نقص الوعي بمخاطر الولادة المبكرة يقدر بـ50% في السعودية

TT

حذر اختصاصي في طب الأطفال الخدج من أن نسبة النقص في الوعي لدى الآباء والأمهات حول المخاطر الصحية التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال تقدر محليا بـ50 في المائة، لافتا إلى أن هناك ما نسبته 40 في المائة من الأمهات يجدن صعوبة في الترابط بأطفالهن الخدج أكثر من ارتباطهن بنظرائهم من الأطفال الطبيعيين.

وأوضح الدكتور خالد التركوي، أستاذ حديثي الولادة في مستشفى الملك خالد الجامعي في الرياض، أن آخر الإحصاءات المتوافرة عن الأطفال الخدج في المملكة تشير إلى أنهم يشكلون من 7 إلى 12 في المائة من إجمالي عدد المواليد، الذي يبلغ سنويا نحو 574 ألف طفل، موضحا أن هذه النسبة تبلغ عالميا ما بين 2 إلى 10 في المائة. يأتي ذلك في وقت تحتفل فيه منظمة الصحة العالمية، اليوم السبت، باليوم العالمي لرعاية الأطفال الخدج، بهدف التوعية برعاية هؤلاء الأطفال، حيث بدأت المنظمة منذ العام الماضي 2011 في إيلاء اهتمام أكبر بهذا الموضوع، وخصصت للمرة الأولى يوم 17 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام ليكون يوما عالميا لرعاية الأطفال الخدج لزيادة الاهتمام بهم.

وأشار التركوي إلى أن الأطفال الخدج هم ناقصو النمو نتيجة الولادة المبكرة، وبالتحديد قبل بلوغ 37 أسبوعا في الحمل، مشيرا إلى أنه وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فإن معدلات الولادة المبكرة تتزايد بشكل مستمر في جميع البلدان تقريبا. وبحسب تلك التقديرات فإن نسبة الخداج تبلغ في جميع أنحاء العالم حاليا نحو 10 في المائة، أي ما نسبته 12.9 مليون ولادة سنويا.

وأكد أستاذ حديثي الولادة في مستشفى الملك خالد الجامعي في الرياض أن الخداج هو السبب الرئيسي لوفيات الأطفال حديثي الولادة، حيث تمثل نسبة الوفاة في الأسابيع الأربعة الأولى من حياة الطفل 30 في المائة محليا، مؤكدا أنه يعد السبب الرئيسي الثاني للوفاة بعد الالتهاب الرئوي عند الأطفال تحت سن 5 سنوات. وزاد أنه «لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد الوفيات بين الأطفال الخدج محليا، حيث تتوقف نسبة الوفيات على عمر الطفل الخديج، ووزنه»، مشيرا إلى أن «ارتفاع مستوى الخدمات الصحية في المملكة خصوصا في وحدات العناية المركزة بالمستشفيات والمراكز الصحية الرئيسية أسهم كثيرا في خفض نسبة الوفيات بين الأطفال الخدج بالمملكة لتكون قريبة جدا من النسب العالمية».

ووفقا للدراسة التي قامت بها منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للأطفال الخدج، فإن المضاعفات الناتجة عن الولادة المبكرة يمكن أن تؤدي إلى وفاة الطفل خلال الشهر الأول من عمره.

وحدد التركوي الحالات المرضية المرتبطة بشكل أو بآخر بالولادة المبكرة في متلازمة الضائقة التنفسية، وفقر الدم، واليرقان، والالتهابات الناتجة عن الجهاز المناعي غير الناضج، والتهاب الأمعاء الناخر، واعتلال الشبكية، والشلل الدماغي، والنزف داخل البطيني، وتلين بيضاء الدماغ المحيطة بالبطين، والتخلف العقلي وصعوبات التعلم.

وشدد التركوي على أن الرضاعة الطبيعية للطفل الخديج من أهم العوامل التي تزيد من المناعة لديه، بل تزيد من نسبة الذكاء، مؤكدا أنها تقلل كثيرا المشاكل الصحية التي يمكن أن يتعرض لها خصوصا الالتهابات الرئوية.

يشار إلى أن الجهات الطبية المتخصصة في البلاد تتحضر لإطلاق حملة توعوية اليوم السبت، تركز على زيادة الوعي والتعليم للعائلات الذين لديهم أطفال ناقصو النمو، نتيجة الولادة المبكرة، من خلال عقد لقاءات توعية دورية للآباء، إضافة لنشر تقارير منتظمة من قبل متخصصين في وسائل الإعلام المختلفة حول سبل العناية بهؤلاء الأطفال.