كشف المهندس محمد عبد الرحمن الحمام مدير إدارة المنتجات الوطنية التابعة لوزارة الزراعة عن أربعة مشاريع ضخمة ستقام في مشروع حجز الرمال بمحافظة الأحساء، حيث ستهدف هذه المشاريع إلى تنمية السياحة في المحافظة التي تعد البوابة الرئيسية التي تربط المملكة من جهة الشرق مع دول الخليج العربي.
وقال المهندس الحمام لـ«الشرق الأوسط»: «تم بالفعل البدء في تطوير البنية التحتية التي ستهيأ لإقامة المشاريع السياحية الضخمة وتم التوقيع بالفعل مع ثلاث شركات وطنية كبرى لإنجاز المشاريع التي ستنفذ بالتعاون والتنسيق المستمر والمباشر بين وزارة الزراعة والهيئة العليا للسياحة برئاسة الأمير سلطان بن سلمان الذي يتابع بنفسه مجريات هذه المشاريع، التي سيكون لها أثر في تعزيز مكانة السياحة بالواحة الزراعية الأكبر في العالم».
وشدد الحمام على أن الأحساء عانت طويلا من ضعف الإقبال السياحي عليها على الرغم من امتلاكها أفضل المقومات اللازمة للسياحة، وكان التوجه بتوسيع الاستثمارية خطوة تاريخية لهذه المحافظة.
ويقع مشروع حجز الرمال شرق الأحساء ويمثل نموذجا في محاولات الإنسان الناجحة لكبح جماح الطبيعة حيث كانت قرى الأحساء الشرقية تغوص في الرمال الزاحفة التي تجلبها الرياح الشمالية، وتحديدا مدينة العمران ثالث أكبر مدن الأحساء، التي كانت مهددة بفعل هذه الرمال الزاحفة بأن تختفي آثارها؛ فجاء مشروع حجز الرمال كمشروع حكومي خطط له قبل نحو 50 عاما من أجل إيجاد طريقه لكبح الرمال. وبعد دراسات مستفيضة تم اتخاذ قرار بتنفيذ غطاء نباتي يوقف زحف هذا الرمال، وبات منذ ذلك الوقت هذا المشروع من أبرز المتنزهات في الأحساء، حيث يبلغ طوله أكثر من 4000 هكتار باتت مزروعة بأكثر من 7 ملايين شجرة لتمثل مكانا أشبه بالغابة التي يتوافد إليها مئات العوائل والشباب خصوصا في الإجازات. وتصل تكلفة مشروع تطوير البنية التحتية إلى 20 مليون ريال.
وينفذ على عدة مراحل؛ حيث سيكون تطوير البنية التحتية أساسا للاستثمارات المقبلة على هذا المتنزه. وقد تم الانتهاء من عمل الدراسة اللازمة وكذلك التصاميم الخاصة بالمشروع، التي تشتمل على إنشاء مرافق خدمية من بينها دورات مياه، وأرصفة وإنارة، ومظلات عائلية، وبوفيهات، وغيرها من الخدمات.
وأضاف المهندس الحمام إلى أنه تم الانتهاء من إنجاز ثلاثة مصدات للرمال ويتم حاليا العمل على تأهيل المصد الرابع الذي يهدف إلى إنجاز صد الرمال 100 في المائة.
وكشف الحمام أنه تم منح شركة «الأحساء للترفيه» مساحة 6 ملايين متر مربع وشركة «المحيميد» مليوني متر مربع، ومثلها شركة إعمار، مؤكدا أن إنجاز المشاريع سيتم خلال 5 سنوات كما تتضمنه الخطة الموضوعة بهذا الشأن، وأن تكاليف الإنجاز والاستثمار بعشرات الملايين دون تحديد رقم معين. وفضلا عن توافد العائلات بكثافة من أجل الاستماع بالأجواء الجميلة، يفضل كثير من الشباب ممارسة هواية «التطعيس» فوق الرمال الذهبية في هذا المشروع، خصوصا في فصل الشتاء.