الشرقية تستعد لإطلاق ملتقى التراث العمراني الوطني الأسبوع المقبل

يشهد توزيع جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث

TT

تطلق الهيئة العامة للسياحة والآثار يوم الاثنين المقبل؛ النسخة الثانية من ملتقى التراث العمراني الوطني، برعاية الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، وبمشاركة كل من إمارة المنطقة الشرقية، وأمانة المنطقة الشرقية، وجامعة الدمام، ويستمر الملتقى ثلاثة أيام.

ويحضر الملتقى الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار والذي سيقوم وعلى هامش الافتتاح بتوزيع جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث من خلال مؤسسة التراث الخيرية كما ستعقد دورات تدريبية في مجال البناء بالمواد المحلية وإقامة معرض دائم للصور التراثية في مناطق مختارة يتم تحديدها بالتعاون مع أمانة المنطقة، وباشرت اللجان المختلفة في كل من الرياض والمنطقة الشرقية ومحافظة الأحساء عملها بهذا الخصوص.

واستقبلت اللجنة العلمية للملتقى ما يزيد على 80 ورقة عمل متخصصة في التراث العمراني سيتم اختيار 35 ورقة منها، وسيشارك في الملتقى عدد من الخبراء والمختصين على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي وسوف يكون اللقاء فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال تأهيل وتوظيف التراث العمراني ثقافيا واقتصاديا.

وقال المهندس محسن القرني المدير التنفيذي لمركز التراث العمراني إن الملتقى يعتبر فرصة سانحة للتواصل مع جميع شرائح المجتمع للتفاعل وإيصال رسالة الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بمركز التراث العمراني الوطني في التوعية والتعريف بأهمية الحفاظ على التراث العمراني الوطني لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع، حيث أثبتت التجارب السابقة مدى تفاعل المجتمعات المحلية في مثل هذه الأنشطة التي تؤرخ وتوثق تاريخ المملكة الغني بتراث الآباء والأجداد، كما أشار إلى أن الملتقى يهدف إلى تقييم الوضع الراهن للتراث العمراني الوطني في المنطقة الشرقية، وإبراز الدور الاقتصادي للاستثمار في مواقع ومباني التراث العمراني في المملكة، وتحديد المعوقات التي تعترض تمويل مشاريع المحافظة على التراث العمراني وتنميته وإيجاد الحلول المناسبة لتذليلها، إضافة إلى تفعيل دور التعليم الجامعي في مجال الحفاظ على التراث العمراني، ورفع مستوى وكفاءة التنسيق بين الشركاء والجهات ذات العلاقة بالتراث العمراني بما يعود بالمنافع الاجتماعية والعوائد الاقتصادية وزيادة فرص العمل وذلك من خلال إعادة تأهيل واستثمار مباني ومواقع التراث العمراني، ودراسة وتذليل الإشكالات التقنية التي يعانيها التراث العمراني وفرص البحث العلمي والاستثمار الاقتصادي في هذا المجال. ومن منطلق التركيز على برامج التوعية والتعريف بأهمية الحفاظ على التراث العمراني كمورد اقتصادي مهم للمجتمعات للمساهمة في الحد من البطالة والهجرة من الأرياف إلى المدن الرئيسية ومساهمته في تعزيز الهوية الوطنية سيتم تنفيذ الكثير من الفعاليات المصاحبة للملتقى في كل من مجمع الراشد التجاري في الخبر ومجمع العثيم بالأحساء حيث تشمل الفعاليات: تنفيذ نماذج من المباني التقليدية التي تمثل العمارة التراثية السعودية من قبل حرفيين مختصين بهذا المجال وإقامة معرض للصور التراثية وكذلك فعالية التشكيل بالطين والرسم للأطفال من مختلف الفئات العمرية مما يسهم في زرع مفهوم التراث لدى فئات المجتمع المختلفة.

وبين المهندس القرني أن جلسات الملتقى وورش العمل من المقرر أن تركز على محاور مختلفة منها دور البلديات في المحافظة على التراث العمراني، الخطة الوطنية للتراث العمراني، التعليم الجامعي في مجال التراث العمراني، وتجارب شركات المقاولات والمكاتب الهندسية في مجال التراث العمراني، إضافة إلى ورش عمل في مجال الاستثمار في التراث العمراني التي ستعقد بالتعاون ما بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والغرف التجارية في كل من الدمام والأحساء، كما تتضمن جلسات الملتقى التركيز على دور المجتمع في المحافظة على التراث العمراني، ودور المرأة في هذا المجال، إضافة إلى استعراض تجارب عالمية ورحلات استطلاع الخبرة في مجال حماية وإدارة مواقع التراث العمراني، كما سيتضمن برنامج الملتقى لقاء رئيس الهيئة مع الشباب في جامعة الأمير محمد بن فهد وذلك للحوار بهدف إبراز البعد الحضاري للمملكة إضافة إلى افتتاح معرض مشاريع طلبة كلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام وإطلاق عدد من المبادرات في مجال التراث العمراني ما بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والشركاء.

واعتبر المهندس القرني أن الملتقى السنوي للتراث العمراني مناسبة لتسليط الضوء على قضايا التراث العمراني الوطني ووسائل تنميته والحفاظ عليه وتطويره، خصوصا أنه سيعقد كل عام في منطقة مختلفة، بحيث يركز الملتقى على القضايا الملحة والمستجدة التي قد تطرأ وتحتاج إلى معالجة وتركيز وتسليط الضوء عليها على أن الملتقى يهتم بشكل عام بالمحافظة على التراث العمراني الوطني واستثماره بشكل اقتصادي يسهم في تحقيق تنمية سياحية مستدامة، وذلك بمشاركة جميع الجهات ذات العلاقة من القطاعين العام والخاص والجامعات.

من جانبه أكد لـ«الشرق الأوسط» عبد اللطيف البنيان المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الشرقية أن الملتقى سيكون له دور فعال في تعزيز مكانة التراث العمراني على اعتبار أنه سيحوي الكثير من الفعاليات الهادفة إلى تعزيز مكانة التراث الذي لا يمكن إلا أن يكون ملازما للتطور العمراني الذي تشهده المملكة.