معوقات اقتصادية وتعليمية تقلص الموهبة والإبداع لدى الأطفال

استشارية تربوية: الطفل المبدع غير محب للروتين ومتجدد دائما

TT

أوضحت الدكتورة غادة منصوري الاستشارية التربوية أن تدني المستوى الاقتصادي والتعليمي لدى أرباب الأسر أدى إلى عدم اكتشاف المواهب والإبداعات لدى الأطفال مقابل وجود معوقات يواجهها الطفل في المدرسة تتمثل في عدم وجود كوادر مختصة في اكتشاف الموهبة وقصور المناهج والإمكانات المادية.

وقالت منصوري خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»: هناك علاقة غير مباشرة بين الإبداع أو الموهبة، والعنف أو الانطواء نتجت للمعوقات التي تواجه الأطفال والمراهقين الموهوبين منعت خروج موهبتهم أو إبداعاتهم مما تسبب في مشكلات سلوكية وانفعالية عبروا عنها بالعنف ضد الآخرين. وحذرت الدكتورة غادة منصوري من الخلط بين الإبداع والموهبة، مبينة أن «الطفل الموهوب هو من يمتلك استعدادا فطريا، أو قدرة غير عادية، أو أداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع، وخاصة في مجال التفوق العقلي والتفكير الابتكاري، وغيرها من المجالات التي تحتاج إلى رعاية تعليمية خاصة، لا تستطيع المدرسة أن تقدمها له في منهج الدراسة العادية، أما الطفل المبدع فهو من يرى الأشياء التي يراها الآخرون، ولكنه يفكر فيها بطريقة مختلفة، ويستطيع إنتاج أفكار جديدة خارجة عن المألوف».

وذهبت بالقول إلى أن «أهم ما يميز الطفل المبدع أنه يبحث عن طرق وحلول بديلة، وغير محب للروتين، متجدد دائما، ولا يكتفي بحل واحد، إلى جانب التصميم والإرادة القوية التي يملكها والأهداف الواضحة، التي تجعله لا يكترث بتعليقات الآخرين السلبية، وعلى الرغم من أن الإبداع من الممكن تعليمه داخل أو خارج المدرسة من خلال برامج أو مناهج، فإن الموهبة استعداد فطري، لا يمكن إيجاده بالتعليم».

وأوضحت أن «الطفل الموهوب، يحتاج إلى برامج تعليمية خاصة لإشباع حاجاته التعليمية والاجتماعية والانفعالية، ولأنه يمتلك موهبة أصبح من الضروري تقديم برامج مختلفة ومتميزة لرعاية نموه وتطوره وتقدمه فيها»، مشيرة إلى «وجود عدة اختبارات تكشف وجود الموهبة لدى الطفل والتي منها: الاستعداد العقلي والأكاديمي، فنون، إنتاجية إبداعية».

ولفتت إلى المسؤولية التي تقع على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع والتي تتمثل في رعاية الموهوبين والمبدعين، وتوفير المقومات التي تدعم بروز وتنمية المواهب والإبداعات، وتوفير الاحتياجات الأزمة لتطويرها، وتنميتها.

وبينت أن الطفل الموهوب تظهر عليه العلامات من سن مبكرة 3 إلى 5 أعوام، مشددة على ضرورة اختيار الروضة المناسبة التي تنمي خبرات الطفل، والبحث عن برامج لإثراء خبرات أبنائهم خارج المنزل من رحلات وبرامج مختصة لتنمية الإبداع أو الموهبة.

وأشارت منصوري إلى «ضرورة توفير الألعاب في المنزل التي تشجع الاكتشاف واستخدام لغة سليمة، والإجابة على أسئلة الطفل والاهتمام بالأمور الصحية والاستقلالية في ترتيب أغراضه الشخصية وألعابه، إلى جانب الاستعانة بالمختصين، لتقديم الاستشارة التربوية المناسبة، ومطالبة وزارة التربية والتعليم بتقديم المزيد من الجهد، لتدريب وإعداد المعلم المرشد، الذي يستطيع اكتشاف إبداعات ومواهب طلابه، ورعايتهم منذ نعومة أظافرهم، وتقديم المزيد من البرامج لتوعية وتثقيف أولياء الأمور».

ونوهت الاستشارية التربوية إلى التوصيات التي خلص المؤتمر العلمي العربي التاسع لرعاية الموهوبين والمتفوقين الأردن مؤخرا من أهمها إعداد خطة استراتيجية عربية تساهم في صناعة الموهبة والإبداع، وإنشاء محطات فضائية عربية خاصة لرعاية الموهوبين والمبدعين من الشباب العربي وإظهار مواهبهم، وعرض أساليب حديثة للموهبة والإبداع منبثقة عن تجارب واقعية، واستحداث جائزة لأفضل ورقة عمل، أو بحث في الموهبة والإبداع، تكون حافزا تشجيعيا للتنافس.