الجاسر: سنوقف بث القناة فضائيا إذا ثبت تورطها في وفاة المعلم

مرغلاني: «الصحة« كشفت عن زيف الهاشمي و «الشرق الأوسط» كانت سباقة في تعريته قبل سنوات

تلقى الخلطات الشعبية من المستحضرات العشبية رواجا بين المرضى الباحثين عن بارقة أمل في الشفاء من أمراضهم المستعصية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الدكتور عبد الله الجاسر، نائب وزير الثقافة والإعلام، لـ«الشرق الأوسط» عن اعتزام وزارته إيقاف القناة الفضائية، التي تسببت في وفاة معلم، إذا تبث تورطها في ذلك، وأرجع الجاسر موعد البت في قضية الإيقاف بعد أن تخلص اللجنة المكلفة بالتحقيق في الموضوع، مؤكدا أن التحقيق في قضية القناة يخضع للوائح والأنظمة المعمول بها في البث السمعي والبصري بالبلاد.

وأوضح الجاسر، أن أي جهة إعلامية مخالفة سينالها العقاب الرادع، مؤكدا أنه سيكون في المستقبل القريب هيئة للإعلام المرئي والمسموع، والتي ستتولى مسؤولية البث السمعي والبصري لجميع المحطات الحكومية والأهلية بالمملكة، لافتا إلى أنه لن يكون للهيئة أي علاقة مع وزارة الثقافة والإعلام وسيتولى وزير رئاسة مجلس إدارتها.

من جهته، أوضح الدكتور خالد مرغلاني، المتحدث الرسمي بوزارة الصحة عبر اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن وزارته كشفت عن زيف صاحب القناة، وحذرت في مرات كثيرة منها، موضحا أن القناة تعمدت الترويج لخلطات عشبية، وادعاءها القدرة على علاج الكثير من الأمراض المستعصي، لافتا إلى أن انسياق المشاهدين للقناة ينبع من سعيهم وراء البحث عن مخرج لأمراضهم، واصفا ذلك الأمر بالركض خلف الأوهام.

وأضاف: «إن صاحب القناة (الهاشمي) ادعى أنه يحمل شهادة طبية صادرة من الولايات المتحدة الأميركية، واتضح بعد بحث الوزارة مع السفارة الأميركية والتواصل مع الجهات المعنية في أميركا كذبه وافتراؤه، ثم عاد واعترف بأنه ليس لديه شهادة من الولايات المتحدة، ولكنه ادعى أنه يحمل شهادة من إحدى الجامعات العربية».

وأشار مرغلاني إلى أن صاحب القناة صدرت فيه توجيهات عليا بمنعه من دخول الأراضي السعودي، مشيرا إلى أن وزارة الصحة السعودية ما زالت تجدد تحذيرها من قناة «الحقيقة» الفضائية المروجة للأعشاب وعلاج المصابين بالسحر والعين وتبث برامجها من إحدى الدول الخليجية، ووصفت صاحب القناة بـ«الدجال»، بسبب وصفة علاج عشبية في وفاة معلم الجبيل (شرق السعودية).

وأوضح مرغلاني أن وزارة الصحة قامت بدور كبير في محاربة مثل هذه القنوات الفضائية وأطلقت تحذيراتها ونصائحها حول التعامل معها، وكذلك وسائل الإعلام والصحف «الشرق الأوسط» التي تميزت في تعرية هذا الرجل الذي يدعي أنه طبيب، والتي قامت بدورها بنشر صفحات كاملة تكذب هذه القناة وصاحبها وتحذر منها.

وزاد: «المواطن الآن أصبح فطنا وحريصا ويعرف زيف وافتراءات مثل هذه القنوات، لكن بعض المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة ويعتقدون أنه ليس لهم علاج، يسيرون خلف هؤلاء على الرغم من معرفتهم بخطأ ومخاطر ما يفعلونه، لذلك تحذر الوزارة من وقت لآخر من مثل هذه القنوات الفضائية، وتشدد على ضرورة البعد عنها وعدم التعامل معها وعلاجاتها العشبية».

وكان المعلم المصري الجنسية قد توفي في محافظة الجبيل الصناعية جراء تناوله وصفه أعشاب لعلاج السمنة والكبد تلقاها من إحدى القنوات الفضائية بعد تواصله معها بمبلغ 1500 ريال.