وفاة شخص وإنقاذ 47 محتجزا نتيجة الأمطار الغزيرة

ينبع تسجل النسبة الأعلى في ارتفاع المنسوب.. وجدة ثانية

جانب من عمليات الإجلاء التي قام بها الدفاع المدني في بعض محافظات منطقة مكة المكرمة («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن الدفاع المدني وفاة شخص وإنقاذ 47 محتجزا، وذلك نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على بعض محافظات منطقة مكة المكرمة أول من أمس وتسببت في إغلاق الطريق السريعة الواصل بين رابغ وينبع وطريق الهدا والمحاني في الطائف.

وتواصل أمس هطول الأمطار على بعض مناطق منطقة مكة المكرمة، فشهدت الطائف أمطارا متوسطة استدعت إغلاق طريق الهدا ونتج عنها تضرر إحدى عبارات طريق المحاني وتطلب الأمر إقفاله وتحركت جميع الجهات ذات العلاقة بخطة الأمطار.

ووجه الدكتور محمد بن حسن الشمراني مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الطائف بتعليق الدراسة أمس الاثنين لكل مدارس البنين والبنات بمركزي المحاني والفريع التابعين لمكتب التربية والتعليم بعشيرة شمال المحافظة، تحسبا من الأمطار والسيول الغزيرة التي دهمت المنطقة.

وكانت التحذيرات توالت من الرئاسة العامة للأرصاد التي توقعت هطول أمطار على بعض مدن ومحافظات المنطقة الغربية بما فيها محافظة الطائف.

وأكد العقيد سعيد سرحان الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة أن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، ومدير عام الدفاع المدني في المنطقة تابعا أعمال الإنقاذ والإخلاء والإيواء التي قامت بها فرق الدفاع المدني الأرضية والجوية خلال عملها في المحافظات التي تضررت بسبب سقوط الأمطار الغزيرة عليها خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية.

وأضاف سرحان أنه تم إنقاذ 47 حالة احتجاز نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على رابغ والكامل بمنطقة مكة المكرمة خاصة مركز الأبواء، فيما داهمت السيول محافظة مستورة وتم إجلاء السكان منها من قبل الدفاع المدني والمواطنين ونقلهم لمواقع آمنة فتم إنقاذ 30 محتجزا في تلك المنطقة عن طريق فرق الإنقاذ الأرضية بينما تم إنقاذ 6 حالات عن طريق طيران الأمن وتم العثور على جثمان شخص غير معروف الهوية جنوب مركز الدفاع المدني.

واستطرد سرحان: «تم أيضا إنقاذ 8 محتجزين في محافظة الأبواء ومحتجز في رابغ عن طريق الفرق الأرضية، وجميعهم بصحة جيدة، فيما بلغ منسوب المياه في سدود بطحان وشوان والعياب نسبته القصوى وجرفت السيول شخصا من سيارته لمسافة تصل إلى 500 متر واستطاعت فرق الإنقاذ إخراجه بصحة جيدة».

من جانبها، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تكون السحب الركامية على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية في فترة ما بعد الظهيرة، في حين يتوقع تكون الضباب خلال ساعات الليل والصباح الباكر على أجزاء من المدن الساحلية للبحر الأحمر والخليج العربي وأجزاء من شمال المملكة.

وبحسب حسين القحطاني المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، فقد سجلت محافظة ينبع أعلى منسوب للأمطار بواقع 33 ملليمترا، فيما بلغت في جدة 22 ملليمترا، و16 في المدينة المنورة، لافتا إلى عدم صحة المعلومات التي أشارت إلى تجاوزها 300 ملليمتر في بعض المواقع العالمية.

وبين القحطاني أن أجواء المملكة تمر بحالة من عدم الاستقرار بسبب التحول الفصلي، وأن فرصة هطول الأمطار على مناطق المملكة لا تزال واردة، بالإضافة إلى الرياح النشطة المثيرة للأتربة، وأن بوادر فصل الشتاء باتت قريبة على أجواء المملكة خاصة المناطق الشمالية، حيث بدأ يطرأ انخفاض ملموس في درجات الحرارة.

في حين أوضح الدكتور شارع البقمي المتحدث الرسمي باسم جامعة الملك عبد العزيز أن مرصد الجامعة بقسم الأرصاد سجل هطول أمطار بمقدار 19.7 ملم على جنوب جدة. وأشار إلى أنه سبق للجامعة أن أصدرت تقريرا توقع هطول الأمطار بمقدار 20 ملم، وهو رقم قريب جدا من الهطول الفعلي للأمطار المسجلة.

وقال التقرير إن الأمطار ستكون فوق المتوسطة على أماكن متفرقة من المملكة تشمل الأجزاء الغربية والوسطى والشمالية من البلاد. وبالنسبة لدرجات الحرارة، فإنه بصفة عامة يتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من معدلاتها الطبيعية خاصة على المناطق الشمالية للمنطقة الوسطى والشمالية الشرقية.

وأوضح المتحدث الرسمي أن مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بالجامعة الدكتور منصور المزروعي أفاد بأن المركز يعمل على تطوير النموذج الحالي وتحسين أدائه من خلال مقارنته ببعض الحالات المطرية التي هطلت سابقا كما تمت تجربته خلال النصف الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وكانت توقعاته قريبة من الواقع بشكل كبير.

وأضاف أنه بالنسبة لمنطقة مكة المكرمة، خلص التقرير إلى أن شهر نوفمبر يعد مناخيا أعلى شهور السنة مطرا حيث يصل متوسط الأمطار في مدينة جدة إلى نحو 20 ملليمترا، وأن «مخرجات نموذج المناخ للتوقعات الفصلية يشير إلى أن القيم المتوقعة للأمطار سوف تكون بإذن الله تعالى حول هذا المعدل، وخلال النصف الثاني من هذا الشهر قد تشهد مدينة جدة أكثر من حالة مطرية».