«جامعة المؤسس» تجمع أكثر من 100 مليون ريال لصالح مشروع الوقف العلمي خلال 8 سنوات

عوائد استثماراتها تتجاوز الـ15% سنويا

تتوقع جامعة المؤسس أن تحقق عوائد مالية من استثماراتها الوقفية تفوق 15% سنويا («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الدكتور عصام كوثر، المدير التنفيذي لمشروع الوقف العلمي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة لـ«الشرق الأوسط»، عن تجاوز إجمالي ما تم جمعه من التبرعات لصالح المشروع 100 مليون ريال، وذلك منذ تأسيس الوقف قبل نحو ثماني سنوات حتى الآن.

وأوضح الدكتور كوثر، أن مشروع الوقف العلمي الذي انطلق بدعم من الأمير الراحل عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة السابق، يشهد تبرعا سنويا من قبل ما يزيد على 10 آلاف طالب وطالبة، وذلك عن طريق مكافآتهم الجامعية، لافتا إلى أن إجمالي عدد المنتظمين والمنتسبين في الجامعة تخطى حاجز الـ170 ألف ما بين طلاب وطالبات.

وقال كوثر: «إن تلك المبالغ التي يتم جمعها من الطلاب والطالبات وحتى رجال الأعمال، يتم استثمارها في صفقات مختلفة عبر لجنة استثمار يشكل منها أصحاب الأعمال نسبة 75 في المائة»، مبينا أن نسب العوائد المحققة من هذه الاستثمارات تتجاوز 15 في المائة سنويا.

وأشار إلى أن أعداد طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز الذين يقومون بالتبرع المستمر لمشروع الوقف العلمي يؤكد وعي الشباب والفتيات بفكرة الأوقاف الجامعية، مشددا على أن «العوائد التي تم تحقيقها خلال استثمارات الوقف العلمي تفوق ما تحققه البنوك وغيرها، حيث يتم صرفها على عدة أنشطة تعليمية بحثية في الجامعة».

وأضاف: «إن كافة الجامعات العالمية المرموقة تعتمد بشكل كبير على الأوقاف التي أصبحت أساسا في عمل هذه الجامعات، حيث بلغ حجم الأوقاف الموجودة في جامعة هارفارد نحو 37 مليار دولار والتي تستثمرها وتستفيد من عوائدها في دعم الأنشطة البحثية لديها».

ووصف الدكتور عصام كوثر التعاون الموجود بين الجامعات السعودية حول مشاريع الأوقاف المطبقة لديها بـ«المحدود» في ظل توجه كل جامعة نحو اتجاهات معينة ومختلفة.

وتابع: «تم تبادل الخبرات والزيارات، إلا أن التعاون فيما بين الجامعات السعودية لا يزال أقل مما يجب أن يكون، وذلك على خلفية انشغال كل جامعة باستراتيجياتها الخاصة بها»، مؤكدا حاجة الدولة إلى مئات الأوقاف الجامعية العلمية للحاق بركب الأمم المتقدمة، بحسب قوله.

وكانت جامعة الملك عبد العزيز بجدة، قد نظمت يوم أمس حفل «حصاد الخير» الثاني الذي يهدف إلى تكريم المتعاونين والمشاركين في برنامج الاستقطاع الشهري من طلاب وطالبات ومنسوبين ومنسوبات وأعضاء هيئة التدريس، فضلا عن رجال الأعمال المتبرعين للمشروع، وذلك برعاية الدكتور أسامة طيب مدير جامعة الملك عبد العزيز بجدة.

ودشنت إدارة الجامعة خلال الحفل، مشروع تيسير الزواج الذي يهدف إلى محاولة الحد من ظاهرة العنوسة والقضاء عليها في المجتمع السعودي، حيث يعد هذا المشروع واحدا من النماذج التي يقدمها الوقف العلمي.

وهنا، علق المدير التنفيذي لمشروع الوقف العلمي بالقول: «عملنا في الوقف على دراسة علمية كاملة حول العنوسة وآثارها وسبل حلها، وبعد التوصل إلى أهم الأسباب ووضع طرق لمعالجتها أطلقنا مشروع تيسير الزواج لتطبيق تلك الحلو على أرض الواقع».

واستطرد الدكتور عصام كوثر قائلا: «يهدف الوقف العلمي إلى دعم كل من الأبحاث العلمية التطبيقية المفيدة للمجتمع، وتحفيز طلاب وطالبات الدراسات العليا في الجامعة لحضور مؤتمرات عالمية ذات علاقة برسائل الماجستير والدكتوراه والمشاركة بها بحيث يتحمل الوقف كافة التكاليف المتعلقة بسفرهم».

وذكر أن الوقف العلمي يدعم أيضا كافة الأنشطة التي تنمي الطلاب والطالبات بصفة عامة، وخاصة المبدعين والمبتكرين منهم، إذ يتبنى إبداعاتهم شريطة أن تكون ذات أبعاد تجارية، إلى جانب دعم إجراء أي دراسات تسهم في إيجاد حلول علمية تطبيقية لمشكلات يعاني منها المجتمع، سواء كانت اجتماعية أو بيئية أو صحية أو غيرها.

واعتبر المدير التنفيذي لمشروع الوقف العلمي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، إقناع الناس بثقافة التبرع لهذا الوقف «تحديا» أساسيا يواجه المشروع، خصوصا أنه تابع لجامعة حكومية، الأمر الذي يجعل الكثيرين يعتقدون أن الدولة هي الأولى بتقديم الدعم والتبرعات.

ولكنه استدرك بالقول: «تعتبر الأوقاف العلمية جزءا لا يتجزأ من الجامعات العالمية في أكبر دول العالم، ولا ينبغي الاعتماد فقط على موارد الدولة، ولا سيما أن تلك الأوقاف تعمل على إيجاد حلول تطبيقية للكثير من القضايا التي يعاني منها أفراد المجتمع بشكل عام».