برنامج وطني ينقذ 600 طفل من «شبح الإعاقة»

المسح المبكر شمل 625 ألف طفل.. وبرنامج الوصول الشامل على طاولة هيئة الخبراء

الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين، في إحدى مناسبات الجمعية
TT

أبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور سلطان السديري، المدير العام التنفيذي لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، أن البرنامج الوطني للفحص المبكر ساعد على اكتشاف الإعاقة في الساعات الأولى من الولادة لأكثر من 600 طفل في جميع المناطق السعودية، مؤكدا إسهام البرنامج بشكل واسع في عملية التدخل المبكر للحد من الإعاقة لدى المواليد على وجه التحديد.

وأكد المدير التنفيذي لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة فحص أكثر من 625 ألف حالة طفل، وذلك منذ بداية البرنامج، الأمر الذي ساعد على إنقاذ أكثر من 600 طفل من شبح الإعاقة، بمعدل واحد من كل ألف، وذلك من خلال التدخل الطبي المبكر لمنع حدوث الحالات المرضية أو الوراثية المسببة للإعاقة.

وأوضح الدكتور السديري أن البرنامج حاز دعما قويا من القطاعات الصحية، حيث يجري تطبيقه حاليا على 156 مستشفى تتبع موزعة ما بين وزارة الصحة والحرس الوطني ووزارة الدفاع، بالإضافة إلى بعض المستشفيات الخاصة من مختلف أرجاء المناطق السعودية.

وحول استفسار «الشرق الأوسط» عن المراحل التي قطعها «برنامج الوصول الشامل للمعاقين» وماذا تم بشأن تطبيقه على أرض الواقع، أكد الدكتور السديري الانتهاء من صياغة البرنامج وجميع الأمور المتعلقة به، وذلك بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية المعنية بالبنية التحتية مثل البلديات ووزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها من القطاعات ذات العلاقة، بالإضافة إلى قطاع الإيواء من فنادق وشقق سكنية، مشيرا إلى رفع البرنامج إلى المقام السامي «وهو الآن على طاولة هيئة الخبراء وسيتم اعتماده قريبا». وأضاف «يسعى البرنامج بشكل مباشر إلى وضع الأسس البيئية الخالية من العوائق، من خلال وضع معايير التصميم الشامل، وتفعيل الوصول الشامل من خلال تكوين شراكات وتوقيع مذكرات تعاون مع الجهات ذات الصلة، الرامية إلى تطوير البيئة المحيطة بأفراد المجتمع من جميع الفئات، بغية تمكينهم من المشاركة والعيش بشكل مستقل، وتحقيق الدمج للمعاقين، من خلال تمكينهم من حق الوصول إلى الأماكن العامة والخاصة للدراسة والعمل والمعالجة والترفيه وجميع الاحتياجات اليومية».

ويعمل برنامج «الوصول الشامل للمعاقين» على تسهيل الوصول النافذ سواء في الطرقات أو الأماكن العامة في جميع المرافق العمرانية لتسهيل وتمكين ذوي الإعاقة من التنقل بكل سهولة أو معاونة أحد على ذلك، واندماجهم في المجتمع، وهو يعني ببساطة تصميم منتجات ومبان ومساحات خارجية يمكن استخدامها من قبل جميع الأشخاص إلى أقصى حد ممكن. وأصبح مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الآن كيانا مستقلا يقوم بسد ثغرة مهمة في ما يتعلق بأبحاث الإعاقة وتطوير وسائل التأهيل والتعليم الخاص وإجراء الإحصائيات والدراسات المتخصصة، ويشكل رافدا من روافد الدعم الأساسي للرعاية الخاصة على مستوى المملكة بشكل خاص، وعلى المستويين الإقليمي والدولي بشكل عام، عاكسا بذلك وجها حضاريا ناصعا من أوجه النهضة الشاملة التي تعيشها السعودية في مجتمع يتسابق أهله لفعل الخير.