«صنع بيدي».. من نشاط جامعي إلى مركز لدعم المشروعات الصغيرة

يقدم قروضا ميسرة للطالبات ويسوق إنتاجهن عبر معرض سنوي

تجاوزت مبيعات طالبات مركز «صنع بيدي» في جامعة الملك عبد العزيز بجدة 300 ألف ريال خلال معرض العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

قبل نحو ثماني سنوات، انبثقت فكرة إنشاء معرض سنوي بإشراف وكالة عمادة شؤون الطلاب لأنشطة الطالبات في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وذلك من منطلق مبدأ خدمة المجتمع والمساهمة في تنميته ومحاربة البطالة ودفع عجلة الإنتاج المحلي، فضلا عن دمج المرأة في عملية التنمية.

ذلك المعرض كان مجرد نشاط يحمل اسم «صنع بيدي» ليجسد شعار «بأيدينا نصنع المستقبل» على أرض الواقع، وسط اهتمام الكثير من الشخصيات المؤثرة والفاعلة، ليتحول فيما بعد إلى رافد مهم يتيح لطالبات وطلاب جامعة الملك عبد العزيز فرصة صقل مواهبهم ومهاراتهم.

وفي العام الأول من ولادة «صنع بيدي»، لاقى هذا النشاط إقبالا كبيرا ليستقبل نحو 116 مشاركة في 100 ركن ضمها المعرض، غير أنه وفي غضون أربع سنوات وصل عدد المشاركات إلى 263 اخترن 125 ركنا لاحتضان إنتاجهن.

ومنذ العام الماضي، خرجت القائمات على نشاط «صنع بيدي» بالكثير من التوصيات التي تتضمن فتح باب المشاركة للطلاب في المعرض، وتخصيص وقت للرجال من شطر الطلاب وأولياء أمور الطالبات المشاركات من أجل الوقوف على ما يقدمه بناتهن عبر ذلك المعرض، إلى جانب دعمهن عند إقامة الأنشطة المختلفة بالجامعة من خلال الاطلاع على الكتيب التعريفي الخاص بمنتجات مشاريعهن المعروضة، مع افتتاح معرض دائم بشطر الطالبات لعرض وتسويق منتجاتهن ومشاريعهن على مدار العام.

حنان مبارك عبد القادر، مديرة مكتب الدراسات والتخطيط في وكالة عمادة شؤون الطلاب لأنشطة الطالبات بجامعة الملك عبد العزيز، ذكرت أن مركز «صنع بيدي» يستقبل الطالبات من وقت التحاقهن بالجامعة لتنمية مواهبهن ومهاراتهن، وذلك عن طريق اللجان العامة التابعة للوكالة بحسب موهبة كل طالبة.

وقالت حنان عبد القادر في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تبدأ الطالبة في عمل دراسة جدوى لمشروعها الصغير، ويتم تمويلها بقرض يصل إلى 300 ألف ريال عن طريق جهات متعددة، من ضمنها (باب رزق جميل) و(صندوق المئوية) وغيرهما، حيث لا تقوم بتسديد ذلك القرض إلا بعد نجاح مشروعها وفق نسب بسيطة، وفي حال فشل المشروع يعتبر القرض من ضمن الديون المعدومة مع سحب مشروعها وتسليمه لجهة أخرى تدعمه وتعمل على إنجاحه».

وأشارت إلى أن إنتاج طالبات مركز «صنع بيدي» يتم التسويق له عن طريق المعرض السنوي الذي يستمر لمدة أسبوع كامل، إضافة إلى دعوة مؤسسات وشركات التمويل الكبرى بهدف الاطلاع على مشاريعهن وتوفير الدعم لها، مضيفة: «العام الماضي حصلت مجموعة من طالبات كلية الطب على تمويل من الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز، والمتمثل في مشروع للرعاية المنزلية». ويقدم مركز «صنع بيدي» الكثير من الأنشطة والبرامج المتنوعة والمفيدة من خلال خطة النشاط السنوية التي يتم اعتمادها عن طريق عميد شؤون الطلاب، حيث تتضمن المعرض السنوي للمشاريع الصغيرة، يصاحبه لقاء علمي اقتصادي فني، ويقدم جوائز مميزة لأفضل المشروعات.

كما يقدم المركز أيضا برنامجا تأهيليا يسبق المعرض ويهدف إلى تأهيل المشاركة لبدء أو تطوير مشروعها الصغير، ومساعدتها على خوض تجربة المعرض السنوي، فضلا عن المحاضرات والندوات التي يتم من خلالها توعية الطالبات بأهمية المشروعات الصغيرة وإثراء ثقافتهن ومهاراتهن، وتقديم المعرفة والفكر في كل ما يعمل على زيادة إنتاجيتهن، وتشجيع الصناعات اليدوية.

وتخضع منسوبات المركز لسلسلة من الدورات وورش العمل لتعليم حرف يدوية قد تتحول إلى مشاريع في المستقبل وكيفية تنميتها وإدارتها، فضلا عن تنظيم الحفلات واللقاءات، وإطلاق حملات تحفيزية تعريفية، إلى جانب المسابقات والرحلات والزيارات.

يذكر أن أقسام المشروعات الصغيرة التي يدعمها مركز «صنع بيدي»، تشمل الحفلات والمناسبات والمطبوعات واللوازم المكتبية والدروع والهدايا والتصوير الفوتوغرافي والفيديو والديكور والإكسسوارات المنزلية ومكملات الزينة والدعاية والإعلان والأزياء والغذاء والتغذية والمشروعات الخدمية، إضافة إلى كل ما يتعلق بالطفولة والأطفال.