سلطان بن سلمان يدعو لإنشاء جمعية لخريجي «الأميرية» في الأحساء

تخرج فيها جيل من رجال الدولة وقادة الاقتصاد والثقافة أبرزهم الأمير خالد الفيصل

تختزل المدرسة الأميرية في الأحساء تاريخ جيل من القادة والاقتصاديين وقادة الفكر بالسعودية («الشرق الأوسط»)
TT

دعا الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، لدى افتتاحه بيت الثقافة في المدرسة الأميرية بالأحساء، إلى إنشاء جمعية لخريجي المدرسة الأميرية بما يسهم في نهضة هذه المؤسسة الثقافية، داعيا مجلس التنمية السياحية بالمحافظة إلى احتضان المشروع ودراسته، منوها بالدور الريادي الذي قدمته مؤسسة التراث الخيرية لرعاية الملتقى ومبادرتها بجمع الشمل لتطوير المدرسة الأميرية والحفاظ عليها.

والمدرسة الأميرية أو مدرسة الهفوف الأولى كما سميت فيما بعد، أنشئت في عام 1940، كمدرسة ابتدائية، وبعد تخرج طلابها في المرحلة الابتدائية، افتتحت المتوسطة، ثم الثانوية، وهي من أحد معالم مدينة الهفوف القديمة والنهضة السعودية الحديثة. وتقع وسط مدينة الهفوف على مساحة 1200 متر مربع، وقد أقيمت لنشر التعليم النظامي، وأطلق عليها اسم المدرسة «الأميرية» كأول مبنى مدرسي حكومي في الأحساء في العهد السعودي.

وقبل نحو عشر سنوات قامت جمعية علوم العمران بالتعاون مع وكالة الآثار بترميمه وتأهيله، لتصبح اليوم واحدة من المعالم التاريخية في المحافظة. وكانت الهيئة العامة للسياحة قد أشرفت قبل نحو عشر سنوات على إعادة ترميم المدرسة لتصبح - كما هو حالها اليوم - مركزا حضاريا لمدينة الهفوف، وأشرف على إعادة تأهيل المبنى فرع جمعية علوم العمران بالأحساء.

ويجاور المدرسة، مبان تاريخية مهمة في مدينة الهفوف مثل سوق القيصرية وبيت الأمير سعود بن جلوي ومسجد الجبري وقصر إبراهيم الأثري وبيت الملا أو ما يعرف بـ«بيت البيعة». ويعطي تصميمه الفريد شواهد على مدى رقي العمارة المحلية وارتفاع الثقافة المعمارية في شبه الجزيرة العربية، خاصة أنه يعد نموذجا في نشأة المباني التعليمية، باستخدام مواد البيئة المحلية بدقة وإتقان كأسقف الجندل والجص والحصى وجذوع النخل ونبات الأسل والأبواب والنوافذ، وهو نموذج للعمارة الإسلامية، حيث روعي في عمارته المقياس الإنساني الذي يحفظ النسبة بين الارتفاعات والعروض.

ووصف الباحث الأثري خالد الفريدة المبنى بأنه مشيد وفقا لفن العمارة العربي الإسلامي بحيث يبرز عن الجدار الشرقي للمبنى باتجاه الشرق مشكلا شرفة يرقى إليها الداخل عبر سلمي درج على جانبي المدخل ويتوج المدخل أربعة عقود، اثنان مقابلان للباب المؤدي إلى داخل المدرسة يحملهما ثلاثة أعمدة، والآخران متقابلان يعلوان نهاية درج المدخل من أعلى وتتخلل جدران المبنى الخارجي من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية نوافذ كبيرة مستطيلة الشكل تطل من خلالها غرف المبنى على الشارع، مشيرا إلى وضوح فن العمارة المحلية المستقاة من فنون العمارة العربية والإسلامية في التصميم.

ومن أشهر الطلاب الذين تلقوا تعليمهم في هذه المدرسة الأمير خالد الفيصل، والشيخ عبد الرحمن عبد الله الملا وعبد الرحمن اليمني وعبد العزيز الظفر وعبد الله صالح جمعة، رئيس شركة «أرامكو» السعودية سابقا، ويوسف محمد الجندان، مدير جامعة الملك فيصل، وعبد اللطيف الشعيبي، وسليمان الصويغ، ومحمد عبد الله الملا، أمين عام اتحاد الغرف الخليجية، وغيرهم ممن حفلت بهم جنبات المدرسة الأميرية بالأحساء.