخدم تعتبر بيئة خصبة لخلق الشائعات وتبادلها بين أفراد المجتمع بسبب أو من دون سبب، وربما كان بعض مشيعيها ومروجيها يتعمدون ذلك لبث الرعب في نفوس المتلقين وزعزعة أمنهم النفسي، وهذا قد يؤثر سلبا على أغلب الأسر التي تقتني خادمة. وأضاف العيسى «نحن لا ننكر أن الخادمات هن شبح اجتماعي قانوني أسري يهدد استقرارنا، لكن في المقابل هن حاجة لا بد منها في ظل النقص الحاصل للحضانات سواء داخل مقار عمل المرأة أو الحضانات بشكل عام، ولو توافرت تلك النواقص فحتما ستسد ثغرة كبيرة لطالما هددت سلامتنا وسلامة أبنائنا».

بعض ربات المنازل يخبرن الخادمات بمثل تلك الحوادث لأسباب، والبعض منهن يخفين عن خادمتهن مثل تلك الأخبار.. وحول ذلك أكد الباحث الاجتماعي أن السكوت نحو الخادمة وعدم اطلاعها على تلك القضايا يعتبر أفضل الحلول، وذلك بحسب قوله، لأن «بعضهن يتعاطفن مع بنات جلدتهن فيقفن داخل أنفسهن وقفة المساند، وربما تبدأ إحداهن في تحليل بعض جوانب الخبر وتتساءل عن سبب إقدام أغلب الخادمات على تلك الأفعال، لذا فإن التزام الصمت في مثل تلك القضايا أفضل، ونحاول أن ندقق بشكل غير مباشر من دون إثارة شك الخادمة في محتويات الجوال وأغراضها الشخصية».

على ضوء ذلك، وحفاظا على حماية الأم العاملة وأبنائها، اعتمد جلوي بن محمد آل كركمان، مدير عام التربية والتعليم بمنطقة عسير، خطة تأمين مقر مخصص لحضانة أطفال منسوبات تعليم البنات بالمنطقة، حيث تتولى كل مدرسة توفير كل متطلبات الحضانة وتجهيزها بكل ما تحتاج. وأوضح آل كركمان أن «اعتماد هذه الخطة يأتي من حرص الإدارة على سلامة أطفال منسوبات التعليم، مما سينعكس إيجابا عليهن بحث يؤدين عملهن بكل يسر وسهولة».

من جانبها، أكدت فاطمة لاحق، مساعدة مدير عام التربية والتعليم للشؤون التعليمية «بنات»، أن هذه الخطة تأتي وفق برنامج معد من قبل الإدارة، وذلك بتخصيص مقرات تكون مخصصة لأطفال منسوبات التعليم، وقالت «أبلغنا جميع مدارس المنطقة وعددها 800 مدرسة بتأمين المقر، على أن تتولى كل مدرسة إدارته وتوفير كل ما يحتاجه من أثاث وخلافه». وزادت «سيتم بدءا من العام المقبل اعتماد 60 حضانة كمرحلة أولى تتولى إدارة التربية والتعليم تجهيزها بكل ما تحتاجه، حيث ستتولى افتتاح المزيد منها في الأعوام المقبلة حتى يكتمل المشروع».

الجدير بالذكر أن العديد من السيدات السعوديات العاملات طالبن بإنشاء حضانات في الأحياء مقار عملهن لأطفالهن، مبديات قلقهن من خطر العاملات المنزليات بعد ازدياد حوادث عنف الخامات مع الصغار، مستشهدات بحادثة مقتل الطفلة «تالا الشهري» على يد العاملة المنزلية، حيث تجاوبت بعض الجهات لتلك المطالب في حين أن البعض التزم الصمت.