جدة: إنشاء مستشفى للصحة النفسية بسعة 500 سرير

السعودية احتفت باليوم العالمي للصحة النفسية أمس

TT

كشف الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة لـ«الشرق الأوسط» عن البدء في إنشاء مستشفى الصحة النفسية بجدة لاستقبال المزيد من الحالات التي تحتاج إلى رعاية سريرية، مبينا أنه سيحتوي على 500 سرير وسيتم الانتهاء منه خلال العامين المقبلين.

وأوضح باداود أن إنشاء مستشفى للصحة النفسية في جدة من شأنه أن يساعد على تحقيق أهداف الوزارة، وخصوصا أن الصحة النفسية جزء أساسي من الصحة العامة وتمثل الأساس اللازم لضمان العافية للفرد حتى يتمكن من تأدية وظائفه الطبيعية بشكل فعال في المجتمع.

وشاركت وزارة الصحة السعودية في الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية أمس بمقر الصحة النفسية بمدينة جدة. واتخذ اليوم العالمي للصحة النفسية من مرض الاكتئاب النفسي كأزمة عالمية شعارا له، خصوصا بعد أن قدرت الإحصاءات العالمية تجاوز عدد المصابين به 350 مليونا في العالم، في حين قدرت عدد الذين يعانون من اضطرابات نفسية بـ450 مليون شخص.

وحول ارتفاع نسبة المصابين بهذا المرض، بين باداود أن الأمراض النفسية بصفة عامة لا يمكن نسبتها إلى شيء واحد بذاته، لكنها ترجع إلى ظروف اجتماعية واقتصادية مختلفة إلى جانب الضغوط الحياتية التي تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية التي تبدأ بالتوتر والاكتئاب وإذا لم تعالج قد تصل إلى الأسوأ.

واعتبر باداود أن مراجعة الطبيب النفسي جزء من الصحة الجسدية. وقال إن «البعض يعتقد أن مراجعة الطبيب النفسي عار على الفرد، ويبدأ المجتمع بالنظر إليه على أنه صاحب إعاقة أو متخلف، وهذه نظرة خاطئة».

وأضاف أن «نظرة المجتمع الآن تغيرت للطبيب النفسي، فباتت زيارته في ظل الظروف والضغوط التي نعيشها أمرا طبيعيا، ولا بد أن يعي الأفراد أن الطبيب النفسي من شأنه أن يساعدهم في إيجاد حلول ويخلصهم من الضغوط الحياتية اليومية».

وحول الوسائل المطروحة للحد من انتشار الاكتئاب لفت باداود إلى أن وزارة الصحة لا يمكنها أن تتبنى وضع حلول للحد من الاكتئاب، وخصوصا أنها ليست المسؤولة عن وجوده، مضيفا أنه «لا يمكننا القول إننا سنعمل على أن يختفي الاكتئاب، إلا أن هناك الكثير من الطرق الحديثة في علاج الحالات النفسية من شأنها أن تساعد في علاج المصابين به».

وبين مدير صحة جدة، أن أدوية ومضادات الاكتئاب أصبحت تختلف عن السابق بشكل كبير، إذ يمكن أن تصرف ويتناولها المصاب من دون خشية الإدمان عليها، مؤكدا وجود الكثير من الطرق الحديثة للعلاج النفسي التي يتبعها الأطباء والمختصون دون الحاجة أحيانا إلى أدوية.

من جهتها، بينت سميرة الغامدي رئيسة مجلس إدارة جمعية حماية الأسرة الخيرية، أن الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية يأتي بناء على مبادرة الاتحاد العالمي للصحة النفسية، وهو منظمة دولية للصحة النفسية لها أعضاء وشركاء في أكثر من 150 دولة.

وقالت الغامدي «نهدف من هذه المشاركة إلى رفع مستوى الوعي العام في جميع أنحاء العالم حول قضايا الصحة النفسية، إضافة إلى تعزيز المناقشات المفتوحة حول الاضطرابات النفسية وتشجيع الاستثمارات المستمرة في توفير متطلبات الوقاية منها ودعم خدمات العلاج».

واعتبرت هذا اليوم مناسبة للبحث في إحصاءات ومفاهيم هذا المرض في العالم من خلال التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية ذات العلاقة به، إذ تكشف آخر الإحصاءات الصادرة عن الاتحاد العالمي للصحة النفسية أن الاضطرابات النفسية تطال شخصا واحدا من بين كل عشرة أشخاص في العالم، وهي تسبب معاناة كبيرة للمصابين بها الذين لا يتلقون الرعاية.

ولفتت الغامدي إلى أن شعار اليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام «الاكتئاب أزمة عالمية» يأتي لما يمثله الاكتئاب من مرض شائع في مختلف أنحاء العالم، إذ إن هناك 350 مليون شخص يعانون من آثاره، ويختلف عن التقلبات المزاجية المعتادة والاستجابات الانفعالية قصيرة الأمد للتحديات التي تواجه المرء في حياته اليومية، مشيرة إلى أنه قد يصبح حالة صحية خطرة، لا سيما عندما يستمر لفترة طويلة.