«ملتقى أكاديمي» يتهم قطاع الأعمال بإهمال منسوبيه عن التدريب الجامعي

الاستمرار في الوظيفة الهاجس الأكبر لدى الموظفات الجدد

إحدى الموظفات السعوديات أثناء عملها في الاتصال
TT

اتهم ملتقى أكاديمي القطاع الحكومي والخاص بعدم فعالية ساعات التدريب المخصصة لخرّيجات الجامعات والتي يتم توزيعها خلال فترة التطبيق داخل المنشآت بحسب متطلبات كل تخصص، مؤكدا الصعوبة في الحصول على تدريبهن وعدم ثقة قطاع الأعمال من مدى قدرتها على العمل وانشغال منسوبيه عن التدريب.

وقالت الدكتورة ليلى الشرقي وكيلة عمادة شؤون الطلاب للخريجات في جامعة الملك عبد العزيز في جدة لـ«الشرق الأوسط» أن بعض قطاعات الأعمال توافق على «مضض»، غير أن ساعات تدريب الخريجات في تلك القطاعات لا تتجاوز أعمال سكرتارية بسيطة، الأمر الذي يحول دون تحقيق الاستفادة الكبرى لهن، مشيرة إلى «وجود مشرفات على كل مجموعة متدربة، واللاتي يقمن بالتواصل مع القطاعات والتأكد من تطبيق كافة متطلبات التدريب لكل خريجة».

ولكنها استدركت قائلة: «قد يكون هناك ضعف في تحقيق تلك المتطلبات، خصوصا أن كثيرا من الشركات لا تعمل على الهدف الأساسي من التدريب لأسباب متعددة قد تتضمن سرية طبيعة العمل في الشركة أو نحوه، وهو ما يسبب انحرافا في مسار التدريب إلى وضع مختلف».

ونوهت الشرقي أن الخريجة تواجه صعوبة كبيرة في الحصول على التدريب، نتيجة عدم ثقة قطاع الأعمال من مدى قدرتها على العمل، أو انشغال منسوبيه تماما عن تدريب الخريجات بشكل صحيح.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد على هامش فعاليات ملتقى «مهارات» التدريبي الذي انطلق أمس بتنظيم من عمادة شؤون الطلاب للخريجات في جامعة الملك عبد العزيز بجدة كي يستمر على مدار ثلاثة أيام متواصلة في مركز الملك فيصل للمؤتمرات بالجامعة.

ويهدف الملتقى الذي يشهد مشاركة صندوقي تنمية الموارد البشرية والمئوية، إلى المساهمة في رفع مستوى الكفاءة المهنية لدى خريجات الجامعة، وتعزيز مفاهيم وسلوكيات العمل الإيجابية وتعميق الوعي بمفاهيم البيئة المهنية والقيم المتصلة بأخلاقيات العمل، إضافة إلى نشر وتعزيز ثقافة التطوير الذاتي والمهني.

وتتضمن مجالات التدريب في هذا الملتقى، التأهيل للحصول على وظيفة مناسبة، والمهارات الشخصية والعمل الاحترافي وأخلاقياته، إضافة إلى القيادة والإبداع، حيث يشهد ملتقى «مهارات» كثيرا من الدورات التدريبية المنعقدة على هامشه.

وبالعودة إلى وكيلة عمادة شؤون الطلاب للخريجات، ذكرت إلى أن احتياجات سوق العمل تتمثل في امتلاك الخريجة لمهارات التكيف مع البيئات المختلفة والتكيف فيها والانضباط، إلى جانب التواصل والتعامل مع الآخرين، فضلا عن المهارات الأساسية المتضمنة إجادة اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي.

وبينت أن عدم الاستمرارية في عمل معين يعد الهاجس الأكبر لدى معظم خريجات الجامعة، والمرتبط بأسباب مختلفة من ضمنها إيجاد فرص وظيفية أفضل أو انعدام توافقها مع بيئة العمل أو احتياج القطاع لمهارات أكبر من تلك المتوفرة في الخريجة.

واستطردت الشرقي: «ثمة مشكلة أخرى تواجهها الخريجات والمتمثلة في زيادة أعدادهن على مستوى التخصصات المختلفة مقارنة بعدد الوظائف المتوفرة».

وأبانت بأن جامعة الملك عبد العزيز تسعى إلى توجيه الخريجات نحو الالتحاق ببرامج تدريبية والحصول على دبلومات في مجالات مختلفة عن تخصصاتهن، وبالتالي إتاحة فرص شغلهن لوظائف متعددة، مضيفة: «نحاول التواصل بشكل مباشر مع كافة القطاعات لبناء علاقة قوية وتزويدهم ببيانات الخريجات في ظل دعم الجهات المعنية لتوظيف الفتيات وفق الاحتياجات الفعلية لسوق العمل».

وفي سياق متصل، تنظم اليوم عمادة شؤون الطلاب لأنشطة الطالبات برنامج «لقاء المتميزات» الذي يهدف إلى فهم النفس بصورة عميقة والتواصل مع الآخرين بفاعلية، ومعرفة الفروق الفردية الطبيعية بين الناس والتعامل معها بإيجابية، والتخاطب بما يتناسب مع أنماطهم الشخصية.

ويتمثل جدول البرنامج في الجزء الأول من دورة الأنماط الشخصية التي تعقد اليوم، في حين يشهد يوم الثلاثاء المقبل دورة الابتعاد عن الجدل، بينما ينعقد الجزء الثاني من دورة الأنماط الشخصية يوم السبت المقبل.