46 مريض كلى يترقبون مصير الانتقال من «عرفان» المغلق

مدير «صحة جدة» لـ «الشرق الأوسط»: قرار المحكمة الإدارية يقضي بسريان إغلاق المستشفى

جانب من مبني مستشفى عرفان
TT

شكلت مسألة غسيل الكلى على المقاعد عوضا عن السرر، عائقا يحيل انتقال نحو 46 مريضا مسنا، يتلقون علاجهم في مستشفى باقدو والدكتور عرفان المغلق بقرار وزير الصحة الصادر وسط نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقال ذوو المرضى لـ«الشرق الأوسط» إنهم يطالبون باستثنائهم من الإغلاق، نظير جملة أسباب أهمها عدم وجود البديل بنفس الجودة، وتدهور حالات مرضى آخرين انتقلوا إلى أماكن بديلة، على حد قولهم.

أمام ذلك، شدد الدكتور سامي بادود مدير الشؤون الصيحة بجدة بأن «نقل المرضى بات أمرا محتما؛ بعد صدور قرار المحكمة الإدارية يوم الأحد الماضي، القاضي بسريان قرار الإغلاق». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «سينتقلون إلى مستشفيات إن لم تكن مساوية في تقديم الخدمة، ستكون أفضل». أمام ذلك، اختار المرضى بلال وليد وهو ابن إحدى المريضات، متحدثا باسمهم، وكشف الشاب الذي كان يتحدث من داخل أروقة قسم الكلى، عن مخاطبة المرضى لإمارة المنطقة، بطلب استثناء وحدة الغسيل الكلوي.

واستندت خطابات المرضى على ما بينه الدكتور طارق بنجر وهو مدير إدارة القطاع الخاص بصحة جدة، «بإمكانية مدير الشؤون الصحية ونائبه استثناء مركز الكلى من الإغلاق بما لا يتعارض مع تنفيذ خطط المراجعة والتدقيق؛ خدمة للعدد الكبير من المرضى، لا سيما ذوي الحالات الخاصة ممن يصعب نقلهم إلى أماكن أخرى على حالتهم الصحية». وأوضح المتحدث باسم المرضى أن غالبية المرضى المتبقين بالقسم تتجاوز أعمارهم 60 عاما، ويعانون أمراضا مزمنة وليس فشلا كلويا فحسب، ما يستدعي متابعتهم دوريا وفي كل جلسة للتدخل في حال وجود أي عارض.

وقال: «رغم قلة البدائل، فإنها تعتبر أقل من المستوى المقدم؛ حيث تقدم خدمة الغسيل على مقاعد، في حين لا تستحمل حالات المرضى المتبقين جلوس المريض على كرسي للغسيل أكثر من ثلاثة ساعات، بل يستلزم تقديم الخدمة على سرير». وأضاف: «تدهورت حال نحو 13 مريضا من الذين تم نقلهم إلى مراكز أخرى بشكل كبير وملحوظ». ويشتكي المرضى من دخول منسوبي وزارة الصحة بشكل يومي، وإبلاغهم بضرورة البحث عن مكان آخر، والخروج من المستشفى الصادر قرار إغلاقه، «دون مراعاة لحالتهم الصحية» بحسب المتحدث باسم المرضى.

ويرافق سامي الأحمدي والدته المسنة ثلاث مرات في الأسبوع لمركز غسيل الكلى في مستشفى عرفان، وأبدى رفضه للقرار الذي اعتبره جائرا بحق المرضى الذين يتلقون علاجا بقسم الكلى والعناية المركزة. وقال الأحمدي: «تتلقى والدتي العلاج في المستشفى منذ عشر سنوات، بعدما رفضت المستشفيات الأخرى علاجها». وأضاف: «إن المركز هو الوحيد الذي يقدم خدمات لمرضى الكلى الذين يعانون أمراضا مزمنة أخرى ولا يستطيعون أن يغسلوا الكلى على مقاعد». من ناحيته، طالب الأحمدي بضرورة مراعاة الأضرار المترتبة على المرضى والحالة النفسية عند إبلاغهم بشكل يومي بضرورة أن يبحثوا عن مكان بديل.

ورد مدير الشؤون الصحية بجدة في اتصال هاتفي بالقول: «لم نضايقهم البتة، ولم نطلب منهم المغادرة الفورية، وستستمر الخدمة تقدم لهم حتى يتوفر بديل أفضل، هناك مرضى استبدلوا المستشفى».

وبدا حال المرضى داخل وحدة غسيل الكلى بالمستشفى موسوما بالترقب والقلق، إذ لا يعرفون حتى اللحظة عن مصيرهم، وقالوا إن مستشفيات أخرى لم تعد لديها القدرة على استقبال مزيد من الحالات، كما أكد محمد عمر وهو مريض يغسل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا، لافتا إلى بحثه غير المجدي لإيجاد بديل، منذ إبلاغه بضرورة تغيير المستشفى.

ويقول الدكتور باداود إن خطاب وزير الصحة كان واضحا وصريحا بعدم تأثير الخدمة الطبية المقدمة للمرضى عند تنفيذ أمر الإغلاق.

وحول رفض المرضى قرار النقل، بين مدير الشؤون الصحية أنهم يقومون بإقناع المرضى بالبحث عن البديل وأن وزارة الصحة لم تصدر ذلك القرار إلا لأجل سلامتهم.

وقال: «إن المرضى مسؤوليتنا وليس مسؤولية أي طرف آخر، وهناك فريق طبي موجود في المستشفى يتواصل مع شركات التأمين التي أحضرت المرضى، أو المرضى التابعين للخطوط السعودية أو شركة «أرامكو» أو المقبلين على حسابهم الخاص، ونتواصل مع الجهات، بألا ينتقلوا إلا لخدمة مساوية أو أفضل».