ورد الطائف يسجل زيادات سنوية في الزراعة والإنتاج

أصبح أكثر شهرة وزادت قيمته بعد المهرجانات

257 مليون وردة يتم التعامل معها في مصانع متخصصة في الطائف («الشرق الأوسط»)
TT

أكد المهندس حمود الطويرقي مدير فرع وزارة الزراعة بالطائف تسجيل زيادات سنوية مطردة في مزارع الورد الطائفي، جراء الدعم والاهتمام الذي حظي به هذا المنتج خلال السنوات القليلة الماضية.

وأوضح الطويرقي لـ«لشرق الأوسط» أن الإحصاءات الأخيرة لمزارع الورد ومصانع إنتاج دهن الورد قدرت عدد المزارع بـ850 مزرعة تمتد على مساحة 1870 دونما، في حين بلغ عدد شجيرات الورد 875768 شجيرة أنتجت 25.7 مليون وردة خلال عام 1433، بينما بلغ عدد المصانع 36 مصنعا.

وعما تقوم به المديرية لدعم مزارعي الورد الطائفي قال مدير زراعة الطائف إن قسم الإرشاد الزراعي بالمديرية يتولى توعية المزارعين وتعريفهم بمواعيد زراعة الورد الطائفي وطرق الزارعة وأوقات إضافة الأسمدة وأهمية استخدام طرق الري الحديثة في الري لما لها فائدة في تقليل كمية المياه المستخدمة في الري، فضلا عن أساليب مكافحة الآفات والأمراض التي تصيب الورد والعمل بما يساعد في أن يكون المنتج ذا قيمة وجودة.

وذكر المهندس الطويرقي أن محافظة الطائف نظرا لموقعها المميز تشتهر بكثير من الزراعات، ومنها زراعة الورد الطائفي ذي الجودة العالية في إنتاج دهن الورد وماء الورد وكثير من المنتجات الأخرى، مضيفا أن الورد الطائفي أصبح أكثر شهرة في السنوات الأخيرة الماضية، وزادت قيمته، بعد ما لاقى الاهتمام والدعم عبر تنظيم مهرجان الورد الطائفي كل عام في موعد قطافه.

ويرى عايش الطلحي صاحب مصنع ومزرعة ورد أن العائد الاقتصادي الجيد والمغري للورد جذب كثيرا من المزارعين لزراعة هذا المنتج والاهتمام به، مضيفا أن التوعية من فرع الزراعة والمهرجانات السنوية وتسليط الضوء على الورد الطائفي أغرى كثيرا من المزارعين في الهدا والشفا باستغلال المساحات الزراعية لزراعة الورد، وكذلك انتهج بعض مستثمري الوحدات السكنية السياحية بإضافة تلك الوحدات على أطراف مزارع الورد لزيادة الطلب عليها من قبل السياح والمصطافين. واستبعد الطلحي أن تتأثر زراعة البرشومي أو الرمان أو العنب بالاهتمام بالورد، لأن تلك المنتجات موجودة في المحافظة وتكون في مساحات زراعية جبلية أي ليست مثل الورد تتطلب مساحات كبيرة.

ويضيف عبد الله النمري صاحب مصنع ومزرعة ومتخخص أكاديمي في أبحاث الورد أن دراسات أجراها مؤخرا قدرت بأن 65 في المائة من مزارع الورد في الهدا تحولت إلى منتجعات سياحية، بيد أن الدراسات أظهرت خصوبة مواقع أخرى في المحافظة كالشفا، وميسان جنوب المحافظة، مضيفا: «زاد الإنتاج أربعة أضعاف عن السابق، مما ينبئ بموسم ممتاز للورد ومنتجاته المختلفة، وبلغت نسبة الزيادة في المزارع الجديدة 25 في المائة». وسجلت المحافظة للمرة الأولى منذ سنوات عدة انقطاع دهن الورد من أسواقها، مما يدل على زيادة الطلب، في حين من المتوقع أن يعاود الظهور من جديد في موسم الحصاد بعد شهرين من الآن.

ودعا عبد الله النمري لتنظيم مؤتمر دولي زراعي لاستقطاب الخبرات العالمية، بالتزامن مع انطلاق مهرجان الورد، بهدف الاستفادة من الخبرات لدول متقدمة في زيادة الإنتاج والطرق الحديثة في الري والاستخلاص للعطور وماء الورد.

من جهته أكد محمد سعد الحارثي، مالك مصنع ومزرعة للورد في ميسان بالحارث (150 كيلومترا جنوب الطائف) سهولة استزراع الورد بشكل عام، إذا جرى تجاوز العقبات التي تقف أمامه مثل: نقص المياه والمساحات الكبيرة وقلة العمالة وخصوصا في وقت الحصاد، إضافة إلى عدم وجود جمعية تلم شمل مزارعي الورد.

وزاد بالقول إن المعامل المرخصة في الطائف قليلة، مما يوجد غشا تجاريا كبيرا ويضر بالمنتج وبسمعته السوقية، مطالبا بإنشاء مختبرات للجودة على منتجات الورد حتى لا يخرج للسوق إلا المنتج النقي والمضمون.