شرعيون: احتفال رأس السنة الهجرية بدعة تقود للغلو الديني

TT

قبل أن تبدأ السنة الهجرية الجديدة بنحو أسبوع، شرعت رسائل التهنئة، ورسائل عاطفية تشمل مطالبة السماح عما بدر من الشخص تجاه أقاربه وأهله وأصدقائه، وتشحذ أخرى الهمم للتوبة ومراجعة النفس روحانيا، فيما يتبادل المهتمون رسائل تنادي إلى الإخلاص في العمل والتقدم في الدراسة، وذلك عبر الهواتف والحسابات الافتراضية على مواقع الاتصال الاجتماعي للسعوديين.

وشرع مفتون على الإنترنت بالتحذير من تبادل الرسائل كونها تمثل «بدعة» في الدين - حسبما يقولون - ويستندون على عدم وجود أدلة شرعية، أو سنة، أو حتى فعل مشابه اتخذه السلف الصالح.

إلـــــى ذلك، تعمد دول إسلامية وعربية في اتخاذ يوم رأس السنة الهجرية إجازة رسمية، فيما تقيم بعضهـــــا احتفـــــالات رسمية.

في السعودية، يغلب الطابع المتزن على عدم اتخاذ المزيد من الأعياد إلى جانب العيدين الإسلاميين، استنادا إلى الأحكام الشرعية.

غير أن بعض التجمعات الصغيرة، تحتفل باليوم، كونه مجرد مناسبة تدعو إلى الاحتفال، والمقصود بالتجمعات هي أصدقاء أو صديقات يتجمعون في منزل ويأكلون ويشربون، تماما كأي تجمع، ولا يعدو فعلهم أكثر من تجمع على غرار اللقاءات الأسبوعية.

ولا يقتصر التحذير الشرعي، من لدن العلماء على الاحتفال وحسب، بل يمتد ليطال الغلو في اليوم نفسه، إذ يؤكدون عدم وجود أدلة شرعية تدعو إلى الصيام في أول أيام السنة أو آخرها.

ويتداول المغردون في موقع التدوين المصغر «تويتر» فتوى الشيخ المكنى بأبي أنس العراقي القول: «لا يوجد شيء اسمه الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية شرعا، ولم يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَلا عَنْ أَصْحَابِهِ رضي الله عنهم».

كما يضيف: «إن الاحتفال برأس السنة الهجرية بتعطيل الأعمال وإقامة الحفلات أو المهرجانات وإرسال البرقيات كله من البدع المحدثة المنهي عنها في ديننا والتي لم تكن موجودة في زمان خير القرون ولو كان ذلك خيرا لسبقونا إليه».

ويقول موقع «إسلام ويب» في إجابة تستفتي عن وجوب صيام رأس السنة: «لا يجب صيام شيء من الأيام إلا شهر رمضان، وقد يجب الصيام بأسباب أخرى وهي القضاء والنذر وبعض الكفارات» ويضيف «أما التطوع فهو مستحب كله، مثل صيام يوم عرفة، ويوم عاشوراء، ويوم تاسوعاء، وصيام الاثنين والخميس، والثلاثة البيض من كل شهر قمري (13 - 14 - 15) وصيام يوم وإفطار يوم، وست من شوال».