التقليد يشطب جودة 40% من منتجات سوق الديكور في السعودية

حرق الأسعار يطال 75% من المعروضات ويفرض الخسائر مقابل ضمان البقاء

امرأة تبحث أمس عن تصاميم حديثة في معرض الديكور الذي بدأ الأحد الماضي لمدة 5 أيام (تصوير: خضر الزهراني)
TT

قدر مختصون في قطاع الديكور حجم المنتجات المقلدة والمغشوشة في السوق السعودية بنحو 40 في المائة، نتيجة لإغراقه بمنتجات رديئة الصنع تستورد من بعض الدول الخارجية، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى خفض الأسعار إلى سعر الكلفة من أجل ضمان بقائهم أوقات ركود السوق.

وقال المهندس أحمد علي مسؤول المبيعات في شركة «الناصر للإنارة»: «إن السوق السعودية تعاني من حرب أسعار نتيجة المنافسة الشديدة، وإغراقها بالمنتجات الصينية الرديئة»، مشيرا إلى أن «المنتجات المقلدة والمغشوشة تصل إلى 40 في المائة بالسوق».

وأفاد مسؤول المبيعات: «حاليا بدأت التقنية الحديثة تلعب دورا جاذبا للمستهلكين في ظل التوسع باستخدام الأنظمة الذكية للتحكم في إنارة المنزل عن بعد عبر هاتف (آي فون) وجهاز (آي باد)، إضافة إلى التوسع في تقنية (ليد) في لمبات الإنارة لتوفير 70 في المائة من الطاقة، لذلك فإن التحدي الرئيسي أمام المستثمرين حاليا هو الرهان على وعي المستهلك بأهمية استخدام المواد والأجهزة ذات الجودة العالية».

في المقابل كشف عارضون في معرض «ديكوفير» للأثاث والديكور الذي يختتم فعالياته في مركز جدة للمعارض اليوم، عن تقنيات جديدة في أعمال التصميم والديكور، من بينها استخدام الزجاج العضوي للمرة الأولى بالشرق الأوسط، طرح تقنية الزجاج العضوي الذي تدخل في مكوناته أوراق الشجر والورود وقشر الخشب لتوفير الطاقة، و«الباركيه» المقاوم للمياه، والرسم على الغرانيت بالليزر.

وقال طلعت عبد الرحمن مدير المعرض إن «ديكوفير» «سجل في نسخته الرابعة هذا العام حضورا جيدا على مستوى المهتمين بصناعة الديكور والأثاث، علاوة على الزوار الآخرين، خاصة أن عدد الزوار وصل حاليا إلى خمسة آلاف بنهاية فعاليات أمس الأربعاء». فيما أوضح مازن خياط المدير التنفيذي لمؤسسة «بايو غلس» أن تقنية الزجاج العضوي تم توطينها في السوق السعودية من خلال أول مصنع جرى إنشاؤه في جدة العام الماضي باستخدام التقنية الأميركية التي تزيد من العمر الافتراضي للزجاج، وتوفر الطاقة بنسبة 25 في المائة، فضلا عن الناحية الجمالية.

من جهته قال بشار الشحروق مدير التسويق في مجموعة «القفاري» إن الذوق السعودي يتجه إلى استخدام «الباركيه» بديلا عن السجاد، وورق الحائط بديلا عن الدهانات، إذ يوفر ميزات عدة، منها سهولة التنظيف والتركيب من غرفة إلى أخرى.

ويتفق الشحروق على أن 70 أو 80 في المائة من الشركات قد تضطر إلى «حرق الأسعار، أي عرض السلعة بأقل من سعر الكلفة أحيانا من أجل ضمان البقاء في السوق، وذلك في فترات الركود؛ لتعويض الخسائر والكلفة العالية، لذلك فإن مواجهة هذا الوضع الناجم عن شدة المنافسة بالسوق تتم من خلال الحصول على وكالات حصرية والتوسع في خدمات ما بعد البيع والانتشار المدروس في كافة المدن».

وعلى الصعيد ذاته، حملت مختصات في قطاع الديكور جانبا من خسائرهن المالية لمقاولي المشاريع، بسبب عدم سرعة الإنجاز في الوقت المحدد، الأمر الذي يكبدهن خسائر مادية ومعنوية تحبط إنجازاتهن، ما يترتب عليه تراكم أعمالهن الأخرى المبرمة بعقود لدى العملاء.

وقالت المهندسة نورة الحمد التي تعمل لدى إحدى شركات التصاميم والديكورات: «نحن نعمل مع الكثير من العملاء، سواء الأفراد والمؤسسات، في مشاريع تنموية، ونعكس جهود المواطن السعودي وإبداعاته في خلق أفكار جديدة وتصاميم تجذب العملاء، ولكن نجد صعوبة في أغلب الأوقات عند تأخر المقاولين في إنجاز المشروع، ما يترتب عليه تكبدنا خسائر مادية ووقتية».

وزادت هيا السنيدي الرئيس التنفيذي لشركة «ريد سنيدي» للمعارض بأن «معرض الديكور الذي دخل مرحلة النضج في عامه الرابع، لا يمكن النظر له على أنه مجرد مكان لاستضافة شركات الأثاث والديكور العالمية والمحلية فقط، وإنما باعتباره منصة رئيسة لتعزيز قيم الوعي والجمال والحد من العشوائية البصرية في منازلنا ومعارضنا وحياتنا بشكل عام». وأضافت السنيدي: «إن المعرض روعي فيه التجديد والتنوع هذا العام ليشكل نسيجا متكاملا بين صناعة الأثاث والديكور والإنشاء»، مشيرة إلى «أن وجود هذه العناصر تحت سقف واحد من شأنه أن يعزز التقارب ومعرفة التوجهات الحديثة في فنون البناء والتصميم الداخلي المرتبط بعضهما ببعض».

وتؤكد المهندستان نوير آل زيد والهنوف أبا الخيل «أن مهندسي التصميم الداخلي يواجهون صعوبات كثيرة لسوء إنجاز الكثير من المشاريع وعدم اهتمام المقاولين بالجودة المطلوبة مقابل الصبغة التجارية غير الجديدة على المواد الخام، وأعمال السباكة، وضعف الأساسات، الأمر الذي يعرقل أعمال مصممي الديكور».

وأشارتا إلى أن المصممات السعوديات يجدن إقبالا وترحيبا في السوق السعودية في الوقت الراهن لأفكارهن وأطروحاتهن الجديدة، مشيرتين إلى أن «التقليد في أعمال التصميم الداخلي والديكور يجعل منازلنا ومؤسساتنا دون مستوى الطموح رغم الإنفاق المالي الكبير عليها».