لجذب السعوديات.. تغيير مسمى «عاملة نظافة» إلى «صديقة بيئة»

30 فتاة تخضن غمار المهنة بعباءة تتجاوز نظرة المجتمع

TT

في محاولة لجذب الفتيات السعوديات إلى العمل في مهنة «عاملة نظافة» وتجاوز نظرة بعض أفراد المجتمع الدونية تجاه هذا المجال، عمدت إحدى الجهات إلى تغيير المسمى الوظيفي من «عاملة نظافة» إلى «صديقة بيئة»، وتوقيع عقود وظيفية تحت هذا المسمى، مبررة ذلك بمراعاة شعور الفتيات اللاتي قابلن هذه الخطوة بحفاوة وإقبال كبير، كما أوضحت منى العجاجي، وهي مديرة مركز (عطاء الخير) التابع لجمعية «فتاة الخليج» في الخبر، والذي تكفل بمهمة تدريب وتأهيل الفتيات لهذه المهنة، بعباءة جديدة. إذ كشفت العجاجي أنه تم الاتفاق مع جامعة الأمير محمد بن فهد في الخبر على توظيف 30 فتاة تحت مسمى «صديقة بيئة»، مضيفة: «حاولنا أن نغير المسمى الوظيفي إلى آخر منمق حتى لا تتضايق الفتاة من مسمى عاملة نظافة، لذا أسميناها صديقة البيئة»، وأوضحت أن هذا المشروع يأتي بدعم من صندوق خيري من صناديق خدمة المجتمع، حيث تم تغيير اسم البرنامج بالكامل من «النظافة» إلى اسم ألطف وهو «صداقة البيئة»، في إطار تحسين النظرة النمطية تجاه هذا العمل.

وتابعت بالقول: «تم تبني وتوظيف 30 فتاة، وهذا الأسبوع قابلنا الفتيات وكن متحمسات جدا للعمل لأن راتبهن سيكون 3000 ريال (800 دولار)، فلقد عرفنا السبب الآن، إن كان الراتب جيد فلا مانع لديهن من العمل في أي مجال»، وأفادت العجاجي بأن هذا المشروع سيساعد كثيرا من البيوت على تحسين أوضاعها المادية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن البلد يحتاج إلى الفتيات اللاتي يقبلن العمل في هذه المهنة. يأتي ذلك في ظل الجدل الدائم الذي تحدثه إعلانات التوظيف المتعلقة بطلب «عاملة نظافة سعودية»، بسبب نظرة المجتمع السائدة، التي تعتقد أنها مهنة لا تليق إلا بالعمالة الشرق آسيوية، الأمر الذي دفع بعض الجهات لمواجهة هذا التصور في تغيير اسم المهنة وتحسين مستوى الراتب، كي تبدو الوظيفة مقبولة اجتماعيا وجاذبة للفتيات، علما بأنه توجد كثير من السعوديات اللاتي يعملن بمسمى «عاملة نظافة» في الجامعات والمدارس، إلا أنهن يواجهن بعض الحرج بسبب نظرة المجتمع تجاه عملهن. من جانبها، تعود العجاجي لتؤكد أنه تم وضع موظفة بمسمى «مشرفة» داخل جامعة الأمير محمد بن فهد لمتابعة الـ30 فتاة، بحيث تتضمن مهمتها أن تكون بمثابة الوسيط بين الجامعة والمركز، وخلال حديث العجاجي كانت متفائلة جدا بنجاح هذه الخطوة، ومؤكدة على العائد الاجتماعي والاقتصادي الكبير لها، مشيرة إلى أن هذا المشروع يعد من البرامج تحت التأسيس لدى مركز «عطاء الخير».

من جانب آخر، كشفت العجاجي عن برنامج آخر تحت التأسيس بدعم من صناديق خيرية، وهو برنامج «الطبخ المركزي»، بقولها: «يسهم هذا البرنامج في إعداد مظلة مؤسسية لمن لديها موهبة الطبخ من الفتيات السعوديات، ويسعى لصقل موهبتهن، ويعمل على إيجاد منافذ جيدة لتسويق المنتج، كما يهدف البرنامج إلى طرح منتجات غذائية مختارة بعناية»، مؤكدة هنا أن التركيز سيكون على إعداد وتسويق الأكلات الشعبية.

وتوضح مديرة مركز (عطاء الخير)، بأنه يوجد برنامجان في المركز لتنمية السعوديات في سوق العمل، الأول تنموي مهني والثاني تنموي حرفي، حيث يهدف الأول إلى «تأهيل الفتيات والسيدات على مهنة يحتاجها المجتمع ذات عائد مادي لأسرهن مثل الضيافة والإتيكيت، الرعاية الشخصية المنزلية، أعمال النظافة العامة»، أما البرنامج التنموي الحرفي فيسعى لتنمية المهارات الحرفية الشعبية للفتيات، وتطويرها لتواكب سوق العمل، والمساهمة في تسويق المنتج ليكون رافدا ماديا للأسرة، سواء كان ذلك عبر أعمال الخياطة والتطريز أو الرسم أو الطبخ، ونحو ذلك.