الأخطاء الطبية تحت مجهر الممارسين الصحيين السعوديين

ضمن أعمال المؤتمر السنوي السادس للممارسة الصحية المبنية على البراهين

الأخطاء الطبية تشكل 50 في المائة من الأخطاء التشخيصية في أقسام طب الطوارئ بالولايات المتحدة الأميركية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف عدد من المتحدثين الدوليين في المؤتمر الطبي الذي يعقد هذه الأيام بالعاصمة السعودية الرياض عن حجم الأخطاء الطبية التي تقع في عدد من المراكز الطبية المتقدمة بالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، مقدرين حكم تلك الأخطاء الطبية بـ50 في المائة، مؤكدين على كون معظم تلك الحالات تحدث في أقسام طب الطوارئ، ومرجعين تعددها لغياب التشخيص الطبي المستند على البراهين العلمية الصحيحة.

وأوضح البروفسور بات كروسكري، أستاذ طب الطوارئ في جامعة دالاهوسي بكندا، أن 50 في المائة من الأخطاء التشخيصية تحدث في أقسام طب الطوارئ بالولايات المتحدة الأميركية، موضحا أن الطب العائلي في بريطانيا يعاني كذلك من أخطاء طبية تصل إلى 67 في المائة من مجمل الحالات.

وشدد كروسكري على أن 47 في المائة من حالات الوفاة كان يمكن تفاديها بالتشخيص الصحيح في أميركا الشمالية، معتبرا أن الأمر مردود في أغلب الحالات إلى عدم تشكل الإدراك البرهاني الكافي لدى عدد لا يستهان به من الأطباء والممارسين الصحيين الآخرين. وزاد: «يمكن للقرار الطبي المبني على البراهين أن يقلل نسب حدوث هذا عبر الاستناد إلى القيم الكشفية والسريرية للمريض وليس الاستناد إلى الدليل الطبي وحده، وأن هذا بمنح الوقت الكافي للكشف الأولي في بعض الحالات قبل التسرع في رصد التشخيص».

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي السادس للممارسين الصحيين، يوم أمس، الذي ينظمه المركز الوطني الخليجي للممارسة الصحية المبنية على البراهين بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، تحت شعار «اتخاذ القرار الصحي المبني على البراهين»، بفندق «الرياض ماريوت»، وتستمر فعالياته إلى الـ27 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وفي ذات السياق أشار البروفسور جون لافيس إلى رصد 8 آلاف حالة خطأ طبي في هولندا عام 2004، عازيا مثل هذا الرقم الكبير إلى طريقة تفكير الطبيب، وأنها قد تقوده إلى أقصر الطرق للشفاء أو أبعدها عنه، مؤكدا في ذات الصدد أن منح التشخيص الوقت الكافي هو إحدى أبرز الوسائل للاستناد إلى برهان طبي يساعد في تعزيز فرص الشفاء.

من جانبه أوضح الدكتور عبد المجيد العبد الكريم وكيل الجامعة للدراسات العليا والشؤون الأكاديمية بجامعة العلوم الصحية أن الممارسة الصحية المبرهنة ضرورة علمية بسبب التزايد في كمية المعلومات، ووجوب الاستناد إلى أقواها برهانا من ناحية علمية. مشيرا إلى الحداثة النسبية لهذا العلم الذي انطلقت بواكير دلالاته قبل عقدين من الزمن في كندا.