سلطان بن سلمان: «ملتقى ألوان السعودية» نافذة للتعريف بجمال البلاد وتميزها

دبلوماسيون يطالبون بفتح باب المشاركة للمصورين من مختلف دول العالم

الأمير سلطان بن سلمان خلال تجواله في المعرض المصاحب (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

جزم الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن السعودية لا تحتاج إلى دعاية ولا تلميع صورة ولكن تحتاج إلى إبراز مقوماتها من خيرات وإنجازات بشرية واقتصادية وحضارية هائلة.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان خلال افتتاحه فعاليات أول ملتقى متخصص بالمصورين الفوتوغرافيين «ملتقى ألوان السعودية» أول من أمس في العاصمة الرياض بحضور وزير الثقافة والإعلام، أن المملكة تزخر بالمقومات والمواقع الرائعة والمميزة في تنوعها وجمالها مما يجعل «الصورة» وسيلة ناجحة وهامة لإبراز هذه المقومات الطبيعية والتراثية الفريدة التي قلما تتوفر بهذا التنوع في بلد مثل السعودية.

وطمأن الأمير سلطان بن سلمان في بداية كلمته في حفل الافتتاح الحضور على صحة خادم الحرمين الشريفين وقال بأنه يقضي الآن فترة نقاهة، داعيا الله عز وجل له بتمام الشفاء.

وقال: «إننا نعيش مرحلة يتزايد فيها سفر السعوديين إلى الخارج ودخولهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ينبهر المواطن بما يراه من طبيعة خلابة وتراث ثقافي في الوجهات السياحية خارج المملكة لكنه كما أعتقد لا يعرف بلده بالشكل الذي يجب، وقد لا يقدر ما وهب الله هذه البلاد الجميلة من بشر وطبيعة وتراث وثقافة وتنوع ثقافي قد لا يوجد في بلاد أخرى.

وأضاف: «هذا الملتقى هو سلسلة من الأنشطة التي تتبناها الهيئة العامة للسياحة والآثار بصفتها الجهة المعنية بتطوير السياحة الوطنية الذي نؤمل أن يسابق الزمن حتى يشعر المواطن بمتعة السياحة في بلده والملتقى هو من ضمن سلسلة متتالية سميناها (اعرف بلدك)».

وزاد: «أنا تعلمت من الكاميرا فهي أفضل دليل سياحي وحينما أزور المواقع، أجد المواقع الجميلة التي أحرص على تصويرها، وأتمنى أن كل مواطن أن يعيش بلاده، ويحتفي بها».

إلى جانبه، اعتبر عدد من الدبلوماسيين الزائرين، معرض الصور المرافق للملتقى «استثناء» رائعا للتعريف بالغنى السياحي والتراثي الذي تتمتع به السعودية متمنين توسيع نطاق المشاركة ليضم الملتقى بين ثناياه معرضا للكثير من الدول العربية والصديقة ويصبح ملتقى دوليا ومنصة للقاء جميع أصحاب الاختصاص في التصوير الفوتوغرافي على مستوى العالم لما يمثله من فرصة لتبادل الخبرات المهنية، مؤكدين أن المعرض اختزل الكثير من المسافات ونقل صورة حية عن «جمال» المملكة وقيمتها التاريخية والتراثية والسياحية.

وقال الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح سفير دولة الكويت لدى المملكة: «لم تعد السياحة نوعا من الرفاهية بل أصبحت عنصرا هاما وشريكا في النمو الاقتصادي والاجتماعي والحضاري، وتساهم في نمو ورواج الكثير من الصناعات والخدمات المرتبطة بها بشكل مباشر، وما رأيناه اليوم في المعرض المصاحب للملتقى أثلج صدورنا وأبرز المقومات والمعالم السياحية التي تمتلكها المملكة، وهذه المقومات قادرة على جعلها دولة منافسة، وقادرة على وضعها في مراتب متقدمة بين الدول السياحية في العالم، مما يجعل من السياحة مصدرا هاما للدخل الوطني».

من جهته وصف سفير ماليزيا البروفسور داتوك سيد عمر السقاف المعرض المصاحب للملتقى بـ«خير ممثل» للسياحة السعودية، لافتا النظر إلى أنه زار عددا من المناطق في السعودية إلا أن الصور التي رآها في المعرض عكست الصورة الجمالية والواقعية للتنوع الجغرافي في السعودية.

وأبدى البروفسور السقاف إعجابه بالغنى السياحي والتراثي الذي تتمتع به المملكة، متمنيا استمرارية الملتقى وتوسيع نطاق المشاركة ليصبح ملتقى دوليا يضم الكثير من الدول العربية والصديقة، وإتاحة الفرصة للقاء أصحاب الاختصاص في التصوير الفوتوغرافي على مستوى العالم، لتبادل الخبرات المهنية والاستفادة من التطور الذي يعيشه التصوير الفوتوغرافي.

إلى جانبه، أشار كيم جونج يونج السفير الكوري لدى المملكة، أن ملتقى ألوان السعودية ومعرض الصور المصاحب شكلا «استثناء» رائعا للتعريف بالسياحة في السعودية، داعيا الجهات المنظمة إلى فتح باب المشاركة لمصورين من مختلف دول العالم في معرض الصور على أقل تقدير، وذلك لأهمية التصوير الفوتوغرافي ولقدرة الصورة على خلق المزيد من روابط التواصل والتفاعل بين شعوب العالم.

وأردف يونج أن مثل هذه الملتقيات باتت من أهم وسائل الترويج للمدن سياحيا مما يطور السياحة ويحسن من أدائها ويجعل منها رافدا اقتصاديا هاما، مؤكدا أن كل هذه المعطيات تعتبر محفزا للزوار بشكل عام وله شخصيا لاكتشاف المزيد من جمال السياحة في المملكة العربية السعودية.

يشار إلى أن ملتقى ألوان السعودية يعتبر أول وأكبر ملتقى وطني يُعنى بالتصوير الفوتوغرافي ويأتي تنظيمه إيمانا من الهيئة العامة للسياحة والآثار بأهمية التصوير الفوتوغرافي لتنمية السياحة والتسويق للوجهات والمنتجات السياحية التي تزخر بها مناطق المملكة وإبراز التنوع المميز فيها، كما يأتي تشجيعا وتحفيزا للمصورين المحترفين والهواة، وسيستمر الملتقى حتى يوم الخميس الموافق 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

من جهتها، رأت الأميرة أضواء بنت يزيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفن النقي، أنه من الجميل الاطلاع على أعمال الفنانين السعوديين في مختلف المناطق ويلتقون بهم.

وأضافت: «معرضنا المشارك في الملتقى لا يلاحظ فيه احترافية الصور، وإنما عمدنا لتوجيه رسائل من خلال زوايا تبرز الرؤية الفنية عند كل طالبات المعهد وهو ما سعينا له في خلق منظور جديد في البعد عن التصوير الداخلي في الاستوديوهات، أو التصوير التوثيقي».

وعرضت الصور المفرزة من أصل 80 صورة مختارة لعرضها من قبل 14 فنانة، والتي تكمن فكرتها الأساسية باكتشاف المناطق التاريخية في جنوب مدينة الرياض بعد ترميم المنطقة وجعلها متنزها يطل على بحيرة. وأشرفت المصورة الأميركية جاكي ليجر المشرفة على المشروع والخطوط العريضة للصور والمناظر الطبيعية الملهمة لطالبات المعهد، مع إتاحة الفرصة لهم لاكتشاف الوادي عن كثب والتقاط الصور برؤية فنية معاصرة.