برنامج «أتألق» يعزز ثقافة التعلم بالتجربة عبر تدريب 400 طالب وطالبة أسبوعيا

يهدف إلى التحول لمجتمع قائم على المعرفة

TT

يخوض طلاب وطالبات المدارس المطورة في المنطقة الشرقية، يوم الأربعاء من كل أسبوع مزيجا من التجارب العملية التي يقومون بها من خلال برنامج «أتألق» الذي أطلقته «أرامكو» السعودية بالتعاون مع شركة «تطوير» للخدمات التعليمية ووزارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية. وبدأ البرنامج في 6 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويهدف البرنامج الذي زار حتى الآن 18 مدرسة للبنين والبنات في الدمام والخبر، ودرب ما يقرب من 1700 طالب وطالبة، إلى المساهمة في تحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع قائم على المعرفة، والتركيز على التعليم بالمبادئ التعليمية الحديثة، وتقديم المهارات الإبداعية لطلاب وطالبات المدارس، ومساعدتهم أيضا على بناء شخصياتهم واختيار تخصصاتهم العلمية مستقبلا، إلى جانب إلهامهم نحو الإثراء والمعرفة.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال عبد الله الجويبر، المشرف على البرنامج في «أرامكو» السعودية: «إن برنامج (أتألق) يأتي في إطار مبادرة (أرامكو) السعودية لإثراء الشباب، حيث يستهدف هذا البرنامج المعرفي طلاب وطالبات المدارس في المملكة، وذلك بالتنسيق مع مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام». وأضاف: «البرنامج هو عبارة عن تواصل علمي مجتمعي، يتميز بقدرته على إيصال المعلومات بسهولة، ومزج المعرفة بالترفيه، ويستهدف البرنامج الفئة العمرية من عمر 14 وحتى 16 سنة».

يذكر أن آلية تنفيذ الدورات في البرنامج المعرفي، تعتمد على تقسيم فريق العمل إلى 4 مجموعات، وتقوم أربع سيارات مخصصة من البرنامج، بزيارة أربع مدارس في المنطقة الشرقية أسبوعيا، منها مدرستان للأولاد ومدرستان للبنات، وخلال هذه الزيارة تقام دورتان على فترتين زمنيتين مختلفتين، الفترة الأولى تبدأ نشاطها من الساعة السابعة حتى العاشرة صباحا، أما الفترة الثانية، فتبدأ من العاشرة والنصف صباحا حتى الثانية ظهرا.

وبحسب نورة الزامل، منسقة العلاقات والشراكات في مبادرة إثراء الشباب بـ«أرامكو» السعودية، فإن استراتيجية العمل في البرنامج، تقوم «على إلهام 200 طالب و200 طالبة في كل أسبوع، وتتكون حصيلتنا النهائية من 400 مستفيد من برنامجنا الذي نقوم من خلاله على تقديم خدماتنا في مدارس المنطقة الشرقية الخبر والدمام والأحساء والقطيف، وهذا يأتي في مراحل البرنامج الأولى، لكننا نطمح مستقبلا في زيارة جميع مدارس المملكة دون استثناء، من أجل أن يستفيد جميع طلاب وطالبات المملكة من قيمة المحتوى العلمي للبرنامج».

وزادت: «في كل مدرسة، نقوم بتطبيق اثنين من البرامج التي تم تحديدها مسبقا. وهي: شفرة الحياة، وطاقة للعالم، وجسور، والمدينة المثالية، ومدة تطبيق البرنامج في كل مدرسة هي أسبوع تبدأ من يوم السبت وتنتهي يوم الأربعاء».

وتحتوي كل مجموعة على 25 طالبا وطالبة بإجمالي 100 طالب من كل مدرسة خلال الأسبوع الواحد، ويتم ترشيح الطلاب من قبل إدارة المدرسة، على أن تتم مراعاة الفروق والاختبارات للطلاب. ويقوم فريق «أتألق» بالتواصل مع كل مدرسة لتحديد موعد لتقييم وضع المدرسة والفصول الدراسية والسلامة، للتأكد من جاهزيتها وتوفير احتياجات تطبيق البرنامج قبل تنفيذه. وتضيف الزامل: «يتم تحديد كل برنامج بلون وهوية محددة، ويتعرف كل طالب على مجموعته من خلال البطاقة الخاصة به والتي تحمل هوية البرنامج الذي تم إلحاقه به»، مؤكدة أنه يشترط الحصول على شهادة البرنامج حضور جميع أيام التدريب دون أي غياب إلا بعذر.

ومن بين الطالبات اللاتي انخرطن في البرنامج، طالبات من المدرسة الـ33 المتوسطة في الدمام للبنات، حيث طبقت في هذه المدرسة دورتان وهما المدينة المثالية، وطاقة للعالم وفي صف المدينة المثالية، وعبرت عدد من الطالبات اللاتي شاركن في برنامج «أتألق»، عن دور هذا البرنامج في تطوير مهاراتهن. وقالت شريفة طواهري: «تعلمت من خلال هذه الدورة ماذا يعني أن نعمل يدا بيد كفريق واحد»، في حين تقول منار الأسمري: «في المدينة المثالية تعلمنا كيف يمكن لنا أن نصنع مدينة خضراء، وكيف يتم بناء الروبوت وبرمجته وتزويده بالأوامر للانتقال من نقطة إلى أخرى للاستفادة منه في بناء مدينة صديقة للبيئة»، أما فضة العودة فتوصف الدورة أنها ساهمت في تقريبها للهندسة التي تفضل دراستها مستقبلا.

وتؤكد هبة الدوسري، مدربة دورة المدينة المثالية، أنها تقف مندهشة من حجم التألق والذكاء الذي تتميز به الطالبات، ومدى حرصهن على فهم أهداف الدورة. في حين تؤكد سارة الجبران، مساعدة مدربة، أنها تركز في الدورة على تعليم الطالبات تفعيل العمل الجماعي، وإعطائهن مزيد من حرية الحركة في الصف والسؤال، وهو ما عزز روح المبادرة لدى الطالبات.