تدشين كرسي للمسؤولية الاجتماعية في جامعة المؤسس

تأكيد حتمية التوسع بنشر ثقافة الاهتمام بمفهومها

مطالبات بتوحيد الجهود بين القطاعين الخاص والعام لضمان تحقيق الفائدة من عائدات المسؤولية الاجتماعية
TT

كشف لقاء أكاديمي استضافته جامعة الملك عبد العزيز في جدة عن تدشين كرسي للمسؤولية الاجتماعية، والمتوقع الإعلان عنه خلال الأسابيع القادمة، بهدف تأكيد وحتمية التوسع بنشر ثقافة الاهتمام بمفهوم المسؤولية الاجتماعية في المجتمع السعودي.

وبين الدكتور حبيب الله تركستاني، الأستاذ بكلية الاقتصاد والإدارة، عن عزمهم لإنشاء كرسي للمسؤولية الاجتماعية بجامعة المؤسس، إلى جانب عرض لدراسة علمية حول مختلف مهام ومسؤوليات القطاع الخاص في هذا المجال، جاء ذلك خلال اللقاء العلمي الذي أقيم أمس بكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز بجدة بحضور عدد من المختصين والمسؤولين في مجال المسؤولية الاجتماعية.

وأوصى اللقاء العلمي بضرورة الاهتمام بتوسيع مفهوم المسؤولية الاجتماعية في المجتمع السعودي، وتبني قيادات فاعلة لقيادة العمل في مجال المسؤولية الاجتماعية على أن تتولى التخطيط والتفكير في هذا المجال.

كما شدد على ضرورة العمل لتشجيع القطاع الخاص حتى يمارس نشاط المسؤولية الاجتماعية، ونادى بإيجاد مراكز متخصصة تسهم في توليد مبادرات في مجال المسؤولية الاجتماعية، ودعم القطاع الخاص بالمزيد من الأبحاث العلمية ودعم الكراسي العلمية في الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية في المجال نفسه.

وطالب بضرورة توحيد الجهود بين مختلف الجهات المعنية في الحكومة والقطاع الخاص لضمان تحقيق الفائدة المرجوة من عائدات المسؤولية الاجتماعية، بغرض حث شركات ومؤسسات القطاع الخاص للمساهمة الفاعلة والجادة والمفيدة في خدمة المجتمع من أجل زيادة معدلات التنمية، ومساعدة والفئات غير القادرة وذوي الاحتياجات الخاصة حتى تكون قادرة على العطاء في ظل ظروف معيشية وبيئية أفضل، وذلك من منطلق الوازع الديني والوطني، ووفق مناهج وخطط وعمل جماعي وليس مجرد مبادرات فردية غير منظمة.

وقدم الأمير تركي بن طلال، خلال اللقاء الأول من لقاءات على طاولة الحوار الأكاديمي الذي تنظمه كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ورقة عمل استعرض فيها تجربة المساعدات التي قدمها شباب المملكة بالتعاون مع الجهات المعنية من الدول العربية في تقديم العون والمساعدة من خلال مبادرة «نلبي النداء» لمساعدة أهالي غزة بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2009. وطرح رؤيته لمستقبل العمل التطوعي، والنهوض بمستوى المسؤولية الاجتماعية سواء على مستوى الفرد، أو شركات ومؤسسات القطاع الخاص أو على مستوى الدولة.

من جهتها بينت آسيا آل الشيخ المستشار غير المتفرغ لمجلس الشورى والمؤسس التنفيذي لشركة تمكين للحلول المستدامة خلال الملتقى، تعريفا للمسؤولية الاجتماعية ومفهومها وأهميتها وكيفية تطويرها في المجتمع السعودي، خاصة في مجال رعاية الشباب والاهتمام بهم كقوة مهمة ومؤثرة في المجتمع السعودي.

وطالبت شركات القطاع الخاص بوضع استراتيجية للمسؤولية الاجتماعية، مشيرة إلى أن تبني المسؤولية الاجتماعية في شركات القطاع الخاص لا بد أن يكون نابعا من رأس الهرم في تكوين الشركة، وأن تنطلق من استراتيجيات وخطط علمية وليس من منطلقات عشوائية، موضحة أن مجالات المسؤولية الاجتماعية كثيرة ومنها خدمة المجتمع، الحوكمة، التطوع - برامج داخلية لموظفي الشركة ذاتها، مشددة على ضرورة الاهتمام بالشباب الذين يمثلون مستقبل الوطن.

وعرضت الدكتورة فاتنة اليافي، مدير إدارة المسؤولية الاجتماعية لشركة «صافولا»، تجربة «صافولا» في مجال المسؤولية الاجتماعية لافتة إلى عطاء الشركة وفق أسس علمية، إضافة إلى مراحل تطور هذا العطاء.

وفي السياق ذاته شدد خالد الحمدان رئيس مجموعة المستشار أحمد بن عبد العزيز الحمدان للتنمية والاستشارات، على أهمية المسؤولية الاجتماعية في زيادة إنتاجية القطاع الخاص، وقال: «العمل الاجتماعي له مردود مادي على الشركات وليس هدرا»، موضحا أن العمل الخيري هو أفضل وسيلة مقنعة للدعاية لأي شركة، كما أكد على أهمية الرعاية بالعاملين في شركات القطاع الخاص موضحا أن ذلك من صلب المسؤولية الاجتماعية.