فرق تطوعية تستعد للأمطار بخلاصة تجاربها في كارثتي جدة

على خلفية الغموض الذي يكتنف خطط مواجهة السيول

العديد من الملاحظات رصدها المتطوعون لتفادي الوقوع فيها مجددا حال حدوث طارئ جديد («الشرق الأوسط»)
TT

بعيدا عن استعدادات الجهة الحكومية بمشاريعها لمواجهة الأمطار والسيول على الرغم من غياب التجارب الفرضية لتلك المشاريع، وتفاديا لتكرار الكارثة بنسختها الثالثة، بدأ شباب مدينة جدة المتطوعين منذ وقت مبكر في وضع أجندة أعمالهم بعد أن أثبتوا نجاحهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال الكارثتين الأولى والثانية.

هذه المرة، اتسعت دائرة التطوع في مدينة جدة لتصل إلى الشباب في بيوتهم عبر «هاشتاغ» تم تخصيصه على موقع «تويتر» ليحمل جميع الإرشادات الخاصة بطريقة التصرف السليم مع الكوارث، والذي لاقى تفاعلا كبيرا من قبل فئة الشباب ذكورا وإناثا.

رياض الزهراني، مؤسس الحملة الشعبية لإنقاذ جدة عام 2009، أفاد بأن تلك الخطوة تهدف إلى رفع الوعي بين المجتمع وتهيئته مبكرا للتعامل مع أي كارثة قد يحدثها موسم الأمطار في مدينتهم «عروس البحر الأحمر».

وقال رياض الزهراني في حديث لـ«الشرق الأوسط»: « نحاول قدر المستطاع إيصال رسائل تحقق الاستفادة المشتركة بين المتطوعين، والتي لا تعد نصائح بقدر ما هي جزء من الإرشادات لإطلاع الآخرين على الوضع الذي يجب العمل فيه أثناء الكارثة».

ولفت إلى وجود غموض من قبل الجهات الحكومية، خصوصا أن تلك الجهات لم توضح خططها الفعلية التي تستعد بها لمواجهة أخطار السيول، مستدركا: «قامت إمارة منطقة مكة المكرمة بإنتاج مقطع موجود على موقع (يوتيوب) تشرح فيه المشاريع الـ14 لتصريف مياه الأمطار في محافظة جدة، وهو ما يعتبر عمل جيد للجميع».

وأشار الزهراني الذي بات يشارك يوميا عبر موقع «تويتر» في سرد أهم الإرشادات للمتطوعين، إلى أهمية الوعي الأسري بالجانب التطوعي؛ حيث يسعى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لتوضيح كيفية توفر الحس المهني والإنساني في الفرق التطوعية، شريطة تحقيق التكامل بين الجهات الحكومية قدر المستطاع.

وأضاف: «لاحظنا خلال الكارثتين الأولى والثانية تدخل بعض المتطوعين في أعمال تخصصية كمحاولتهم فصل التيار الكهربائي دون أن تكون لديهم الخبرة في التعامل مع مثل تلك المواقف، إلى جانب روح الاندفاع التي تجعلهم يتصرفون من دون تنسيق مع الجهات الأمنية في الدخول إلى مواقع بعيدة في أوقات متأخرة».

ولفت إلى أن أجندة الأعمال التي وضعها المتطوعون عبر هذا الـ«هاشتاغ» تركز على تلافي الأخطاء التي تم الوقوع فيها خلال كارثتي جدة الماضيتين، مبينا أنه منذ عام 2009 وحتى الآن تم تخريج نحو 60 شابا وشابة من ثلاث جمعيات خيرية أخضعتهم لبرنامج مدة شهرين يحمل اسم «قادة العمل التطوعي»، الأمر الذي يبعث على التفاؤل.

واستطرد مؤسس الحملة الشعبية لإنقاذ جدة في القول «على الرغم من الاحتمال القائم لاحتمالية هطول أمطار على المنطقة، إلا أن مخاوفنا أقل بكثير من السابق في ظل استعداداتنا كمتطوعين، عدا عن المشاريع الحكومية التي نأمل أن تثبت جدواها».

طرق التواصل بين المتطوعين لا تتعدى الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي في حال حدوث كارثة ثالثة، إلا أن ما يزيد من فاعليتها هو الاجتماعات المستمرة مع الجهات الخدمية المعنية كالمجالس البلدية وغيرها، وذلك من أجل توزيع الأدوار بشكل أفضل فيما بينهم وتنسيق الجهود والوصول إلى خطط تجمع مشاركة جميع الأطراف.

وهنا، يعلق رياض الزهراني بالقول: «كل فريق تطوعي قائم بذاته، غير أننا نحاول عن طريق تلك الاجتماعات التنسيق فيما بيننا ومساندة الجمعيات الخيرية ذات العلاقة والجهات الحكومية المعنية بمشاريع تصريف السيول ومياه الأمطار».

على صعيد آخر، تحتفي العاصمة الرياض خلال الأيام القليلة المقبلة، بمبدعي التصوير الفوتوغرافي في السعودية، وذلك ضمن فعاليات «ملتقى ألوان السعودية»، وهو أول ملتقى وطني يعنى بالتصوير الفوتوغرافي، يحتضنه مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات. ويتضمن الملتقى الذي سيقام في 25 نوفمبر(تشرين الثاني) الحالي برعاية الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه، الكثير من الأنشطة وورش العمل والتطبيقات الميدانية وحلقات النقاش بجانب معرض الصور التي تتمحور بشكل رئيسي حول السياحة السعودية على وجه التحديد.