جائزة «قياس» تكشف عن تراجع أداء مدارس الهجر والمناطق النائية

العنقري: نسعى لأن تواكب مخرجات التعليم احتياجات سوق العمل

وزير التعليم العالي ورئيس «قياس» خلال حفل افتتاح المؤتمر (تصوير: أحمد يسري)
TT

كشف المؤتمر الدولي الأول للقياس والتقويم، والذي انطلق مساء أول من أمس تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وافتتحه بالإنابة الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للقياس والتقويم (قياس)، عن تراجع مستوى مخرجات مدارس الهجر والمناطق النائية، مقارنة بالمدارس الأهلية وبعض المدارس الحكومية في المدن الرئيسية.

وأثارت جائزة «قياس» التي فاز بها عدد من الطلاب والطالبات الذين ينتمون إلى مدارس تقع في مدن المملكة الرئيسية الجدل بين عدد من منسوبي وزارة التربية والتعليم والخبراء المشاركين في المؤتمر، حيث أكد مسؤولون في بعض إدارات التربية والتعليم في عدد من مناطق المملكة أن مدارس الهجر والمناطق النائية لا تواكب من حيث مخرجاتها مدارس المدن.

وناقش المشاركون مع الحضور أهمية أن يكون هنالك اختبارات خاصة لقياس مستويات وأداء طلاب الهجر والمناطق النائية، بينما أرجع الدكتور خالد الزهراني وهو أحد مسؤولي إدارة التربية والتعليم في منطقة الجوف، سبب تراجع أداء مخرجات مدارس الهجر والمناطق النائية إلى عدم توفر التقنية الحديثة، ووسائل التعلم الجديدة. إلا أن هذه الآراء أثارت استغراب عدد من المشاركين، الذين أكدوا أن مخرجات التعليم من المفترض أن تكون واحدة، وقالوا «كشفت جائزة (قياس) للتميز والتي يتم اختيار الفائزين بها وفقا لدرجات اختبارات القدرات العامة التي يجريها المركز، عن تراجع أداء مدارس الهجر والمناطق النائية، مقابل أداء المدارس الأهلية وبعض المدارس الحكومية في المدن الرئيسية».

إلى ذلك، قال الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر: «المرحلة التي يمر بها التعليم العالي في المملكة من تطور مطرد ومنافسة عالمية وتحديات متطلبات سوق العمل، تحتم الاستعداد لذلك بالتخطيط للمستقبل والتعامل مع تلك المتغيرات بخطط استراتيجية للتوسع والتقويم الذاتي وتراعى فيها مدخلات التعليم العالي، وتحري المعيارية فيها للوصول إلى ضبط جودة المخرجات لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للقوى العاملة من حيث الكم والكيف».

وبين العنقري أنه من هذا المنطلق كان حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على الجودة في التعليم العالي ليتبوأ المكانة العالمية المناسبة، وليتمكن من الريادة والتميز وفق أفضل المعايير والممارسات الدولية لتأهيل الخريجين بمختلف المهارات والقدرات التي تتناسب مع احتياجات المجتمع وسوق العمل للمشاركة في التنمية المستديمة للبلاد.

وأشار العنقري إلى أن التعليم في المملكة يشهد دليلا ملموسا على وجود صمام أمان لآلية القبول في التعليم العالي، مضيفا أنه «انطلقت الوزارة والجامعات في التعامل مع قضية الجودة من حيث رفع الكفاءة النوعية للطلاب في الجامعات عن طريق المواءمة بين قدرات الملتحقين بالتعليم العالي مع التخصصات المختلفة في التعليم الجامعي، وهو ما تحقق من خلال إنشاء المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي عام 1421هـ لضبط مدخلات التعليم العالي من خلال مقاييس مختلفة مستخدمة عالميا ذات مصداقية عالية تساعد على توزيع عادل كل حسب إمكاناته وتضعه في مكانه الملائم، لضمان كفاءة عالية لمدخلات التعليم العالي الجامعي».

من جهته، قال الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري رئيس اللجنة التنظيمية العليا للمؤتمر: «ينعقد هذا المؤتمر عقب 12 عاما من العمل المتواصل للمركز الوطني للقياس والتقويم في خدمة الاختبارات والمقاييس التربوية والتعليمية والمهنية، كما أنه ينعقد والمركز يقدم اليوم 52 اختبارا مختلفا بعشرات النسخ التي تصدر كل عام».

وأضاف الأمير فيصل أن «هذا المؤتمر يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات الدورية التي تناقش ملفات مهمة في مجال عملنا، حيث نناقش أهم محاوره ونعالج مشكلاته ونبحث في الحلول والآفاق الجديدة فيه، ونضيف للخبرة العالمية نتائج حلول عملية، كل ذلك بمشاركة عالمية وفضاء مفتوح لأصحاب العلم والخبرة والتجربة».

وزاد قائلا «نسعد في هذا المؤتمر بانطلاقتين جديدتين هما: جائزة (قياس) للتميز في عامها الأول في محور الطلاب والطالبات المتميزين في اختبارات المركز، وكذلك محور المدارس الثانوية المتميزة في أداء طلابها في اختبارات المركز»، معلنا عن تكريم 10 طلاب و10 طالبات و5 مدارس بنين و5 مدارس بنات، وقال «نأمل في العام المقبل أن نكرم الباحثين المتميزين في مجال القياس والتقويم عالميا، وهو المحور الثالث للجائزة، وأدعو المتخصصين لمتابعة إعلان طلب الترشيح لهذه الجائزة قريبا».

وتابع رئيس «قياس» حديثه قائلا: «أما الانطلاقة الثانية فهي تأسيس الجمعية العلمية السعودية للقياس والتقويم من جامعة طيبة بالمدينة المنورة، حيث سنشهد خلال المؤتمر انطلاقة الجمعية والاجتماع التأسيسي لها».