مشروع لتوزيع المصاحف المطبوعة بطريقة «برايل» على المكفوفين

تخصيص 20% للعالم الإسلامي وإرسال أولى الكميات إلى المسجد الأقصى

يصل إجمالي احتياج المملكة لمصاحف برايل إلى ما يقارب 26 ألف نسخة سنويا («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت جمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية عن قرب إطلاق مشروع لتوزيع المصاحف المطبوعة بطريقة برايل، وهو المشروع الذي سيبدأ أولا من منطقة مكة المكرمة، ومن ثم التوسع التدريجي ليشمل المشروع مختلف مناطق البلاد.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد توفيق بلو الأمين العام لجمعية إبصار الخيرية أن المشروع الذي سيتم بالتعاون مع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، يستهدف تأمين مصاحف مخصصة للمكفوفين، مؤكدا التوجه لتوزيع 20 في المائة من إجمالي المصاحف على المكفوفين من المسلمين في العالم العربي والإسلامي، على أن يتم إرسال الدفعة الأولى للمسجد الأقصى بواقع 20 نسخة، بناء على طلب من إدارة المسجد.

وأوضح بلّو أن «الجمعية تستهدف في المرحلة الأولى تأمين المصاحف للمكفوفين المسجلين لديها من القادرين على قراءة طريقة برايل، وليس لديهم مصاحف، وفق دراسة أجرتها الجمعية على شريحة مكونة من 1640 معاقا بصريا من الذكور والإناث المسجلين لديها».

ولفت إلى أن نحو 507 أكفاء من إجمالي الشريحة المستهدفة في الدراسة يستطيعون القراءة بطريقة «برايل»، في حين هناك 667 من ضعاف البصر الذين لا يجيدون قراءة «برايل»، ويمكنهم القراءة عن طريق الحروف المكبّرة، غير أنه يتعذر على الباقين قراءة القرآن الكريم بأي من هاتين الطريقتين.

وأشار أمين عام جمعية إبصار الخيرية، إلى وجود صعوبة حتى الآن في وصول مصاحف برايل لذوي الإعاقة البصرية على مستوى الدول الإسلامية، في ظل استقبال الجمعية لكثير من الطلبات من الجهات المختصة بشؤون المعاقين في الدول الأخرى.

وأضاف: «هناك مشكلة أكبر تواجه المعاقين بصريا من غير المتحدثين باللغة العربية، حيث لا توجد وسيلة تمكنهم من قراءة القرآن نتيجة عدم توفر نسخ لترجمة معاني القرآن الكريم بلغات أخرى، على الرغم من توفر أناجيل باللغة الإنجليزية ولغات أخرى مطبوعة بطريقة (برايل)، فضلا عن نقص المرافق التعليمية المتوفرة، مما يضاعف صعوبة وصولهم إلى أماكن يوجد فيها تعليم القرآن الكريم».

وبيّن أن تلك المشكلة تتضاعف وتتفاقم مع الأشخاص الذين يصابون بعجز عن القراءة نتيجة قصور وظائف الإبصار لديهم، ولا سيما أن الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية للعام الحالي تشير إلى أن عدد المعاقين بصريا حول العالم قد بلغ 285 مليون معاق بصريا منهم 39 مليون كفيف و245 ضعيف بصر.

يشار إلى أن خطوة تأمين مصاحف للمعاقين بصريا تأتي تفاعلا مع ما نشرته «الشرق الأوسط» في عددها الصادر بتاريخ 11 يوليو (تموز) الماضي حول إشكالية عدم وصول مصاحف برايل إلى مستحقيها، وتلقّى مجمع خادم الحرمين الشريفين لنحو 4 شكاوى بهذا الشأن، اعتمد المجمع يوم الأربعاء الماضي ما يقارب 100 نسخة من هذه المصاحف لجمعية إبصار الخيرية، وهو بمثابة بدء المرحلة الأولى من البرنامج المبرم بين الطرفين.

وفي سياق متصل، قدّرت دراسة حديثة أجرتها جمعية إبصار الخيرية إجمالي الاحتياجات الفعلية الأولية للمملكة من مصاحف «برايل» بنحو 26 ألف نسخة، وذلك بمعدل نسختين لكل جامع ومكتبة من المصاحف المطبوعة بلغة برايل والمخصصة للمكفوفين. واعتمدت الدراسة التي أجراها نبيل تكر العضو المنتدب في الجمعية، على حصر الجوامع والمكتبات والمؤسسات ومعاهد النور والمؤسسات الداعمة لها في السعودية، وزيارة مجمع مطابع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم بطريقة برايل، إلى جانب دراسة طرق توزيع تلك المصاحف داخل وخارج المملكة، ودراسة الطرق الأخرى الممكن استخدامها في نشر قراءة المصحف لذوي الإعاقة البصرية.

ووفقا لتلك الدراسة، فإن إجمالي عدد الجوامع في المملكة يصل إلى 12.7 ألف جامع، بينما يبلغ عدد المعاهد ما يقارب 25 معهدا، فضلا عن 72 مكتبة، على أن تتم آلية توزيع مصاحف برايل لهذه المنشآت بنسبة 5 في المائة عن طريق جمعية إبصار، و95 في المائة مباشرة من مجمع مطابع خادم الحرمين الشريفين، إما بواسطة وزارة التربية والتعليم أو البريد السعودي.

وخلصت هذه الدراسة التي انفردت «الشرق الأوسط» بالحصول على نسخة منها، إلى ضرورة تغطية حاجات المدارس والمعاهد للطلاب والطالبات من ذوي الإعاقة البصرية مباشرة من قبل وزارة التربية والتعليم سنويا، والتوزيع خارج المملكة عن طريق الطلبات المباشرة من ملحقيات سفارات السعودية في الخارج.

وخلصت أيضا إلى توزيع مصاحف برايل لجميع الجهات أو المؤسسات والجمعيات الأخرى عن طريق الطلب المباشر من وزارة التربية والتعليم، على أن لا يقبل أي طلب خاص مباشر من الأفراد، فضلا عن تحديد الطاقة الاستيعابية للمطبعة في كل مرحلة بنحو 1500 نسخة، في حين يتراوح معدل المراحل المستخدمة حاليا ما بين 6 و8 مراحل سنويا تستخدم لطباعة المقررات الدراسية.