«أم أنس» تحول «الكليجا» لمصدر رزق وطلاب الابتعاث من عملائها

رحلة امتدت لـ11 عاما.. و3 من بناتها يشاركنها الإعداد والتسويق

أم أنس سيدة سعودية جعلت من «الكليجا» مصدر رزق لعائلتها («الشرق الأوسط»)
TT

تحولات اجتماعية شهدتها مدينة بريدة (وسط السعودية) من مدينة وصفت بأنها المدينة الأكثر تشددا ومحافظة، لتكون من أوائل المدن بالبلاد احتضانا للمرأة السعودية العاملة، وظهر ذلك جليا خلال ما يشهده مهرجان الكليجا الخامس، من إتاحة الفرصة أمام النساء بالبيع لمنتجات أسرهن من المأكولات الشعبية، الذي يأتي دعما للأسر المنتجة بالمنطقة.

حيث تقوم السيدات بالبيع المباشر على جميع رواد المهرجان، من الرجال والنساء، وما يتخلل ذلك البيع من تفاوض على السعر والكمية، لحلوى الكليجا، التي تشتهر بإعدادها نساء القصيم.

وتشير السيدات في مهرجان الكليجا أن جمعية حرفة النسائية، عملت على فتح المزيد من منافذ البيع طوال أيام السنة، مما جعل كثيرا من النساء يقمن بطباعة كروت شخصية لهن وتوزيع أرقامهن للطلب على الكليجا والمعمول.

أم أنس سيدة خمسينية، وهي إحدى السيدات المسجلات بجمعية «حرفة»، وتمتهن صناعة الكليجا أمام الزوار بمساعدة 3 من بناتها، حيث وجدت لها مكانا بمقر المهرجان، لإعداد «الكليجا» الطازجة من الفرن أمام الزوار.

وبينما يصطف أمامها زبائنها في طوابير انتظار قد تمتد لساعات، وذلك حسب الكمية المطلوبة من أقراص «الكليجا»، حظيت أم أنس وبناتها بإعجاب الزوار، خاصة أنها تحاول دوما تطبيق الاشتراطات الصحية على المنتج، بما ذلك ارتداء قفازات اليدين، كما أن أسلوبها الترحيبي بالزوار وإهداءهم بعضا من إنتاجها للتذوق قبل الشراء كان خير دليل على قدرتها على التعاطي مع المستهلكين وتسويق منتجها.

وتقول أم أنس عن نفسها: «خبرتي في إعداد وبيع (الكليجا) تمتد لـ11 سنة، وقد ورثت المهنة من أمي التي ورثتها عن جدتي، والبداية كانت تشجيع من زوجي، وقد كانت بداية بسيطة وبمبيعات لا تتجاوز 150 ريالا شهريا، ولا تتجاوز عملائي المقربين، وشيئا فشيئا وصلت الكليجا، التي أعملها إلى أميركا وبريطانيا عبر الطلاب السعوديين المبتعثين هناك، من خلال ما وصلت له من شهرة في هذا المجال».

وأشارت أم أنس إلى أن من يرغب بالشراء ما عليه سوى أن يودع المبلغ المطلوب على حسابي في البنك، ويتم الشحن له بواسطة شركات الشحن، وتضيف: «إن إنتاجي لـ(الكليجا) هو هواية وتسلية تحول مع الوقت إلى تجارة رابحة، وأصبحت مشاركة بشكل دائم عدة مهرجانات في منطقة القصيم».

وعن سر خلطتها في إعداد (الكليجا)، تقول أم أنس: «إن ذلك يتم يوضع كأسين من الطحين «البر» وكأس زيت وقليل من البهارات والملح والسكر حسب الرغبة، ومن ثم يضرب بالخلاط ثم يعجن مع بعض ويترك لمدة ربع ساعة، ومن ثم تقطيع العجين إلى أجزاء مدورة صغيرة «على شكل نصف كرة تقريبا» وتوضع بها الحشوة، وهي مكونة من سكر وليمون وقرفة وهبل وزنجبيل، ثم يلف العجين حول الحشوة ويفرد ويطبع ليكون تشكيلة حسب الشكل الخارجي المراد، وبعد ذلك يدهن بصفار البيض، ثم يوضع لمدة نصف ساعة بالفرن بالجزء العلوي منه، ثم بعد ذلك يوضع بالجزء السفلي لتحميره.