«الربو» يهدد 23% من أطفال السعودية بالتأخر الدراسي والعقلي

الدراسات تشير إلى ارتفاع نسبة وفيات المرض الصدري

TT

في الوقت الذي كشف تقرير حديث إصابة 23% من الأطفال السعوديين بمرض الربو الشعبي، أكد استشاري أمراض صدرية أن نوبات هذا المرض الحادة تؤدي إلى تدهور التحصيل الدراسي لدى الأطفال إضافة إلى حالات تأخر النمو البدني والعقلي.

وحذر تقرير أصدرته المجموعة السعودية للربو والحساسية أخيرا، أن 23% من الأطفال السعوديين يعانون من الإصابة بالربو الشعبي، مرجعا السبب إلى سوء إدارة وعلاج حالاته لدى الأطفال، الأمر الذي ينعكس سلبا على نشاطهم اليومي.

في حين طالب الدكتور سراج عمر ولي استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم بضرورة زيادة الوعي لدى الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية بشكل خاص، بهدف السيطرة على أعراض المرض من خلال التحكم في العوامل المؤدية إلى تكرار نوباته ومضاعفاته المزمنة على المدى الطويل.

وأشار الدكتور ولي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى انتشار مرض الربو الشعبي في مختلف أنحاء العالم لا سيما في المجتمعات العربية، إذ تصل نسبة المرض فيها إلى 20% خصوصا لدى الأطفال والمراهقين.

وأضاف استشاري الأمراض الصدرية «تتسبب بعض المهيجات والعوامل في نوبات الربو الحادة، التي تستدعي في كثير من الأحيان تقديم العناية الطبية الطارئة في المستشفى، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور التحصيل الدراسي لديهم، إضافة إلى زيادة كلفة العلاج بشكل كبير، واضطراب الحياة الاجتماعية».

واستطرد الدكتور ولي «كما يعاني نحو 40% من المصابين بالربو من الاستيقاظ المتكرر في الليل بسبب الأعراض نفسها لتناول موسعات الشعب الهوائية سريعة المفعول، ما يتسبب في اضطرابات النوم، وأعراض زيادة النعاس أثناء النهار، وهو أحد العوامل التي تسبب تأخر النمو البدني والعقلي لدى الأطفال».

وأكد ولي أن الربو الشعبي يعتبر مشكلة لا تزال منتشرة، ومرضا لا يتم التحكم في أعراضه بشكل تام إلا بنسبة لا تتجاوز الـ10%، كما تشير بعض الدراسات الطبية إلى زيادة نسبة الوفيات ضمن الأفراد المصابين بمرض الربو إلى 29%.

ومن المقرر أن تعقد الجمعية العلمية السعودية للطب الباطني، بالتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز وجمعية طب الأطفال بالسعودية، ومجموعة طب الرئة للأطفال، مؤتمرا يناقش «مستجدات مرض الربو الشعبي».

وينعقد المؤتمر للمرة الأولى في دولة عربية بعد أن كان يعقد في الكثير من دول العالم منها تايلاند وفرنسا، التي أُقيم فيها مؤخرا، الأمر الذي يعد إنجازا يتيح الفرصة أمام عدد واسع من الأطباء والعلماء في السعودية لحضوره والوقوف على أحدث ما توصل إليه العلم في مجال علاج الربو الشعبي لدى الأطفال من خلال تبادل الخبرات.

وعلق الدكتور ولي على أهمية هذا المؤتمر العالمي الذي سيعقد تحت رعاية محافظ جده لمدة ثلاثة أيام في بارك حياة جدة الفترة بين 12 إلى 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، واصفا هو بالحدث المميز في المنطقة العربية، إذ تستضيفه لأول مرة مدينة جدة بعد انعقاده على المستوى العالمي، إلى جانب استضافته أهم ثمانية رموز عالمية طبية في أمراض الحساسية والربو الشعبي من دول أميركا الشمالية والجنوبية، وأوروبا وأستراليا وغيرها لتقديم 15 ورقة عمل.

من جهته بين مسعود الجعفري رئيس شركة «جلاكسو سميث كلاين» الجهة الداعمة للمؤتمر أنهم عادة ما يدعمون مبادرات التعليم الطبي المستمر حول العالم وفي المملكة عن طريق التعاون المباشر مع الجهات المتخصصة والمعنية في هذا المجال، استشعارا بدورهم في المسؤولية الاجتماعية كما أن هذا الدعم في المجال له عظيم الأثر على تحسين الأداء الطبي في صحة المرضى.