تشكيلي سعودي يرسم على خطوط الرخام

إعادة استقراء المشهد المحرك الأساسي للفن

تشكيلي سعودي يحيل الرخام من حجر للزينة للوحة فنية («الشرق الأوسط»)
TT

استلهم عثمان الخزيّم، وهو تشكيلي سعودي؛ فكرة التقاط الصور لحجر الرخام ورسم لوحات من البورتريه (وجوه الأشخاص) من عروق الرخام. وقادت الإيحاءات، التي تتواءم مع تركيز النظر على مجسم صخري يحمل صورا مرسومة، الفنان السعودي إلى تجربة جديدة، تحاكي تشكل رسم مجسم هندسي أو وجه يرمز لتعابير مختلفة.

ويقول الخزيم في حديث خاص مع «الشرق الأوسط»: «الرخام موجود من حولنا، وعادة أحاول إعادة استقراء الأشياء، فمن الاطلاع على أسطح الرخام استوحيت أشكالا من الممكن أن تضاف إليها لمسة بالألوان الداكنة والفاتحة، ليظهر لدي رسم الصورة بشكل كامل». ويتضح أن إعادة استقراء المشهد والصور تمثل المحرك الأساسي للتشكيلي الخزيم الذي يؤطر المشهد ويرى من خلاله شكل الوجه أو العنصر المراد رسمه على الرخام. وتميز هذا الفن الذي ابتكره التشكيلي السعودي بأنه لا ينفذ بشكل مباشر على البلاط أو يُلون على مجسم الرخام أو ينحته، وإنما على صورة منه، فهو بذلك لا يعد مكلفا بالنسبة للفنانين والرسامين وهواة الفنون التشكيلية.

عروق الرخام هي الخطوط السوداء أو الداكنة الظاهرة على سطح لوح الرخام، وحول تجربته بالرسم على خطوط أو عروق الرخام نفذ الخزيّم التجربة فور أن خطرت له الفكرة. وأخذ يصور أنواعا وأشكالا متعددة من الرخام رأى فيها مشاهد عن بعد، شكلتها عروق حجر الرخام الجيري التي جذبته بتكسرها على السطح إلى جانب انحناءاتها، ليطبعها على ورق يسهل الرسم على سطحه.

ويستطرد الخزيم في الحديث عن فن الرسم على عروق الرخام بالقول «طبعت صور الرخام على الورق المصقول الخاص بطباعة الصور الرقمية، ولم أجد أفضل من أقلام الرسم على الزجاج لتعطي أفضل نتيجة للرسم، مع العلم أنه بالإمكان استخدام أي نوع آخر من الألوان للرسم على الخامات المصقولة التي لا تتغلغل في مساماتها وتنشف مباشرة على الورقة دون إتلافها. ويضيف «خرجت بعدة نتائج نشرتها في صفحاتي على شبكات التواصل الاجتماعي، لعرض هذه التجربة من منطلق أن الفنان يجب أن يعشق الفراغ والمساحات البيضاء حتى يعبث بها بشكل مبهر، ويظهر جرأته في ابتكار فن جديد».