هواية الطبخ تجذب شابا سعوديا لدراسة أساسياتها

استخدم شبكات التواصل الاجتماعي للترويج لها

الشيف السعودي غسان الحيدري أمام مائدة تضم عددا من فنون طبخه («الشرق الأوسط»)
TT

اتخذ السعودي غسان الحيدري خطوة جريئة في تغيير تخصصه الأكاديمي من هندسة الأجهزة الطبية، ليتجه نحو الطبخ كهواية تعلق بها منذ صغره، فبعد أن ابتعث للدراسة بمدينة فانكوفر في كندا واجه مشكلة تتعلق بإكمال دراسته الجامعية، ومنها اتخذ قراره النهائي في تغيير تخصصه الأكاديمي ليصبح شيفا متخصصا في الحلويات والمعجنات.

يقول غسان: «بدأت هوايتي بالصف الخامس الابتدائي بإعداد شوربة شوفان كأول طبق أتعلمه، بعد أن كنت أتصفح الكثير من كتب الطبخ، وواصلت شغفي بالطبخ حتى بعد أن ابتعثت ومن هنا بدأت فكرة التخصص».

ويكمل غسان «اطلعت على مدارس الطبخ في مدينة فانكوفر ولكن بقي الحلم معلقا، لخوفي أن المجتمع لن يتقبل هذه الهواية خصوصا بعد تحويلها إلى مهنة، ولكني أطلعت الملحقية على رغبتي بتغيير التخصص إلى الطبخ لكنهم رفضوا ذلك لأنه تخصص غير مفيد. باختصار لم يكن هناك ما يشجع على البدء في التخصص».

تعثر دراسته وابتعاثه، لم يثن غسان الحيدري عن إكمال هويته، فبعد عودته للسعودية بدأ العمل على مشروع «غسان وسكر»، لنشر أصناف الحلويات ونشرها على الشبكات الاجتماعية بما فيها طريقة إعداد الوصفات على قناته الخاصة في «يوتيوب».

ويكمل الشيف غسان قصته: «قررت وعدت لفانكوفر للدراسة في مدرسة الطبخ التي كنت الطالب الأجنبي الوحيد بها وأسهمت المدرسة بالكثير خصوصا في تعليمي أساسيات إعداد الحلويات، فكانت أمتع أيام حياتي، أخطئ وأتعلم، وعندما أخرج من المدرسة أصبح مشتاقا لها في اليوم الثاني إلى أن أصبحت أكثر المتدربين الذين يحققون لها أعلى المبيعات من الحلويات كوني الوحيد الذي أملك النكهة الشرقية».

وحول وصفه لدراسة تخصصه الدقيق في الحلويات والمعجنات في كندا يقول الحيدري: «جزء من الدراسة كان نظريا عن تاريخ الطبخ، كأي تخصص علمي، والمدرسة تتكون من مطبخ تدريب، ومطبخ المطعم، المخبز، واستوديو الشوكولاته، وقسم خدمة المطعم ويجب أن يمر كل طالب بجميع هذه المراحل منذ الفصل الأول، حيث يتم تدريبنا على كل شي، وفي الفصل الثاني يترك لنا حرية الإبداع في تقديم جميع أعمالنا للزبائن والمطعم».

نظرة المجتمع قد تكون مجحفة لأصحاب المهن وإن بلغوا فيها الاحترافية كالطبخ، على الرغم من أنها الأعلى دخلا في العالم، وواجه غسان انتقادات من أصدقائه وممن حوله، إلا أنه لم يلق لها بالا ولم يخف من التغيير وبعد تخرجه أكمل غسان طريقه نحو نشر طبخاته وأفكاره على الشبكات الاجتماعية التي لاقى فيها تشجيعا لم يجده من قبل.

ويختتم غسان حديثه مع «الشرق الأوسط»: تطلعاتي كثيرة منها إكمال دراستي في أفضل مدرسة حلويات وشوكولاته في العالم، وأتمنى البدء بمشروع تجاري وكذلك المشاركة في أولمبياد الطبخ وتمثيل السعودية في تخصص الحلويات. حلمي أن يكون هناك أكاديمية للطبخ لكل الجنسين لكن الملحقية خذلتني بحجة أن تخصص الطبخ لا يشرف السعودية لذا هل ستوافق وزارة التعليم العالي على أكاديمية للطبخ كم انتظر تلك الإجابة؟».