أمطار رابغ تسجل 33 ملم.. وحالة التوجس تتلبس السواحل الغربية

جامعة الملك عبد العزيز علقت الدراسة أمس

الأمطار لم تتجاوز معدلاتها الطبيعية في المدينة المنورة («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت محافظة رابغ أمس هطول أمطار متوسطة إلى خفيفة شملت مناطق الأضواع، وستارة، بينما سال وادي الأبواء، ولم تسجل أي إصابات، وقال العقيد سعيد سرحان وهو المتحدث باسم الدفاع المدني في المنطقة الغربية لـ«الشرق الأوسط»: «ما زال الوضع حتى اللحظة مهيأ لهطول أمطار على جدة (السادسة والنصف بتوقيت السعودية)، ونحن على أهبة الاستعداد».

وشهدت محافظات ينبع وتبوك والنماص والباحة والمدينة المنورة أمطارا تراوحت بين متوسطة وخفيفة، ولم تسجل أي إصابات تذكر حتى إعداد التقرير (الثامنة مساء بتوقيت السعودية).

ولفت المتحدث باسم الدفاع المدني إلى إرسال ما يربو على 1.7 مليون رسالة نصية تحذيرية على الهواتف الجوالة، أوردت «تحذير المواطنين والمقيمين بمحافظة جدة بتوخي الحذر لتوقع هطول أمطار من الواحدة من ظهر الأحد وحتى الواحدة من صباح الاثنين».

وعلقت جامعة الملك عبد العزيز الدراسة في فرعها بمدينة رابغ (غرب السعودية) أمس، كما علقت الدراسة للفترة المسائية لطلاب الجامعة في جدة.

وقال مصدر يعمل في قسم الطوارئ في الجامعة إن «الدراسة ليوم الأحد (أمس) متوقفة بناء على تعليمات الإدارة، وسيتم تحديث البيانات حول الوضع ليوم الاثنين (غدا)، لكن التعليق يقتصر فقط على الأحد». وتلقى مركز الطوارئ أمس سيلا من الاتصالات، قدره المصدر بما يربو على 80 اتصالا في الدقيقة.

وفي تمام الخامسة بتوقيت غرينتش (الثامنة بتوقيت السعودية) أول من أمس، نشر الحساب الخاص بالجامعة في موقع التدوين المصغر «تويتر» تغريدة قال فيها «وجه مدير الجامعة بتعليق الدراسة بفرع الجامعة برابغ يوم الأحد».

يأتي ذلك في وقت قال فيه العقيد سعيد سرحان إنه «إلى اللحظة، الحالة التي أطلقناها هي (تنويه)، وتعني التحوط، وتليها حالة التنبيه المتقدم فالتحذير، وهي الخطرة، لكننا ما زلنا في حالة تنويه، وهي أقل الحالات»، مستدركا بالقول «إن الحالة قد تتغير في غضون دقائق».

ولفت العقيد سرحان في اتصال هاتفي إلى اقتصار قرار التعليق على الجهات المعنية، في إشارة إلى وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، وقال «في حالات ضيقة يطلق الدفاع المدني تحذيره خصوصا إذا كان الوقت متأخرا».

ورصدت آخر التطورات تأثر المناطق الساحلية غرب البلاد بالتحركات، إذ شهدت أملج والوجه وينبع تراكم السحب المهيأة لهطول الأمطار، وقالت هيئة الأرصاد لـ«الشرق الأوسط» في تمام السادسة مساء أمس: «إن الفرصة ما زالت مهيأة لتكون السحب وتمتد حتى التاسعة مساء، إلى الثالثة صباحا، والحالة في ثول ورابغ تشهد رياحا نشطة وأمطارا على رابغ، وهناك نوع من انتقال السحب إلى جدة». وقال حسين القحطاني الناطق باسم الهيئة «إن أعلى كمية مطر سجلناها اليوم (أمس) في ينبع 33 ملم».

ولم تتأثر حركة الملاحة الجوية أمس على أبرز المناطق المهيأة لهطول الأمطار، وقالت هيئة الطيران المدني، إن حركة الطيران لم تتأثر بتقلبات الطقس.

ويحتاط السكان غرب السعودية هذه الأيام، من هطول الأمطار التي قدرت هيئة الأرصاد فرصة هطولها ابتداء من مساء السبت 17 نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى الثلاثاء 20 نوفمبر.

وأكد حسين القحطاني أن الحالة المعلنة منذ التاسعة مساء، تقتصر على «التنبيه المتقدم»، وهي حالة متوسطة إلى الآن. وقال «ستتكون السحب على منطقتي المدينة المنورة ومكة المكرمة، خاصة محاذاة السواحل وتشمل مدينتي ينبع ورابغ، وتمتد إلى جدة، والمناطق الشمالية والشمالية الشرقية وأجزاء من المنطقة الوسطى، حتى يوم الثلاثاء».

وحول قرار تعليق الدراسة أو الدوام، قال القحطاني «يقتصر دورنا على التزويد بالتقارير، وتقيم الجهات بدورها الوضع بناء على معلوماتنا».

وكانت هيئة الأرصاد نشرت تقريرها اليومي منذ صباح أمس، والذي أظهر «تشكلات من السحب المتوسطة والمنخفضة أثناء النهار على مناطق شمال المملكة، حيث تتهيأ الفرصة بمشيئة الله تعالى لهطول أمطار خاصة على منطقة حائل وتبوك في حين تتحول حالة السماء من غائمة جزئيا إلى غائمة والفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية تسبق بنشاط في الرياح السطحية، وذلك على مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة خاصة السواحل منها، تمتد إلى منطقة الحدود الشمالية، في حين تتكون السحب الرعدية على المرتفعات الجنوبية الغربية».

يشار إلى أن رابغ التي تتبع إداريا مدينة جدة، وتبعد عنها نحو 140 كلم باتجاه الشمال، شهدت وفاة شخصين وإصابة 6 آخرين نتيجة أمطار هطلت يوم التاسع من نوفمبر الحالي، وأنقذ الدفاع المدني 9 محتجزين.

ويتوجس السكان من أمطار قد تخلف سيولا تضاهي الكارثة التي حدثت تباعا في مدينة جدة، أعقبتها وفيات وإصابات وخسائر مادية في البيوت والممتلكات. يقابل التوجس تجهيز واسع واستعدادات للأجهزة المعنية، إلى جانب مشاريع لدرء السيول دأبت الأجهزة الحكومية على تنفيذها منذ عام 2010.

أمام ذلك قالت الرئاسة العامة للأرصاد والبيئة «إن دورنا يتمثل في تمرير المعلومة، ونبدأ بمراقبة الحالة، ثم تتدرج الحالة من البسيطة إلى الخطرة، إذ نبدأ بـ(تنويه)، فـ(تنبيه متقدم)، ثم (التحذير)».

من جهتها، أكملت مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة استعداداتها لاستقبال الأمطار المتوقع هطولها، وذلك ضمن الخطة العامة للدفاع المدني، ونقل بيان عن الدكتور محمد باجبير، وهو مدير إدارة الطوارئ والأزمات بصحة جدة، القول «تقدم الخطة جميع الخدمات الطبية بالمنشآت الصحية وذلك بتهيئة المستشفيات والمشاركة بالفرق الطبية المتحركة إذا ما استدعى الأمر، وكذلك الاستعداد بخطة للطب الوقائي يتم تحديثها باستمرار، وإشراك المتخصصين النفسيين والاجتماعيين من خلال كادر طبي مؤهل ومدرب على مثل هذه الحالات».

وأضاف البيان أن «جميع القطاعات الصحية بمحافظة جدة من مستشفيات عامة وخاصة موصولة جميعها بغرفة عمليات طوارئ صحة جدة المجهزة بخطوط ساخنة مع أجهزة سلكية مرتبطة بالدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر السعودي لاستقبال وإيصال جميع البلاغات لجميع المستشفيات ومسؤولي الصحة».