خبراء يؤكدون حاجة السعودية لمحطات الطاقة الشمسية

لخفض الضغط على محطات الكهرباء بالبلاد

TT

أكد خبراء الكهرباء والطاقة على حاجة المملكة الآنية لعمل خطوط جديدة ومحطات للطاقة الشمسية في إدارة الأحمال الكهربائية ولخفض مقدار الحمل الذروي الذي بلغ 56 ألف ميغاواط خلال عام 2012 بزيادة سنوية تقدر بـ8 في المائة مع توقعات بأن تكون الزيادة أكبر في الأعوام المقبلة، مشددين على أن تمثل مصادر الطاقة المتجددة هدفا استراتيجيا للدول، موصين بضرورة وضع تشريعات وأنظمة وحوافز لدعم هذا التوجه.

وأوضح بندر علاف رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر السعودي للتطبيقات الكهربائية الذكية الذي اختتم أعماله أمس الثلاثاء في فندق «إنتركونتننتال جدة»، أن الجلسة الختامية خرجت بعشر توصيات تلخص الحاجة المقبلة للكهرباء والحلول المتاحة في سبيل توفير الطاقة.

وأوصى المؤتمر بضرورة استخدام مصادر الطاقة الشمسية في إدارة الأحمال الكهربائية لخفض مقدار الحمل الذروي أثناء فترة الذروة والعمل على تطوير أنظمة تخزين الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى وقوف الباحثين والخبراء على الحاجة الفورية لتحديد المعايير والمواصفات اللازمة لتكامل محطات الطاقة الشمسية مع نظم النقل الكهربائي في المملكة.

كما أكد المؤتمر على ضرورة البدء في مشروع أطلس، بحيث يتضمن خرائط الطقس لتحديد الأماكن المستهدفة لمشاريع الطاقة المتجددة مع مراعاة الظروف المناخية المختلفة في المملكة للوصول للأهداف المعلنة من إنتاج الطاقة الشمسية، والتركيز على رفع كفاءة نظم الطاقة الشمسية وخفض قيمة الطاقة المهدرة من الكهرباء باستخدام الوسائل المتقدمة لغسيل الألواح الكهروضوئية والعمل على توطين تلك الوسائل داخل المملكة.

وتطرق المؤتمر إلى الانبعاثات الكربونية حيث أوصى بضرورة قياس تأثير تلك الانبعاثات والعمل على استخدام مصادر الطاقة المتجددة في فترات انخفاض الأحمال بحيث يمكن لمحطات الإنتاج التقليدية أن تعمل وفق نفس الظروف.

كما أوصى المؤتمر بالعمل على دراسة التشوهات الكهربائية الناتجة عن استخدام الأنظمة المصغرة للكهرباء لتفادي تأثيرها على جودة الكهرباء والمعدات الخاصة بإنتاج وتوزيع الكهرباء، بالإضافة إلى ما تمثله نظم المراقبة الشاملة وسيلة فاعلة في الاستفادة من خطوط نقل الكهرباء وفقا لقراءات الجهد والتيار ودرجات الحرارة الفعلية بهدف خفض قيمة الاستثمارات في إضافة خطوط جديدة.

وشدد المؤتمر على ضرورة وضوح التشريعات الحاكمة للتطبيقات الذكية في مراحل التخطيط والتنفيذ، مع مراعاة استخدام الوسائل الآمنة لجمع البيانات وتحليلها عند تصميم العدادات الرقمية الذكية وذلك لضمان موثوقية التشغيل ونجاح التنفيذ. وطالب المؤتمر بالتعاون المستمر بين مختلف القطاعات ذات العلاقة بمنظومة الكهرباء من الجهات الحكومية وشركات الكهرباء من مشغلين ومصنعين ومراكز بحثية.

وقدم المؤتمر دروعا تذكارية لأفضل ثلاث أوراق عمل قدمت في المؤتمر قياسا بالقيمة العلمية لتلك الأبحاث؛ حيث حصل سامي غنام من شركة «أرامكو السعودية» عن ورقة العمل المتعلقة بأنظمة غسيل الألواح الكهروضوئية لرفع كفاءة محطات الطاقة الشمسية وفق معايير اقتصادية، وكذلك الدكتور فهد أبو معطي من مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة عن ورقة العمل الخاصة بالتشغيل الاقتصادي للنظام الكهربائي المرتبط بمصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى بري إفري من جامعة نوتنجهام البريطانية عن ورقة العمل المتعلقة بالعوامل المؤثرة على التشوهات الكهربائية في الأنظمة المصغرة لشبكات الكهرباء.

يذكر أن الجلسات العلمية خلال المؤتمر قد عرضت تطبيقات الأنظمة الذكية في المملكة، بالإضافة إلى أحدث الرؤى والتقنيات التي تدعم ما توصلت إليه الأبحاث العالمية من نظم تهدف إلى خفض الاستهلاك الكهربائي، كما تناول المؤتمر تجارب عالمية قائمة في تطبيق تلك الأنظمة للاستفادة منها في منظومة الربط الخليجي بتركيب أجهزة القياس المتزامنة وفي شبكات النقل العاملة، كما تناولت أوراق العمل أنظمة الطاقة الشمسية وما تتطلبه من صيانة لمراعاة أجواء المملكة وانعكاسات ذلك على اقتصادات المشاريع المقدمة في مجال الطاقة الشمسية واستخداماتها في إنتاج الكهرباء.