تزايد أعداد المصابين بالإيدز من مدمني المخدرات بنسبة 52% في السعودية

تسجيل أكثر من 400 مريض جديد كل عام

TT

كشفت لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة سناء فلمبان، المشرف العام على برنامج مكافحة الإيدز في وزارة الصحة، عن ارتفاع عدد المصابين بمرض الإيدز من مدمني المخدرات بنسبة 52% خلال عام واحد.

وذكرت أن العدد المكتشف لمدمني المخدرات المصابين بفيروس الإيدز ارتفع من 22 مصابا في عام 2010 إلى 46 خلال عام 2011، مرجعة سبب ذلك الارتفاع إلى التوسع في برامج العلاج والرعاية، والكشف المبكر عن الإصابة بالإيدز، وتطبيق سبل الوقاية ومنع انتقال العدوى من المصاب إلى الشريك المباشر.

وقالت الدكتورة سناء فلمبان في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بلغ عدد مدمني المخدرات الذين تم اكتشاف إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشري لعام 2011 نحو 46 مصابا، وهم يشكلون نحو 10% من إجمالي الحالات المكتشفة المصابة بعدوى فيروس الإيدز».

ووفقا لمعلومات كانت قد أعلنت عنها الجمعية الخيرية لرعاية مرضى الإيدز (مناعة)، فإن نسبة الزيادة السنوية لعدد المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة تبلغ ما يقارب 10%، التي تمثل 439 مريضا، حيث شهدت الإحصاءات السنوية للجمعية تسجيل أكثر من 400 مريض جديد في كل عام من 2008 وحتى 2010، إذ وصل العدد الإجمالي لمرضى الإيدز السعوديين إلى 4458 مريضا قبل عامين.

يأتي ذلك في وقت أكد فيه لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد الزهراني، المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية والإدمان بالدمام، أن المستشفى لا يخلو من وجود حالة إلى حالتين من المصابين بمرض الإيدز على مدار العام، لافتا إلى أن ذلك العدد قد يزيد في بعض الأحيان.

وزاد: «ثمة علاقة كبيرة بين الإدمان والإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة، خاصة ممن يتعاطون المخدر عن طريق الحقن التي قد تكون ملوثة، على خلفية استخدامها من قبل أفراد متعددين يتناقلونها دون أخذ الحيطة».

وأشار الزهراني إلى أن استخدام تلك الحقن يعد السبب الرئيسي لانتشار الإيدز بين مدمني المخدرات، مضيفا: «يتم التعامل مع المصابين بذلك الفيروس بشكل طبيعي ما عدا ما يخص إجراءات معينة، غير أنه لا يتم حجزهم بمفردهم داخل المستشفى إطلاقا».

وكانت وزارة الصحة، قد زادت في شهر مايو (أيار) الماضي، تشديدها على بيع حقن العضل بشكل عشوائي في الصيدليات بكل مدن المملكة؛ نتيجة استخدامها لأغراض المخدرات من المتعاطين والمدمنين، رغم انخفاض معدلات الإدمان على مادة الـ«هيروين»، وذلك في محاولة منها لمنع معاودة ارتفاع تلك المعدلات، إلى جانب تقنين بيعها بحسب اختلاف المناطق حتى في المدينة الواحدة.

وفي ذات السياق، أوضح عبد الإله الشريف، مساعد مدير عام مكافحة المخدرات، أن نسب المتعاطين للهيروين الذين يتلقون علاجهم في مستشفيات الأمل بمختلف مناطق المملكة، تشكل جزءا، وصفه بـ«الضئيل»، من نحو 20% من إجمالي هؤلاء المرضى، الذين تتنوع حالاتهم الإدمانية ما بين الكحول والحبوب المهدئة.

وبالعودة إلى الدكتورة سناء فلمبان، المشرف العام على برنامج مكافحة الإيدز في وزارة الصحة، أوضحت أن برامج مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة، تتم بالتنسيق المستمر والتعاون المباشر مع الكثير من القطاعات والإدارات المختلفة ذات الصلة بالتعامل مع علاج المرضى والحد من أسباب الانتشار، والمتضمنة مستشفيات الأمل وإدارات مكافحة المخدرات.

واستطردت بالقول: «تشمل أوجه التعاون سلسلة من الاجتماعات واللقاءات بين المتخصصين بهدف تبادل المعلومات، والتخطيط للوصول إلى الأهداف المنشودة وطرق تنفيذها، فضلا عن وسائل تطبيق أساليب اكتشاف الإصابة المبكرة».

وأفادت فلمبان بأن التعاون في ما بين وزارة الصحة والجهات الأخرى ذات العلاقة بعلاج الإدمان، تتضمن أيضا تخطيط البرامج الوقائية والتدابير العلاجية للحالات التي يتم اكتشاف إصابتها، وإجراء البحوث الميدانية وتحليل العينات العشوائية.

وزادت: «تعمل وزارة الصحة على عدة دراسات ميدانية مستمرة لبحث العلاقة بين طرق الإصابة بفيروس الإيدز وكيفية تعرض الفرد لها، إلى جانب تحليل البيانات ومناقشة سبل حماية الشريك والأسرة، والتوسع في تقديم وسائل الفحص والوقاية والعلاج والرعاية والعناية الصحية للمستهدفين بالخدمة وطريقة إيصالها إليهم».