الاجتماع الشهري لمثقفي الرياض: الحلم بأكاديمية للفنون تحيي الأغنية السعودية

الحجيلان: الإنتاج الدرامي جيد وواقعية النص ما زالت محل جدل

TT

شدد عدد من المثقفين والفنانين السعوديين في العاصمة الرياض على ضرورة تأسيس أكاديمية للفنون، لإحياء الأغنية السعودية، في الوقت الذي يعتقد فيه البعض أن الأغنية السعودية أصبحت في عداد المهملات وتحتاج لاستنهاض من قبل الوزارات والجهات الحكومية ذات الصلة.

ولم يخفِ هؤلاء الفنانون خلال ملتقاهم الشهري، مساء أول من أمس، الذي نظمته الإدارة العامة بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض في مركزها بحي المعذر، جدلهم بين المثقفين والكتاب والدراميين والمسرحيين والسينمائيين، حول كثير من قضاياهم وهمومهم الآنية، ليواجهوا بذلك، خلال اللقاء المفتوح، الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، عبر كثير من الأسئلة التي تمحورت حول القضايا والمتطلبات لتطور الحركة الثقافية والمسرحية السعودية.

وكان للحوار العفوي الذي دار بين المسؤول الوزاري والمثقفين، تأثيره المباشر في تحديد مسار اللقاء، فكانت الموسيقى والغناء موضوعا للملتقى، حيث أسفر عن مجموعة من الرؤى والتصورات والمعلومات, منها عدم اهتمام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الكافي بمجال الموسيقى والغناء كما كان في السابق بشكل عام.

ويعتقد البعض أن هذا النهج، أثر بدوره على الساحة الفنية حاليا، وتسبب في تجاهل وغياب تبني المواهب الموسيقية والغنائية السعودية، الأمر الذي يتطلب دعمها بشكل خاص بالدورات التدريبية المتخصصة وتطويرها لتكون سفيرة مشرفة للوطن في الداخل والخارج.

وعزا البعض ذلك لقلة المدربين المتخصصين في المجال، وما كانت تقدمه الجمعية هو عبارة عن دورات نظرية مكثفة لدراسة المقامات الموسيقية وتعليم النوتة الموسيقية وتطبيقاتها على بعض الآلات الوترية، من خلال تكثيف الدورات التدريبية واستقطاب معلمين محترفين لديهم القدرة على تقديم دورات موسيقية سنويا.

وأوضح الحجيلان أن أهم ما حواه هذا اللقاء المفتوح إتاحة الفرصة للحوار والمناقشة حول هموم الشأنين الثقافي والفني، لتقريب وجهات النظر بين الفنانين والمثقفين والمسؤولين حول كل ما يخص الشأنين الثقافي والفني خاصة.

وردّ على من اتهم المسلسلات والدراما السعودية بأنها هابطة وتسيء للمجتمع السعودي، بقوله: «إن هذا الاتهام غير صحيح لأن النص المكتوب ليس بالضرورة أن يكون واقعا بقدر ما هو تصورات وتخيلات الكاتب»، مشيرا إلى أن مسألة واقعية النص أو الدراما ما زالت موضع جدال ونقاش لم يحسم بعد.

ويعتقد أن الدراما والمسلسلات يقوم بها أفراد، وهي تمثل شريحة محدودة من المجتمع لا يمكن تعميمها على كل شرائح المجتمع، مؤكدا أن مسألة تحجيم الكتاب وتقييد اتجاهات رؤيتهم الكتابية تنافي حرية الإبداع وتصنع نوعا من الكبت والتضييق.

واختلف الحجيلان عمن يعتقد بضرورة توحيد الجهود في إنتاج وصناعة الدراما، حيث يرى من الأهمية بمكان إتاحة الفرصة أمام كل من أراد أن يكتب وينتج سواء في ناد أدبي أو جمعية ثقافية أو أمانة أو بلدية أو أي جهة كانت.

وكان عدد من الفنانين والمسرحيين تكلموا بكل شفافية، مطالبين بإكمال النواقص، خاصة بالمسرح والمسرحيين، وكذلك المنتجون واحتياجاتهم مثل إقامة المهرجانات والأيام الثقافية وغيرها من البرامج، متمنيا حضور جميع الزملاء الفنانين والمنتجين، كذلك ليتم طرح كل القضايا التي تعمل على تطور وتقدم الفن بكل أنواعه في المملكة.