إنفاق 50 ألف ريال في 3 أيام للعزاء

دعوات لتحويل المبالغ إلى جمعيات خيرية للحد من الإفراط

TT

دعا مختصون اجتماعيون لتحويل نفقات مراسم العزاء التي تعقد على مدار 3 أيام في عدد من الأوساط السعودية, والتي تزيد على 50 ألف ريال للجمعيات الخيرية, بهدف الحد من زيادة الإفراط ودعم المشاريع الخيرية من كفالة للأيتام وبناء المساجد والإنفاق على الفقراء.

وبحسب تقديرات اقتصادية, يبلغ إجمالي ما يتم إنفاقه على مراسم العزاء, طيلة الـ3 أيام في غالبية المدن السعودية, الذي يشمل وجبتي الغداء والعشاء, بواقع 7 ذبائح من المواشي لكل وجبة, فيما يرتفع عدد المواشي في بعض الحالات، إضافة إلى تجهيز مواقع لاستقبال المعزين من كراسي يتم استئجارها, ومفارش تصل تكلفتها الإجمالية إلى ملايين الريالات إذا ما بلغ عدد الوفيات سنويا نحو 40 ألف شخص، وفق إحصائية غير رسمية.

ويبلغ متوسط تكلفه العزاء الواحد إجمالا ما يقارب 50 ألف ريال، وقد تزيد على ذلك في بعض المناطق في السعودية, التي من الممكن أن تصل إلى 100 ألف ريال, حسب المتوفى ومكانته الاجتماعية, التي تفرض على أقرباء وذوي المتوفى إلى إدخال بعض المحسنات والكماليات في المراسم.

وأوضح بدر السحاقي مدير الجمعيات الخيرية في وزارة الشؤون الاجتماعية, في منطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط» أن الصرف غير المنطقي والمبالغ فيه طيلة أيام العزاء الثلاثة, من ذوي المتوفى, في مجتمعنا السعودي, الذي يهدف من خلاله أهل المتوفى إلى التصدق على ميتهم من خلال الولائم التي تمتد في وجبتي الغداء والعشاء, موضحا أن هناك طرقا عدة يمكن من خلالها توصيل الصدقة وفق الضوابط الشريعة؛ بتجميع المال وتقديمه للجمعيات الرسمية وتحديد نوع وآليات صرف هذه الصدقة.

وأردف السحاقي أن الجمعيات الخيرية تشجع لي أي عمل خيري يكون مردوده على المجتمع، من كفالة الأيتام, والأوقاف وبناء المستوصفات, وإنشاء المدارس وحلقات التحفيظ, والمساعدات المالية والعينية التي تعود بإذن الله نفعها للمتوفى وذويه والمجتمع, والحفاظ على هذه الأموال، وإنفاقها على مستحقيها, بعيدا عن العادات والتقاليد التي أصبحت تشكل عبئا اقتصاديا على المجتمع السعودي بكل مستوياته الاقتصادية.

ومن جهته أخرى، أضاف الداعية الإسلامي محمد عبد الرحمن السقاف أن العزاء هو مواساة وزيارة لأهل المتوفى وهذا الأصل وواجب شرعي والتكفل بالعشاء لأهل المتوفى قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين استشهد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: «اصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد أتاهم أمر يشغلهم».

وأوضح السقاف أن ما يجري حاليا من الإسراف في مجتمعنا المسلم في الولائم ومراسم العزاء من دفع المبالغ الباهظة ما هو إلا خلاف لسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن الإسراف والتبذير، لذا ينبغي على جميع العقلاء أن يدركوا ويتنبهوا حتى لا يقعوا في المنهي عنه.

وزاد: «لا بد أن يعلم الفرد أن الواجب في مثل هذه الحالات تقديم التعزية لا تناول طعام هم ليسوا بحاجة إليه، مقابل ضرورة قيام ذوي المتوفى بمساعدة من هم بأمسّ الحاجة لهذه الأموال من فقراء المسلمين، وهذا يعود على الميت بالنفع بمشيئة الله، فمن المنفعة العائدة للميت الصدقة الجارية والأعمال الخيرية».