حالة استنفار تعيشها المدن السعودية مع هطول الأمطار اليوم

وسط إنجاز 16 مليون ساعة عمل لحلول سيول جدة

TT

تعيش اليوم المدن السعودية في الوسطى والغربية حالة من الاستنفار، بعد توقعات أطلقتها الرئاسة العامة للأرصاد بهطول أمطار متوسطة اليوم السبت على منطقة الرياض، فيما نبه الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة إلى جريان سيول جارفة في أودية كل من رابغ والكامل والأبواء ومستورة، بعد هطول أمطار متوسطة أمس على محافظة جدة.

وأكد العقيد سعيد سرحان، لـ«الشرق الأوسط»، عدم ورود أي بلاغ عن أي احتجازات حتى موعد صياغة الخبر، وقال إنه «نظرا لتشبع الأودية بالمياه فإن سرعة انتقال السيول والسيول المنقولة ستكون أسرع مما حدث في الأيام القليلة الماضية». وأضاف أن المديرية العامة للدفاع المدني تهيب بالجميع توخي الحذر وعدم قطع الوديان مهما كانت نسبت المياه فيها، والابتعاد عن السدود والمستنقعات المائية، ومتابعة ما يصدر من توجيهات وإرشادات من قبل الدفاع المدني.

إلى ذلك، أعلنت إدارة مشروع مياه الأمطار وتصريف مياه السيول في محافظة جدة الانتهاء من الأعمال الرئيسية في مشاريع الحلول الدائمة، وإنجاز 80 في المائة من أعمال بناء أربعة سدود و85 في المائة من توسعة مجرى السيل الشرقي، إضافة إلى 27 في المائة من قناة المطار الجديدة، مستعينة في ذلك بنحو 13.3 ألف عامل أنجزوا نحو 16 مليون ساعة عمل باستخدام 2.800 آلية.

وأوضح المهندس أحمد عبد العزيز السليم، مدير عام المشروع، أن أعمال التنفيذ حتى يوم أمس، وهو اليوم الـ240 منذ توقيع العقود، تسير بشكل ممتاز، ومتواصلة على مدار الـ24 ساعة. وأضاف «تشمل المشاريع تنفيذ ثمانية مشاريع، هي إنشاء خمسة سدود وملحقاتها من سدود رادفة، ومفيض للسدود، وقنوات تصريف وطرق، وهي سد وادي غيا، وسد أم حبلين، وسد وادي دغبج، وسد وادي بريمان، وسد وادي غليل، إضافة إلى توسعة مجاري تصريف مياه الأمطار الحالية وهي الشمالية، والجنوبية، والشرقية، وإنشاء قناة جديدة لتصريف مياه الأمطار بمحاذاة مطار الملك عبد العزيز الدولي».

وأفصح المهندس السليم عن أن الأعمال الميدانية شملت الانتهاء من الأعمال الإنشائية في مجرى السيل الشمالي وسد وادي غليل ومجرى السيل الجنوبي باستثناء جسر مكة الذي تم الانتهاء من الأعمال الخرسانية الرئيسية به ومن المتوقع أن يتم افتتاحه في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة، وبلغت نسبة الإنجاز في مجاري السيول الثلاثة 89 في المائة، ويجري الآن تنفيذ الأعمال الخرسانية الرئيسية في مجرى السيل الشرقي. وأضاف «العمل في السدود الأربعة المتبقية مستمر، وجار إنجازها وفق خطة العمل، حيث تم الانتهاء من بناء أجسام السدود بالحجارة الصخرية وهي الآن في طور الأعمال الخرسانية النهائية لواجهة السدود، وبلغت نسبة الإنجاز 80 في المائة، وجار إنجاز قناة المطار وبنسبة 27 في المائة حسب خطة العمل، حيث سيتم الانتهاء من الأعمال فيها أواخر السنة القادمة». وبين مدير عام مشروع مياه الأمطار وتصريف مياه السيول أن خطة تنفيذ المشاريع أساسها فتح نقاط عمل في 190 موقعا، حيث بلغ عدد العاملين فيها 13.300 عامل يستخدمون 2800 معدة وآلية ثقيلة، أنجزوا أكثر من 16 مليون ساعة عمل، مشيرا إلى أنه ولإمداد المشروع بالخرسانة تمت إعادة فحص وتقييم المصانع الخرسانية بجدة ورفع عددها من 4 إلى 21 مصنعا مرخصا ومُعتمدا للتوريد بطاقة 21 ألف متر مكعب يوميا، كما جرى لإمداد المشروع بالإسفلت اللازم زيادة المصانع المعتمدة للتوريد من مصنع واحد إلى ثلاثة مصانع وبطاقة إنتاجية من 4000 إلى 7500 طن يوميا.

ووصف المهندس أحمد السليم المشاريع الدائمة لتصريف مياه السيول والأمطار بجدة بأنها من المشاريع الضخمة على المستوى العالمي قياسا بحجم العمليات الإنشائية الجاري تنفيذها، حيث بلغت كمية الحفر 8.7 مليون متر مكعب، فيما تجاوزت كمية الصخور المستخدمة لردم السدود مليوني متر مكعب، وكمية الخرسانة المسلحة المستخدمة 750 ألف متر مكعب، و46 ألف طن من حديد التسليح، وتجاوزت كمية عمليات الردم 1.60 مليون متر مكعب، وتم استخدام أنابيب بطول 58 كيلو مترا. وبين مدير عام مشروع السيول أن تنفيذ المشروع يشرف عليه 300 مهندس ومشرف لضمان سير العمل والجودة والسلامة، حيث تم تنفيذ أكثر من 37 ألف طلب فحص جودة من المقاولين بمعدل نسبة قبول 94.4 في المائة، فيما بلغ عدد الاختبارات الميدانية التي تمت معاينتها 120 ألف فحص اختبار للجودة.